الرئيسيةمختاراتمقالاتإلى متى سيظل العالم لا يسمع نداء فلسطين

إلى متى سيظل العالم لا يسمع نداء فلسطين

كتب: طه خالد منصور

سنوات مرت وأخرى تعقبها ولا تزال أرض فلسطين تحت بطش الاحتلال، في حرب يومية على كل ما هو فلسطيني، حتى شجرة الزيتون لم تسلم من بطشهم فيقتلعونها لكنهم لم يستطيعوا اقتلاع جذور الفلسطينيين من كل شبر في تلك الأرض المقدسة، رغم سنوات الاحتلال الطويلة والتي لم يقتصر وجودهم فيها على مناطق الداخل المحتل، بل توغل الاحتلال منذ 74 عامًا على النهج ذاته إلى باقي المناطق في محاولة للإستيلاء على الأراضي وحصارها والتضييق على أهلها واستيطان ما تبقى منها وحشد كل ما أتيح لتطويق فلسطين جوا وبرا وبحرا .
في وقت ما سابقا كانت عصابات المستوطنين على رأس الحصار المفروض على الفلسطينيين، لكن ومع تطور الأحداث أصبحت هذه العصابات مدعومة بحكومات صهيونية متطرفة وجيش الاحتلال ومحاكمة ومستوطنوه يتفنّنون في تنغيص حياة الفلسطينيين، ضمن سياسة تهدف إلى السيطرة على كل ما في فلسطيني، وتطويق كل مفاصل الحياة فيها. والسعي إلى تدنيس مقدساتها وشن حرب دينية واقتصادية وسياسية دون هوادة، فلا يمر يوم واحد دون أن تذيع نشرات الأخبار عن عمليات القتل المتلاحقة للفلسطينيين من قبل الاحتلال في نابلس وجنين وغيرهما وارتكاب المجازر بدم بارد ودون حسيب أ ورقيب.
استفحلت جرائم الاحتلال فهو الذي لم يجد ردعا، رغم الدعوات المتواصلة للالتفات إلى الجانب الفلسطيني لكنها لم تلق آذاناً صاغية، ومن يسمع!! فأمريكا وضعت أصابعها في أذانها منذ سنوات طويلة بطول الاحتلال الغاشم، وإذا كانت أمريكا الرأس المدبر لا تسمع فلا عجب أن الغرب بأكمله يتبعها بأعين مغمضة، ورغم ذلك لا تكن الأصوات الفلسطينية في إطلاق الدعوات للالتزام بالاتفاقيات الدولية والتي كان آخرها دعوة أرئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية للاتحاد والقيام بحراك على مستوى العالم للضغط على إسرائيل للالتزام بالاتفاقيات الموقعة معها.
وفي تفاصيل تصريحاته قال أشتية: “إسرائيل تشن علينا عدة حروب على الجغرافيا والديموغرافيا والمال والرواية، وهي تهدف باحتلالها للسيطرة على كافة مناحي الحياة في فلسطين، لا سيما القتل والاعتقال اليومي، والاستيلاء على الأراضي لصالح التوسع الاستيطاني، والسيطرة على غالبية المصادر المائية الفلسطينية وسرقتها، إضافة الى وضع القيود أمام حرية حركة الأفراد والبضائع”.
تصريح لخص فيه اشتية كل ما يقوم به الاحتلال يوميا ودون هوادة، لكن كل هذا يدفعنا لطرح سؤال جوهري. هل سيستجيب العالم لهذه الأصوات الفلسطينية؟ الإجابة طبعا ستكون لا. لسببين الأول لأن هذه الأصوات ستبقى معزولة لطالما لم تدعمها أصوات عربية بكل أطيافها ومشاربها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأكاديمية والثقافية، والتي لا بد لها أن تسعى للإسراع في عقد لقاءات وحوارات تعزز صمود الشعب الفلسطيني وتبني سياسة إعلامية وسياسية تظهر حالة الظلم المزدوجة “الاستعمار والقتل والاعتقالات المستمرة وهدم المنازل وتشريد الناس عن أراضيهم كل يوم لصالح الاستيطان.
أما السبب الثاني فيتجلى في حاجة القضية الفلسطينية للمزيد من العمل المبني على استراتيجيات وبرامج سياسية وإعلامية ومالية تتحدى المخاطر والتحديات الإسرائيلية والمستوطنون المسلحون الذين أصبحوا يسيطرون على الخطاب السياسي لحكومة بنيامين نتنياهو وبن الغفير التي رسخت التطرف كعقيدة للانتقام من الشعب الفلسطيني.
حشد الدعم بتجاه فلسطين أصبح ضرورة لابد منها في وقت تتجه فيه الأوضاع لمزيد من العنف والقتل تجاه الفلسطينيين، والأهم هنا السعي لإيجاد حلول سريعة وضمنية وليس أخذ وعود من أجل التهدئة والتي غالبا ما تنحصر في سياق الكلام من أجل الكلام فقط، إن صح التعبير، فلطالما أخذ الفلسطينيون وعودا بإلزام الجانب الإسرائيلي على تنفيذ الاتفاقيات الدولية الموقع عليها لكن كل تكل الوعود لم تنفد على أرض الواقع، لسبب وحيد وهو أن الولايات المتحدة هي عراب للمشروع الصهيوني ولهذا على الرغم من كل التصريحات المنتقدة لإسرائيل أو حتى القرارات، التي تتخذ من حين إلى آخر، لا تؤثر على دولة الاحتلال ولا تردعها، كيف لا وهي من تتلقى الدعم الكامل من كل الحكومات التي تعاقبت على البيت الأبيض، وهنا تتضح فكرة: أن الشعب الفلسطيني يناضل الاحتلال وما وراء الاحتلال..

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا