الرئيسيةمختاراتمقالاترسالة مفتوحة إلى سمو الأمير محمد بن سلمان

رسالة مفتوحة إلى سمو الأمير محمد بن سلمان

كتب: برهان السعدي

ولي العهد ورئيس مجلس وزراء المملكة العربية السعودية

سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان،

تحية فلسطينية مقدسية تعانق مسرى الرسول محمد صلوات الله عليه وسلم، وبعد،

أتوجه لسموكم برسالتي المفتوحة هذه، بعد أن ترددت أنباء كثيرة عن إمكانية إقامة علاقات عادية أو شبه عادية، مع الدولة الغاصبة لأرض وطننا والتي تسعى ليل نهار بسياسات متراكمة لانتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك، وانتهاك القانون الدولي وميثاق هيئة الأمم المتحدة في مجمل سلوكها العدواني بحق شرائح شعبنا الفلسطيني، وأنتم الأكثر دراية منا في ذلك، فسموكم الأكثر اطلاعا ومتابعة لقضايا الأمة.

لا أبوح بسر إن قلت لسموكم أن المثقفين العرب يتابعون خطواتكم الحكيمة في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مد الله في عمره بصحة وعافية، هذه الخطوات التي تعكس طموح الأحرار والمثقفين والمنتمين لهذا البلد الطيب، فهي فاتحة عهد مهم جدا لتتبوأ العربية السعودية مكانة القيادة والريادة في مختلف المجالات التنموية والتطويرية، خاصة أنكم الشاب المتنور، الذي يدرك المعادلات الإقليمية والدولية، وكيف لبلده أن تمارس ريادتها وقيادتها بما يخدم مصالحها التي تمثل مصالح العرب والمسلمين وكافة الأحرار في العالم.

وأنتم سمو ولي العهد، ورئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية لبلد ارتبطنا به روحيا، وأحببناه كحبنا لبلدنا فلسطين، أنتم قفزتم ببلادكم قفزات نوعية، ونرقب بشوق خطوات العزة والكرامة، لتكون المملكة رافدا قويا لجميع قضايا العرب والمسلمين والمظلومين في العالم.

وأناشدك كمواطن فلسطيني، ويصطف معي أعداد كبيرة من المناضلين القدامى، الذين قضوا زهرات شبابهم وكثير منهم عاشوا طفولتهم حتى في معتقلات وسجون الاحتلال الإسرائيلي، نناشدك وأنت الحريص على قضيتنا الفلسطينية العادلة، قضية العرب والمسلمين جميعا، أن تأخذ واقعنا الفلسطيني المؤلم، الذي يعيش الاحتلال، والآلاف من أبنائه وبناته في معتقلات الاحتلال، والتي تهدر أدنى وأبسط حقوقهم من حكومة يمينية حاقدة بعنصريتها ورفضها لوجود الآخر، فكيف إذا كان هذا الآخر بنظرهم شعبنا الفلسطيني الأصيل، الضاربة جذوره في عمق الجغرافيا والتاريخ منذ ما يزيد عن أربعة آلاف عام بامتدادات حضارية ومنارات فكرية. فأنتم سمو ولي العهد، ورئيس مجلس الوزراء لأهم بلد عربي في ثرواته وتأثيره، أنتم بوابة الأمل لتحقيق أهداف شعبنا بالتخلص من الاحتلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على ما قبلته ونادت به المبادرة العربية التي أنتم كدولة وكمملكة أساسها، منذ الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز طيب الله ثراه.

وأنتم سمو ولي العهد، تدركون ماذا تعني لإسرائيل إقامة علاقة بين دولتكم ذات المكانة القيادية والريادية والاحترام، وبين كيانها، ولديهم الاستعداد لدفع ثمن باهظ يتلاءم مع ما تحققه من خلال هذه الخطوة، رغم التفاعلات الداخلية في مجتمعهم الذي يشهد حالة من التفكك، ورغم مواقفهم المعلنة بأنهم لن يدفعوا ثمنا غير وعود لسموكم بشأن فلسطين، وحل القضية الفلسطينية، لكنها تبقى وعودا دون رصيد من التطبيق على أرض الواقع.

وعليه، سمو ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، نقدم لسموكم مقترحات يجمع عليها شعبنا كحد أدنى تكون ثمنا لعلاقة مقترحة بين دولتكم المجيدة وبين إسرائيل المحتلة لوطننا، وهذه المقترحات نلخصها بالتالي: انسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة عام 1967م، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها مدينة القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، والإقرار بتعويض الفلسطينيين عن معانياتهم بالتشريد والاعتقال والقتل والتسبب بإعاقات وهدم المنازل. مع إمكانية وضع سقف زمني لتنفيذ هذه المطالب، خاصة أن العالم يشهد اليوم تراجعا في هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية، وتصاعد قطب له قوته وامتداداته، ودولتكم أضحت عضوا في هذه القوة المهمة في تأثيرها. مع ضرورة الاشتراط على دولة الاحتلال بوقف لصوصيتها فورا لاستحقاقات شعبنا وسلطتنا الفلسطينية، وأن تطلق سراح جميع الأسرى والأسيرات من السجون والمعتقلات الإسرائيلية – خاصة وأن المئات منهم لهم في سجون الاحتلال أكثر من عشرين عاما، والبعض أكثر من ثلاثين عاما، وهناك من قضى أربعين عاما في سجونهم – ووقف الاستيطان فورا، ووقف اعتداءاتهم على البلدات والقرى والمدن الفلسطينية، والأراضي الزراعية وأشجار الزيتون والمحاصيل المختلفة، ووقف سياسة هدم المنازل.

ونحن سمو ولي العهد، ورئيس مجلس الوزراء، لا نملك الحق في تحديد أو حتى وضع ملاحظات ومقترحات لسياستكم الداخلية والخارجية، فنحن نثق بحكمتكم وقدراتكم وحرصكم على قضايا الأمة، التي تظهر جلية للعلن، لكننا كمثقفين ومناضلين ومواطنين فلسطينيين، لنا الحق في مناشدتكم بشأن ما يمس قضايانا سلبا أو إيجابا.

دمتم سمو ولي العهد، ورئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية، ودام عطاؤكم، ودامت سياساتكم الخلاقة في تنمية وتطوير ورفعة بلدكم حفظه الله من كل مكروه.

دعواتنا لكم بكل خير وتوفيق

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته تمثل رسالتي هذه نبض الشارع الفلسطيني

اطلع على الرسالة قبل إرسالها 300 شخصية نضالية ومجتمعية وأكاديمية ونضالية من طلائع مقاتلي الثورة الفلسطينية القدامى وكوادر من حركة فتح.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا