الرئيسيةمختاراتمقالاتإرادة الشعب الفلسطيني لن تكسر ولن تنهزم ..!

إرادة الشعب الفلسطيني لن تكسر ولن تنهزم ..!

كتب: د. عبدالرحيم جاموس

في الوقت الذي يزداد فيه التطرف الصهيوني ويتصاعد إرهابه و عدوانه المستمر على الشعب الفلسطيني دون رادع يردعه ، تبقى ازدواجية المعايير الدوليه تحكم مواقف العالم الغربي عامة و اوروبا وامريكا منه خاصة ، من حقوق الشعب الفلسطيني ، و يستمر غض الطرف والنظر عن جرائم الإحتلال المتصاعدة يوميا دون توقف ، ففي عدوان الأمس على غزة فجر التاسع من أيار جرى اغتيال خمسة عشر فلسطينيا غالبيتهم من الأطفال والنساء ، وفجر اليوم العاشر من أيار يغتال فلسطينين فجرا في قباطية ، ويوقع عددا من الجرحى ويعتقل العشرات من مدن فلسطينية مختلفة في نفس الليلة ، ظاناً بهذة الإجراءات الوحشية والإجرامية الإرهابية ، ان يكسر ارادة الشعب الفلسطيني وان ينال من صموده وعزيمته ومقاومته لإستمرار احتلاله ..
منذ بداية العام الجاري 2023 م وخلال مئة وثلاثون يوما فقد ارتقى مئة واربعون شهيدا فلسطينيا بينهم عددا كبيرا من النساء الأطفال ..
رغم ذلك ارادة الشعب الفلسطيني الصابر والصامد والمرابط وصاحب الحق المناضل والمطالب بالحرية والعودة لن تكسر ولن ينهزم ..
هذة الحقيقة السياسية والقانونية والإجتماعية والتاريخية الصارخة التي تتبلور وتتجسد اليوم في ارض فلسطين عامة وفي القدس خاصة و التي يسطرها المقدسيون والفلسطينيون اليوم في القدس وفي كل مدن فلسطين المحتلة ، و على مدى قرن وازيد والشعب الفلسطيني يواصل انتفاضاته وثوراته المسلحة تارة ، و مقاومته وانتفاضته الشعبية تارة اخرى ، في وجه الهجمة الصهيونية الغربية واستعمارها لفلسطين ، يرفض الشعب الفلسطيني الإستسلام امامها والتسليم لها بمخططاتها واهدافها الإستعمارية والعنصرية الفاشية الإقتلاعية الإحلالية …
مؤكدا ومعلنا ان انكسار وفشل المشروع الصهيوني وكيانه الإستيطاني العنصري الإحلالي الإقتلاعي بات قريبا ومسألة زمن …
هذا المشروع الإستعماري الهادف الى افراغ فلسطين من شعبها واهلها الأصليين وفي المقدمة منها في القدس لما تمثله القدس من هدف وغاية وعنوان لمشروعه الإستعماري ، ولما تمثله من رمزية سياسية وتاريخية وقانونية وعقائدية للشعب الفلسطيني وللعرب مسلمين ومسيحيين عامة ..
ان هذا الهدف الإجرامي لن ينجح ولن يتحقق ، لأن فلسطين ليست جزيرة عزلاء منسية في اعالي البحار ، بل تمثل قلب العالم العربي والإسلامي جغرافيا وديمغرفيا ، فكيف يمكن لهذا المشروع الإستيطاني الإحلالي الإقتلاعي ان ينتصر ، وان يتمكن من النجاح و البقاء والحفاظ على أمنه رغما عن الشعب الفلسطيني الثابت والصامد في وطنه ، والمقاوم لكل اشكال الإقتلاع او الإذابة في الكيان الإستعماري ، ورغما عن الامة العربية والإسلامية ؟!.
إن شعب فلسطين بصموده ونضاله الأسطوري حال دون انتصار ونجاح هذا المشروع الصهيوني ، الذي جاء في المكان و الموقع الخطأ جغرافيا وديمغرافيا وسياسيا وقانونيا ، فهو محكوم بالفشل والزوال ، والمسألة لا تعدو عن مسألة زمن و صراع وعدوان مستمر حتى تكتمل شروط انكساره وهزيمته وزواله ، وتتحقق شروط الإنتصار الكامل والنهائي عليه ، حينها تستعيد فلسطين وشعبها حقيقتها التاريخية والقانونية والإجتماعية والسياسية جزءا لايتجزء من محيطها العربي الإسلامي ..
لن يتحول هذا المشروع الصهيوني امام هذا الصمود والنضال الأسطوري للشعب الفلسطيني الى كيان استيطاني ناجح في قلب العالم العربي .
هذا الكيان الصهيوني هو مجرد كيان وظيفي من مخلفات وبقايا المشاريع الإستعمارية الغربية التي شهدتها المنطقة العربية في القرن الماضي ، سينتهي بإفتقاده لوظيفته وبعجزه عن فرض ارادته على الشعب الفلسطيني ومحيطه العربي والإسلامي ..
يدرك قادة المشروع الصهيوني ومفكريه ان نهايته تقترب مع كل جولة من جولات الصراع ، لذا يزداد غلاته تطرفا وسفها وقمعا وارهابا ، وهذا يعميهم عن رؤية حقيقتهم العدوانية و عن مصيركيانهم الفاشل ، من هنا يأتي التسارع به في السير نحو الهاوية من خلال انقساماته وتمزقه وصولا الى نهايته .
فلا احد عاقل في هذا المحيط العربي ، ولا في العالم يقبل ان يستمر هذا الكيان في ممارسة صلفة وتطرفه وارهابه ، ومعاداته للحقيقة وللعقائد وللأخلاق وللقانون وللشرعية الإنسانية الدولية ، فلا بدَ ان تأتي ساعة الحقيقة و أن تأتي نهايته ، التي سيواجهها كما واجهتها من قبله النظم الغنصرية في جنوب افريقيا في نهاية القرن الماضي ، هنا ستتأكد حقيقة انتصار الشعب الفلسطيني على المخطط الإستعماري الصهيوني المرسوم له …!
انظروا اليوم الى طبيعة المواجهات ، و الى تضحيات ونضالات ابناء فلسطين وشجاعتهم ورباطة جأشهم في مواجهة العدوان المتواصل في مختلف الأماكن والمدن والقرى والمخيمات ، رغم مايمتلك عدوهم من عدة وعتاد ، بل انظروا الى ابتساماتهم التي تعلو وجوههم وهم يواجهون عساكره أثناء اعتقالهم ، وهم عزلا من اي سلاح ، سوى سلاح العدالة والإيمان بحقهم المشروع في وطنهم ..
نعم لقد انتصر المبتسمون من الفلسطينيين على المدججين بالسلاح من جنود الكيان ، وهنا يتجلى انتصار وقوة الحق على مواجهة الباطل ..
هنا لا يملك العالم كله ام هذة الثنائية ، سوى ان ينحني احتراما وتقديرا لهذا الشباب الفلسطيني المناضل و الثائر والمنتفض ضد كل اشكال العدوان والإقتلاع والعنصرية والفاشية الصهيونية …التي تتضح صورتها وحقيقتها القبيحة للعالم يوما بعد يوم ، و المتعارضة مع نواميس البشرية جمعاء ..
إنها تفرض على العالم اجمع ان يهب لنصرة الشعب الفلسطيني وتأييده ، ليس بالبيانات والشجب والقلق والمطالبة بضبط النفس ، إنما بالأفعال وبفرض العقوبات على الكيان الصهيوني و العمل على عزله ومحاصرته ، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من بطش قوات الإحتلال ومستوطنيه ….
و يفرض على الجميع التخلي عن ازدواجية المعايير الدولية والكيل بمكيالين في التعاطي مع القضية الفلسطينية ، كفى خمسة وسبعون عاما من تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في وطنه …
حتى يتم انكفاء هذا الإحتلال و يتم ردعه وإذعانه للتسليم بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير ..
نعم سينتصر الشعب الفلسطيني، وسيهزم المخطط الإستعماري الصهيوني طال الزمن ام قصر ..!

د. عبدالرحيم جاموس
10/5/2023 م
Pcommety@hotmail.com

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا