كتب: سعدات عمر*
هل هناك أحد من قادة الفصائل يُحسن الإجابة على الأسئلة التي تُؤرق شعبنا الفلسطيني كل يوم بل كل لحظة إلى جانب قيادة حركة فتح، ونقول متى يهبط علينا الوحي من عليائه.
منذ البداية وفي المقدمة كان حرص حركة فتح وحرص على أن تكون واضحة لتنطلق من افتراض أساسي يقول بحتمية الإنتصار لتحديد الإطار العام للموقف الفلسطيني وتقديم الإقتراحات التي تملك القدرة على التأثير في الواقع الفلسطيني الإيجابي وبناءً عليه تساهم حركة فتح منذ نشأتها في بلورة موقف وحدوي فلسطيني يضم الكثير من الأطياف السياسية والأيديولوجية، وتلك هي القيمة الحقيقية فهي فكر سياسي وفلسفة سياسية ونظرية سياسية، ومع ذلك فإن كثيراً من القضايا لم تُبلور وتُحدد بالشكل المطلوب، ذلك أن القضايا المصيرية لا تعرف التردد ولا إمساك العصا من الوسط ولا سبيل لمواجهتها إلا بموقف وحدوي فلسطيني حاسم لا يعتمد إلا الحقيقة رصيداً ولا يعتمد إلا المصلحة الوطنية الفلسطينية هدفاً.
رغم كل هذا رفعت بعض الفصائل والمنظمات شعاراً يقول سنبقى نُقاتل حتى آخر فتحاوي. بالعودة إلى مخيم عين الحلوة إن الحل الممكن ضمن الظروف الراهنة هو حل يقوم وبنفس الخطوة مُغادرة المجموعات الإرهابية التكفيرية مخيم عين الحلوة مع تسليم المطلوبين، ولهذا فإن هذا الموقف هو موقف فلسطيني ثابت من حيث المبدأ والجوهر ولا يتحول وأي تفسير وتحليل له غير ما يعنيه بحرفيته وكما هو مطروح علناً هو تفسير خاطئ من أساسه، وقفز على دماء كل شهداء فلسطين. وبالعودة إلى مبدأ الوحدة الوطنية الفلسطينية من عدمها وانهاء الإنقسام فإن إسرائيل لن تعترف حتى بمجرد وجود شعبنا الفلسطيني ولن تسمح باقامة دولة فلسطينية مستقلة حتى في الضفة الشرقية للأردن، والتي لا تزال تعتبرها هي الأخرى جزءاً لا يتجزأ من أرض إسرائيل، وإن كان الإنكليز قد انتزعوها لكي يُقيموا عليها المملكة الأردنية الهاشمية إلا مُكرهة ولن يُكرهها على ذلك الا وحدة الجبهة بين شعبنا الفلسطيني وشعبنا الأردني وما إنتصار الكرامة في يوم الخميس 1968/3/21 إلا بوحدة المعركة بين فدائيي فتح وقوات التحرير الشعبية مع الجيش العربي الأردني البطل، ولا طريق إلى اكراهها القوة الفلسطينية الأردنية وبكل أشكالها مجتمعة وفي آن واحد لأن الجغرافيا هي التي تُوجٍّه حركة التاريخ.
*كاتب فلسطيني
