الرئيسيةمختاراتمقالاتوطنيون بالشعارات ؟؟؟ بمنطق الدكاكين السياسيه

وطنيون بالشعارات ؟؟؟ بمنطق الدكاكين السياسيه

كتب: المحامي علي ابوحبله

المتتبع لمواقع التواصل الاجتماعي ويتتبع المنشورات والمانشتيتات ورفع شعارات من قبل البعض تحت غطاء الوطن والوطنيه يشعر ان هذا البعض في اطروحاته ابعد ما يكون عن هموم الوطن واولوياته الاحتلال وممارساته وكيفية توجيه الراي العام لمواجهة مخططات الاحتلال وافشالها ضمن مفهوم التعبئه السياسيه والفكريه لكن وللاسف بقصد او غير قصد ومن خلال ما يثار يشتم من ذلك طغيان الانا وتمجيد الذات وبث الفتن وحرب الاشاعه وخلق مصطلحات ومنشورات يكتنفها الغموض بغرض الوصول لاغراض خبيثه وكلها تندرج تحت مفهوم خاطئ لفهم معنى الانتماء وطرح القضايا باسلوب حضاري بعيد عن لغة التشكيك وتشويه صورة المجتمع

ان مفهوم الوطنية هو الفخر القومي وصدقية الانتماء والمشاعر ، وهي التعلق العاطفي والولاء والانتساب لأمةٍ محددةٍ أو منطقةٍ جغرافيةٍ بصفةٍ خاصةٍ واستثنائيةٍ عن البلدان الأخرى. … الوطنية مفهومٌ أخلاقيٌ وأحد أوجه الإيثار لدفعها المواطنين إلى التضحية براحتهم، وربما بحياتهم من أجل بلادهم.
لكن ورغم اننا تحت احتلال احلالي استيطاني يتطلب وحدة وطنيه وخطاب سياسي وتعبئه ثقافيه وفكريه لتجسيد معنى واهمية وصدقية الانتماء وهذا لا يكون الا بالممارسه الفعليه والابتعاد عن بواطن الشبهات والفساد بمختلف تسمياته

لكن للاسف بات البعض يعشق الخطابة وباتوا يهيمون بالشعارات التي باتت فارغة المضمون ومملله ، ولذلك نجد الطبقة السياسية لا تميز بين الخطاب السياسي والخطابة السياسية! فالأول يقوم على مبان فكرية تتولد على أساسها الرؤى والطروحات السياسية، وتحاول انتقاء المفاهيم السياسية التي تكون منسجمة ومتلائمة مع مبانيها الفكرية. لذلك ليس غريبا أن نجد الخطابة السياسية للشخصيات والقوى والفصائل والأحزاب في المجال العام، متخمة بالشعارات، ولعل الشعار الأكثر استهلاكا شعار الوطني والوطنية.

لا تزال بعض القوى والفصائل للاسف من الطبقة السياسية ، تتصرف بمنطق الدكاكين السياسيه وتتحدث بعناوين الوطن
​​ويبدو أن توظيف الشعارات التي تتغنى بالوطن والوطنية، من بقايا ترسبات الأيديولوجيات الشمولية التي كانت تمرر من خلالها هيمنتها على المجتمع. وتساهم في ارتفاع مستوى النفاق السياسي، على مستوى السلطة والمجتمع، بطرح الشعارات الوطنية وحب الوطن والموت من أجله.

ونحن نعيش الاحتلال وممارساته وتمرير مخططاته وتوسعه الاستيطاني وتهويد الارض ، فإن خطورة شعارات الوطنية، والبيانات الفارغة المضمون باتت تفريغ لمعنى واهمية حشد كافة الامكانيات لمقاومة الاحتلال وباتت الشعارات لا يتفق على تحديد ماهيتها،و تكمن مخاطرها في تحولها إلى شعارا للتسقيط السياسي بين الخصوم السياسيين، وتحولها إلى معيار لتخوين الآخر المختلف دينيا أو طائفيا أو قوميا.

الوطن ليس شعارا رومانسيا، نجسده فقط في الهتافات والشعارات وفي المناسبات السياسية، أو نجعله مفردة في مناهج الدراسة. الوطن والوطنية مفاهيم تتجسد من خلالها العلاقة الحقيقة بين الفرد ومختلف مكوناته السياسيه المتمثله بالفصائل والتنظيمات والاحزاب ، وعندما تنظم هذه العلاقة في منظومة من الحقوق والواجبات يمكن الحديث عن مواطنة مرتبطه في المقاومه المشروعه . وما عدا ذلك فأي توصيف هو مجرد شعارات لا علاقة لها بالواقع.

عندما يغيب الإجماع السياسي والشعبي على مفاهيم وثوابت محددة لمعنى الوطنية وحق مشروعية مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المشروعه وضرورة الانفكاك عن الاحتلال ، فليس من المستغرب أن تتحول تلك المطالبات إلى شعارات في خطب السياسيين. لذلك لا يمكن الحديث عن “ثوابت وطنية” تحدد قواعد للسلوك السياسي بين الفرقاء والشركاء في مقاومة ومواجهة مخططات الاحتلال ؛ لأننا لم نتفق بعد على ثوابت تحدد مرتكزات هويتنا الوطنية، هل تقوم على أساس التاريخ؟ أم الجغرافيا؟ أم التاريخ

الوطن والوطنية مفاهيم تتجسد من خلالها العلاقة الحقيقة بين الفرد وكافة القوى والفصائل المنضويه تحت اطار منظمة التحرير
​​وأكبر مآسينا هي عدم تغيير واقعنا، فكأنما عجلة الزمن متوقفة عن التقدم في فلسطين ومنذ اوسلوا ولغاية اليوم نعيش المتاهة وعبثية المفاوضات ونفتقد للرؤيا الاستراتجيه وخارطة الطريق للتحرر من الاحتلال والانفكاك الاقتصادي لانهاء التبعيه . فعندما أنشد الشاعر والسياسي العراقي معرف عبد الغني الرصافي “لا يخدعنك هتاف القوم بالوطن.. فالقوم في السر غير القوم في العلن”، وكأنما يصف حالنا اليوم ونحن متفرقين لا جامع يجمعنا ولا قواسم مشتركه تحكمنا في ظل الفئوية ولغة الانا وبات صراعنا مع انفسنا ليبعدنا عن صراعنا مع الاحتلال ويبعدنا عن مشروعنا الوطني التحرري وبات فرسان الفيس بوك يحرفون البوصله عن اولى اهتماماتنا واولوياتنا في ان صراعنا الاول مع من يحتل الارض ويتنكر لحقوقنا ووجودنا وهي الثقافه التي يجب ان تسود عما عداها

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا