الرئيسيةمختاراتمقالاترؤية موجزة حول الأنتخابات اليونانية وانعكاساتها

رؤية موجزة حول الأنتخابات اليونانية وانعكاساتها

كتب: مروان اِميل طوباسي*

ان صعود اليمين اليوناني في اطار موجة فوز احزاب اليمين في معظم الدول الاوروبية مؤخراً ، إضافة إلى أزمة عدم وحدة واختلاف تفسيرات الهوية الفكرية لليسار الأوروبي ودوره بالمرحلة الراهنة هو ما يفسر فوز اليمين امس.
السؤال ، كيف سينعكس هذا على واقع التضامن مع قضيتنا الوطنية الفلسطينية بالوقت الذي وقف به اليمين الاوروبي إلى جانب السياسات الإسرائيلية منذ نشأتها الاستعمارية ، وكيف لنا مواجهة ذلك ؟ ومؤخرا قبل أيام لم تتوانى احزاب اليمين بالبرلمان البرتغالي من اتخاذ قرار بمساندة ودعم السياسات الإسرائيلية في سابقة هي الأولى على مستوى البرلمانات الأوروبية مثلا.
لكن هذا الأمر يحتاج منا لمحاولات اختراق باليمين الاوروبي من خلال مؤيدين بين صفوفهم لنا في إطار رؤية وادوات عمل دبلوماسية متجددة وتفعيل دور الجاليات والاطر الاخرى بالشتات .
هذا إضافة إلى أن هذا الفوز وصعود اليمين الاوروبي بإستثناء بعض حالات الدول التي تَوحدت اقطاب اليسار فيها كفرنسا مثلا ، سيساهم في ابقاء الأزمة الاقتصادية وحالة التقشف الاقتصادي بناء على سياسات اليمين النيوليبرالي الاوروبي كما وتقرير بعض سياسات اليمين المتطرف بشأن الهجرة وغيرها من القضايا المطروحة إلى جانب دعم السياسات الأمريكية في أوكرانيا وما له علاقة بمعاداة الشرق عموما .

وباليونان اليوم ورغم عدم اعلان النتائج النهائية الرسمية ، لكن كافة المؤشرات تشير الى فوز اليمين المحافظ باليونان ‘حزب الديمقراطية الجديدة’ باكثرية مقاعد البرلمان ٤٠ % في الانتخابات العامة التي جرت امس الأحد وهي نفس نسبته بالانتخابات ٢٠١٩ ، بمقابل تراجع حزب اليسار المعارض الرئيسي “سيريزا” والذي حكم اليونان قبل دورتين إلى ٢١% مقابل ٣١ % في ٢٠١٩ . المؤشرات الملفتة للأنتباه هي عودة صعود حزب الباسوك الأشتراكي إلى ١٤% مقابل ٧% في ٢٠١٩ والذي حكم اليونان قبل عقود وسقط الى ٤% بالدورات السابقة الثلاث ، والحزب الشيوعي إلى ٨ % بدل ٥ % بالدورة السابقة ٢٠١٩ ، كما فوز حزب يميني متطرف بحوالي ٥ % وفشل احزاب أخرى كانت ممثلة بالبرلمان من تجاوز نسبة الحسم (حزبين يساريين وحزب يميني ) .

واضح أن بقاء اليمين بالحكم وفوزه امس كان على حساب تراجع حزب اليسار الراديكالي سيريزا الذي تراجع بحوالي ١٠% ذهبت إلى حزب الباسوك والحزب الشيوعي التي زادت أصواتهم مجتمعة بهذة النسبة تقريبا ٧%+٣% ، وهي تفسر عودة مؤيدين أو اعضاء من سيريزا إلى احزابهم الأم التي خرجوا منها سابقا .

رغم ذلك فإن الحزب الفائز بحاجة إلى إنشاء تحالف مع حزب اخر وهو أمر صعب على ما يبدو لاعتبارات مختلفة من أجل تشكيل الحكومة ، فإنه من المحتمل جدا إعادة الانتخابات بدورة ثانية خلال شهرين وفق أسس الدستور اليوناني.

*سفير سابق

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا