الرئيسيةمختاراتمقالاتامريكا واسرائيل: " خلاف الاقرباء "

امريكا واسرائيل: ” خلاف الاقرباء “

كتب: فادي البرغوثي

منذ القدم و الحديث الدارج على ألسن الناس العامة والسياسية بأن “اسرائيل” هي الإبنة المدللة للولايات المتحدة الامريكية بالشرق الاوسط وربما ابعد من ذلك، وهذا اصاب كبد الحقيقة خصوصًا ان الولايات المتحدة أظهرت في اكثر من مناسبة بأنها حريصة على “دولة” الاحتلال الاسرائيلي اكثر من دولة الاحتلال نفسها .

بعيدًا عن استدراج المواقف وتعدادها التي كانت تقف بها بشكل قوي مع الاحتلال فأن الولايات المتحدة تؤكد كل مرة بانها تقف مع الاحتلال ضاربة بعرض الحائط تصرفات الاحتلال العنصرية والجرائم اليومية التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني، وقد ظهر هذا بشكل واضح في الوقت الحالي خصوصًا في الجهود المبذولة الى توسيع الاتفاقيات مع الدول العربية والاسلامية و دولة الاحتلال والتي كان اخرها اللقاء المفضوح ما بين وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش بوزير خارجية الاحتلال ايلي كوهين.

ان المتتبع بنشر خبر اللقاء يؤكد ان الولايات المتحدة تعمل مع دولة الاحتلال بعض النظر عن رفضها ونقضها ووجود بعض الخلافات هنا وهناك بينهما ، علما انها هي التي كانت من هندسة هذا اللقاء ، بل واكثر من ذلك فإنها وكما قلت سابقا، ونتيجة حرصها على “دولة” الاحتلال فانها اظهرت قلقها الشديد بعدما اُعلن عن الاتفاق والذي حاولت الحكومة الحالية في اسرائيل بالاسراع في قطف الثمرة قبل نضوجها.

وكما افاد موقع و موقع “والا” الإخباري “بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان على علم باللقاء بين كوهين والمنقوش، وشجع طرابلس على المشاركة، لكنه كان يعتقد بأن اللقاء سريًا وسيظل كذلك،و في نفس الوقت ذكرت القناة 12 والقناة 13 الإسرائيليتان أن القائمة بأعمال السفير الأمريكي لدى “إسرائيل” ستيفاني هاليت أبلغت كوهين مساء الاثنين أن اعلانه عن الاجتماع غير المسبوق كان مثيرا للقلق. وقالت القناة 13 إنها أخبرته أن ذلك خطأ وجب تصحيحه، وأن كوهين قال رداً على ذلك إن “إسرائيل” لن تناقش الاجتماع علنا بعد الآن.

هنا فأن علاقة الولايات المتحدة مع ” اسرائيل ” قوية ولا يمكن ان تستغني عنها في يوم من الايام ، وان ما يظهر من خلافات بينهما في الفترة الاخيرة يعد الانقلاب القضائي والفاشية الصاعدة في المجتمع الاسرائيلي فان ذلك لا يمنع امريكا من الاستمرار بالمضي قُدماً في سياسية الخفاظ على مصلحة ” اسرائيل ” وتفوقها على من حولها ، وبتحليل معمق فإننا نلاحظ بان الخلافات الامريكية “الاسرائيلية” والتي ظهرت في الفترة الاخيرة هي خلافات على طريقة ادارة وتقاليد الفكر الاستعماري للولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية في عدم السماح بالمساس بالمباديء الديمقراطية والمساواة والحرية في داخل “الدولة ” بما فيها “اسرائيل” نفسها بينما لا تلقى السياسة الامريكية بالاً بما يحدث في الاراضي الفلسطينية المحتلة، ما يجعلنا نستنتج بان معارضة الولايات المتحدة الامريكية لصعود الفاشية داخل المجتمع الاسرائيلي ينصب في معارضة الفاشية الداخلية بشعبها وليس الفاشية الموجهة ضد الشعب الفلسطيني ، وهي في اطار حدود لا يتجازوها الطرفين .

وعلية فان من السابق لأوانة الحديث عن اخلافات امريكية اسرائيلية وبغض النظر عما يجري ، فهو في اطار مشاكل الاقرباء التي سرعان ما يصفحوا عن بعضهما البعض، في حين تعرضوا لعدوان خارجي وكما قال جمال عبد الناصر يوما ان “اسرائيل امريكا وامريكا اسرائيل”.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا