اتفاق على وقف فوري ودائم لإطلاق النار ومتابعة تسليم المطلوبين
ليست المرة الاولى التي يُجهض الارهابيون مساعي التهدئة في مخيم عين الحلوة ويسقطون قرارات وقف اطلاق النار المتعاقبة، وهم أمام تقدم حركة فتح وقوات الأمن الوطني الفلسطيني نحو معاقلهم وتضييق الخناق عليهم، يسعون الى توسيع رقعة الاشتباك باستهدافهم الجوار اللبناني في سبيل تخفيف الضغط عنهم. وذكر مصدر أمني لـقناة “mtv” اللبنانية ان عدد الإصابات في صفوف الارهابيين وصل الى 25 ما بين قتيل وجريح ونقل إحدى الجثث إلى مستشفى الراعي.
الاشتباكات التي تجددت بشكل عنيف صباح أمس الاثنين لا سيما على محوري حطين جبل الحليب ورأس الاحمر- الطيري وعلى طول الشارع الفوقاني واستخدمت فيها القذائف الصاروخية وقذائف الهاون، طاولت شوارع وأحياء مدينة صيدا وجوارها حيث أدى تساقط الرصاص الطائش إلى اصابة مكتب أمن الدولة في السرايا الحكومي وتحطم زجاج النافذة ونجاة من كان بداخله، كما أصيب عدد من المباني في شارع غسان حمود وسط المدينة. وأفيد عن سقوط قذيفتين عند تقاطع شارع نتاشا سعد في حي دلاعة، كما طاول القصف سوق الحسبة عند مدخل صيدا الجنوبي والكورنيش البحري وطريق مغدوشة.
ويأتي هذا التصعيد في ظل اقفال الدوائر والادرات الرسمية ومصلحة المياه والمدارس والجامعات في المدينة التي تشهد شللا تاما بسبب التطورات الأمنية داخل مخيم عين الحلوة.
وفي هذا الصدد، استقبل قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون في مكتبه في اليرزة السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور وجرت متابعة التطورات في مخيم عين الحلوة. وأعلن مكتب شؤون الاعلام في المديرية العامة للأمن العام اللبناني في بيان له أمس: “اجتمعت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان بدعوة من مدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، وحضور رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الدكتور باسل الحسن، وتم الاتفاق على وقف فوري ودائم لإطلاق النار، ومتابعة تسليم المطلوبين باغتيال اللواء العرموشي ورفاقه، وكذلك عبد الرحمن فرهود للسلطات اللبنانية وفق آلية تم التوافق عليها”.
وجاء ذلك اثر اجتماع طارئ دعا إليه البيسري، في مقر المديرية، لبحث الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة، وحضر عدد من قيادات الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسهم أمين سر حركة “فتح” وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات.
الا ان مندوبة “الوكالة الوطنية للاعلام” اللبنانية أفادت مساء أمس انه على الرغم من اعلان الاتفاق على وقف فوري لاطلاق النار داخل مخيم عين الحلوة على إثر اجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك مع اللواء البيسري ومتابعة تسليم المطلوبين في اغتيال العميد العرموشي ورفاقه وكذلك عبد الرحمن فرهود، الا ان الاشتباكات ما زالت مستمرة في المخيم ولا سيما محور جبل الحليب – حطين حيث تسمع أصوات الرشاشات واطلاق القذائف.
وكان اعلام حركة فتح أكد التزام عناصر الحركة بوقف اطلاق النار، إلا ان المجموعات المسلحة تعمد الى إلقاء القذائف ورصاص القنص.
وكانت قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان أدانت في بيان، استهداف مراكز للجيش اللبناني حول مخيم عين الحلوة والذي أوقع خمسة جرحى في صفوف العسكريين. واعتبرت ان “استهداف الجيش اللبناني عمل مشبوه يضر بالقضية الوطنية الفلسطينية ويخدم أعداء الشعبين الفلسطيني واللبناني وفي مقدمتهم العدو الصهيوني”.
واكدت “اننا في قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية نعتز بالعلاقة الطيبة مع الجيش اللبناني وقيادته الحكيمة والحريصة على أمن واستقرار أبناء شعبنا في كل المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان”، متمنية للجرحى من عناصر الجيش اللبناني الشفاء العاجل.
الحياة الجديدة- هلا سلامة
