مستوطَنة العمر

كتبت: غادة عايش خضر

يخبروك بأن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ، ولكن من أين لك هذا السيف ؟ تنتظره أم هو مَن ينتظرك ؟!!!

ربما يأتيك  هدية على صينية من ذهب ،  تلتقطه دون رجاء أو عتب ،  هو الأمل المنتظر  مِمن قلبي أحَب  ،  هو الأُمنية الأولى والحلم الأخير وكل ما وَجَب ، يشبه العشق حين يأتي في منتصف العمر  دون بريق أو  لهب ……..بركان حنان ثائر  انفجر وسال دون انذار   أو لغب ، غمر أركانٍ كانت مرصداً   ترتل أيات الصبر  وفرج مرتقب ، يقصف جبهات العدو مع كل أذان والله اكبر على ظالمٍ مُغتصِب….
يسألونك عن السيف  وفي أى البلاد قد صُنِع ، اخبرهم بأن مكوناته صنعته الأيام والليالي  التسِع ، مِقبضه التصقت به الشدائد ومِضربه جال أوساط الرَبِع……
سيف شارك فى كل المعارك  ، في كل مستوطنات العمر ، أصغرها  خدعة  ووَهمُ وأكبرها  وخزة وطعنة في الظهر ،  كجرحٍ  غائر في ليل أسود ، وصباح ملتهب أشد من الجمر  …..

العمر بات كمستوطنة بلا سكان بلا أحياء  وإنما أعداء من كل المِلل ، فعلاً  انه مُصاب جَلل ، تتفاجأ فيه تارة وتستعد له تارة ، كحرب استباقية بين دول ، وما أدراك ما الحرب الراقدة بين أصحاب العِلل ….
تسير انت والعمر  ، أنت تشعر فيه وهو  لا يسأل فيك  ، إنما يسير بأمر عزيزٍ مُقتدر ، أنت وإياه خطان متوازيان  ربما يوماً يلتقيان ،وتكون انت الفائز المنتصر  ،  وتحيط  السعادة  بك كأشجار  سرو حول القصر  ،  أُولى لحظاتها تُحتسب ومن هنا يبدأ  العمر …..
و تبدأ الرحلة  الترفيهية والولادة  الحقيقية ، وما مضى رحلة عبر أسلاك شائكة غير مرئية ، تدور حولها  أنت ، وتدور بك  كطالب ينتظر علاماته النهائية .. ……
ويبقى العمر كالمستَوطَنَة ، ضيف  مستعار وما  أرعنه ، لاجئ يحتمى  في قلعة  غير مُحصنة  ، مقاتل يطلق الرصاص لايعرف  أصلاً  لماذا هو هنا ،   ينتظر ساعة حسابِهَ أو يرسل رسائل رجاء   لِمَن أذعنَه ،  شئت أم أبيت تبقى وأحلامك رهينة   العمر  داخل أسوار مستوطنة  …..
بقلم غادة عايش خضر
غزة المنفية

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا