الرئيسيةمختاراتمقالات75 سنة من النكبة تمضي

75 سنة من النكبة تمضي

كتب: سعدات بهجت عمر

تمكّن الوجود الصهيوني في الغرب والغرب الأمريكي تمكن هذا الوجود الصهيوني في المجتمعات الغربية من لعب دوراً فعّالاً في التاثير على رجال السياسة والمال وعلى الانتلجنسيا التي تقود الرأي العام هناك في النفوذ الصهيوني كمواطن أمريكي أو إنكليزي عارف للغة وثقافة المجتمع الذي ينتمي إليه يملك كل الوسائل القانونية والنفسية ويستغلها استغلالاً ممتازاً في عرض قراراته عرضاً متناسباً كما تفعل الإدارة الأمريكية ونتنياهو في استغلال السياسة الدولية والأمريكية على وجه الخصوص لعرض بنود صفقة القرن الترامبية علماً أن كل من الإدارات الأمريكية وصولاً إلى نتنياهو كرئيس لوزراء العدو مجرمين حرب نظراً لٍما اقترفوه ويقترفوه من مذابح على مدى 75 سنة بحق شعبنا الفلسطيني وبالرغم من أن هذا الوضع لم يتغير منذ قيام الكيان الإسرائيلي الغاصب إلا أن العالَم بأسره يلاحظ قبل اليوم وبعده ظاهرة اندفاع الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية اندفاعاً لا نظير له نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس رغم موامرات القريب والبعيد والقاصي والداني المستمرة خلال ال 75 سنة الماضية هذا الاندفاع الحريص على الثوابت الوطنية الفلسطينية التي تعي دورها جيداً في تصحيح 75 سنة من التزييف الذي تم لتاريخنا على أيدي الصهيونية ومثقفيها واضعة الحقيقة أمام الرأي العام العالمي على حقيقة قضيتنا كاملة دون تجزيء وتكمن أهمية هذه الحقيقة الشاملة في النظرة الأصيلة والنقدية للصراع مع العدو الإسرائيلي المُحتل وهو رفض وتصحيح النظرة التقليدية التي روّجها الصهاينة في الغرب والغرب الأمريكي وفي كل العالَم لاحقاً بأن الصراع حول فلسطين هو صراع بين إسرائيل والخطاب العربي الرسمي وقد تعامت الأنظمة العربية وزعاماتها عن هذه الحقيقة ولكن حقيقة الصراع هي بين شعبنا الفلسطيني وبين الغزاة الصهاينة المستعمرين الذين حَلُّوا محل الاستعمار البريطاني ومن هذه الزاوية تجيء هذه النظرة لتصحيح هذه التطورات الخاطئة وللتأكيد بأن المشكلة الأساسية في المنطقة العربية إنما هي مشكلة استرداد الحقوق الفلسطينية في أرضهم التاريخية أرض فلسطين تلك الحقوق سلبتها الحركة الصهيونية بمساعدة الإستعمار القديم والجديد لذلك يجيء قول الرئيس أبو مازن والقيادة الشرعية الذي يعي جيداً بأن انحياز أمريكا لإسرائيل لن يكون هناك حلاً للقضية الفلسطينية إلا بالوحدة الوطنية وهذا ما يتفق مع الواقع الفلسطيني الذي يؤمن بأن الإستعمار البريطاني لفلسطين ما حصل وقام إلا من أجل تنفيذ وعد بلفور ورسم له أهدافاً ثلاثة:
1- تدمير الميثولوجيا الفلسطينية
2- فرض جيو-سياسي ضاغط على القيادة الفلسطينية تمثّلَ بدعم انقلاب حماس الدموي الأسود في قطاع غزة يُراد منه أن يُثمر في تقييد التمثيل الفلسطيني بمنظمة التحرير الفلسطينية ولستُ أكشف سٍرّاً في هذا المجال أنه ثٍمّةَ قابلية بضغط أمريكي-اسرائيلي أن لدى الكثير من الأنظمة العربية الإنصراف الفوري نحو بحث موضوع البديل لمنظمة التحرير الفلسطينية وليس الإسراع في تطوير مؤسساتها.
3- توليد حالة من الضغط العربي نجد أساسها في الظروف البالغة الصعوبة التي تمر بها المنطقة في ظل الحرب الأمريكية الأوروبية في أوكرانيا وسط افتقار شبه مطلق لأبسط مستلزمات الصمود كما نجدها في الشعور بأن هناك حرباً إسرائيلية-إقليمية متمادية تُشنُّ على شعبنا الفلسطيني وقيادته لاعلان موات القضية الفلسطينية بعد الإرهاق المادي والنفسي المُتولٍّد عن كابوس العديد من الأنظمة العربية وانعدام وجود مؤثرات على نهاية محكمة لها وهنا يجب على شعبنا الفلسطيني الالتفاف حول قيادته الشرعية بوصفها عاملاً حاسماً في رسم معالم الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي الفلسطينية التي أُحتُلَّت في 1967/6/5 وليس في غزة وجزء قليل من سيناء كما يُخطط وبمزيد من الحوار الوطني الفلسطيني الخلَّاق الذي سيؤدي حتماً إلى ميثاق أخلاقي متين إلى إنهاء الانقسام الذي يمكن بموجبه تبني الوحدة الوطنية الفلسطينية الفاعلة بشكل كامل لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران 1967 كما أسلفت ومن قلب الحصار سيكون الحصاد.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا