بائعة الوهم

كتب: محمد العدوان – الأردن.

منذ أن إستولت حركة حماس على قطاع عزة بقوة السلاح في إنقلابها، وبدعمٍ أمريكي قطري وبتسهيل إسرائيلي وقَتل ما يقرب ألف من أبناء قطاع غزة وتشريد عشرات الآلف بدأت ببيع أوهام كبيرة لإسكات الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، تمثلت هذه الاوهام بأن السلطة الفلسطينية هي من تمنعها من تحرير فلسطين وتقيد أيادي “المقاومة” مستخدمة في ذلك خطاب إعلامي ممنتج بطريقة علمية وبدعم من فضائيات ضخمة، وعلى رأسها قناة الجزيرة التي إفتتحها شمعون بيريز رئيس وزراء الإحتلال الأسبق عام 1994 بجانب أكبر قواعد الجيش الأمريكي وبمحاذات مكتب الموساد في العاصمة القطرية الدوحة.

وبدأ العرب والعجم ينتظرون فعل حماس بعد إزالتها من يقف أمام مسيرة تحرير فلسطين من قبلها كما إدعت وبدأت الأيام تكشف كذبها، وزيفها بعد كل هجوم إحتلالي على قطاع غزة والذي يسبقه تهديدات ووعودات فارغة فيقف ملثمها ويقول بأنَّ المعركة القادمة ستكون الفاصلة ويخرج قائدٌ أجوف كطبل أجوف يقول سنُري العدو ما لا يتوقعه، وآخر ستكون المعركة القادمة زلزال يغير خارطة المنطقة، ويخرج مهرِّج من حماس وعلى طريقة حزب الله الشيعي ويقول النار بالنار والدمَ بالدم، ونحضر لمعركة التحرير في المعركة القادمة، وتأتي المعركة وتدمر غزة ويُقتَل أطفالها وترمل نسائها وتهجر العائلات وتُضرب “المواسير” التي تُسميها حماس “بالصواريخ” بالآلف دون أن تًصيب إسرائيلياً واحداً، ولا يتم التحرير، ولم نرى الزلزال، وما زلنا ننتظر تغيير خارطة المنطقة، والأدهى والأمر أن سُذَّج العرب يصدقونها ومنهم من يتغنى بآسمها ومنهم من يرسل لها الدعم المالي الذي يسرقه قادتها ويهربون إلى قطر وتركيا وماليزيا والجزائر ويبنون القصور ويشترون السيارات الفارهة ويجمعون الملايين على حساب المواطنين.

وعلى الجهة الأخرى أصبحت الحقيقة واضحة وصعبة بأنَّ الزلزال الذي وعدت به هذه الحركة والخارطة التي ستتغير، كانت للأسف خارطة غزة والزلزال وقع فيها فأصبحت فقيرة وأهلها مشردين ومقتلين وفقراء بعضهم يبحث عن طعامه في حاويات القمامة، وشبابها يهربون من ظلم الحركة التي باعتهم الوهم فآمنوا بها كمخلص، يهربون عبر البحار، ومنهم من غرق وتحولت أجسادهم طعام للأسماك، ومن نجح في الوصول لمقاصده، وأصبح في سجون أوروبا أو ملاحقين من قبلها ومعرضين للإغتيال. ومن بقي فيها يتسول لقمة عيشه بذل ويتجرع سم الصبر فيها ولا يستطيع البوح بكلمة تذمر ولا على سبيل التخفيف من هموم قلبه.

فالوعيد الذي قطعته حماس على نفسها بأنها ستؤدب العدو وستريه المفاجئآت بُقدرةِ قادر تحولت من العدو الصهيوني إلى أبناء غزة والشعب الفلسطيني وازداد بطشها وقتلها لأبناء شعب فلسطين بعد إعلانها التشيُّع والتسليم لقادتهم الذين يسبون صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم علناً ولا يتوانون في قتل أبناء السنة.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا