في البداية نحن لسنا طرفأ سياسيأ ونعمل بشفافية وحيادية لنكشف المحتل الاسرائيلي الذي يعمل بخباثة وحقد وإجرام تجاه لبنان والقضايا العربية .
يسودُ جوّ من البلبلة بين صفوف قيادات حركة حماس في لبنان والموجودين في غزة وتركيا وقطر بعد كشف قيادي عسكري رفيع المستوى في حركة حماس يدعى “نور الدين ابو معزة “الذي ألقت القبض عليه شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي في مدينة صيدا اللبنانية بعملية أمنية دقيقة بتهمة التخابر مع العدو الاسرائيلي.
“نور الدين أبو معزة “، عميل ” الموساد الاسرائيلي ” القيادي في حركة حماس صاحب علاقات واسعة ونفوذ داخل الحركة والذي أرسل من غزة إلى تركيا من ثم إلى لبنان للعمل لصالح الموساد الإسرائيلي .
جرت عملية التوقيف بسرية مطلقة، وبقي العميل “نور الدين أبو معزة” قيد التحقيق من دون معرفة أحد من المعنيين من قيادة حركة حماس في لبنان، إلى حين تبيّن للمحقّقين اللبنانيين أنه يعمل منذ فترة طويلة مع الاستخبارات الإسرائيلية – الموساد ، وكان الهدف إرساله إلى بيروت والانخراط في صفوف الحركة والتجسس والتخريب وتنفيذ عمليات ارهابية على الاراضي اللبنانية والتستر خلف الدين وخلف الحركة ونجح بالتقرب من قيادات حركة حماس.
العميل “نور الدين أبو معزة ” من سكان قطاع غزة والده أمام مسجد وقيادي بارز في حركة حماس، تقيم العائلة بمخيم جباليا للاجئين في مشروع بيت لاهيا تولى العميل “نور الدين أبو معزة” في مرحلة معينة مهمة “مراسل بريد” في معسكر جباليا التابع لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وعمل في سلاح الهندسة شمال قطاع غزة، قبل أن ينخرط بصورة كاملة في الجناح العسكري لحركة حماس، ويقيم شبكة علاقات داخل الحركة وخارجها بمساعدة والده.
تجنيد ابن قيادي بارز لمصلحة العدو
عرض عليه ضباط الموساد السفر إلى لبنان للعمل هناك، وأصدرت الأوامر له من العدو الاسرائيلي ليغادر من قطاع غزة إلى تركيا وتم تحويل له اموال كبيرة عبرالموساد بحسابات وبأسماء مختلفة منعاً لكشفه، وبدأت أوضاعه المادية بالتحسّن، وطُلب منه الموساد أن يبرّر ذلك، حيث زعم أنه يعمل مع جمعية خيرية في تركيا، ويتقاضى راتباً جيداً، لكن في الحقيقة الجمعية تعمل واجهة لاستخبارات العدو الاسرائيلي.
وتواصل “أبو معزة “مع عدد من الجاليات العربية منها الفلسطينية والمصرية ونسج علاقات مع عدد من المصريين الهاربين من جمهورية مصر العربية والمتهمين بقضايا ارهاب، وتقرب جدًا من قيادات حركة حماس الموجودة في تركيا، واستخدم علاقات والده القيادي في الحركة للتقرّب من مسؤول في حركة حماس يقيم في إسطنبول، وهو ما حدث بالفعل ونجح من خلاله بالدخول إلى جسم الحركة، وتسلّم عملاً يتعلق بالملفات التي تخصّ كتائب القسام في الخارج، بعدها طلب منه مشغّلوه أن يسعى لدى الحركة لنقله إلى لبنان والعمل مع فرع كتائب القسام في لبنان إلا أن محاولاته باءت بالفشل.
وعندها تدخّلت الاستخبارات الإسرائيلية لدى السلطات التركية، بناءً على اتفاق بين الطرفين بعدم سماح تركيا بنشاطات للجناح العسكري لحماس على أراضيها، وقدّمت ملفاً إلى سلطات أنقرة حول نشاط “نور الدين أبو معزه”، فطلبت السلطات التركية من قيادة حركة حماس إبعاده إلى غزة أو نقله إلى دولة ثالثة، وكان القرار من قيادة حماس بنقله إلى بيروت،وهو ما كان الموساد الاسرائيلي يسعى إليه منذ البداية.
خطة إسرائيلية من غزة إلى بيروت
وفي بيروت، كلّف الموساد العميل “نور الدين أبو معزة” بالتقرب من قيادات الحركة في لبنان وبرصد القياديين والناشطين في حركة حماس وحلفائهم، وبخلال إقامته في لبنان اعتقلت قوات الاحتلال بعض عناصر الحركة في فلسطين المحتله بناءً على معلومات قدّمها الموقوف العميل “أبو معزة” .
تقول مصادر مطلعة لـ”جسور”، بعد اطّلاع حركة حماس على موجز أمني حول وضعه بعد التوقيف، وإبلاغ عائلته باعتقاله في لبنان بتهمة التخابر والعمالة مع العدو الاسرائيلي، باشرت الحركة تحقيقات في قطاع غزة شملت عائلتة وكل الأماكن والأشخاص الذين عمل معهم أو بقي على تواصل معهم حتى بعد مغادرته إلى تركيا ولبنان، كما تجري مراجعة الملفات التي عمل عليها، ويجري التكتّم داخل قطاع غزة على نتائج التحقيقات.
الاجهزة الامنية اللبنانية بالمرصاد
تشير مصادر مطلعة فلسطينية مستقلة لـ “جسور”الى أنه وبعد العملية الامنية الدقيقة لشعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي والذي يسجل لها هذا الانجاز النوعي وكشف المستور، عقدت قيادة حركة حماس في لبنان اجتماعا عاجلا بحضور القيادي صالح العاروري لتدارس الوضع الامني الداخلي للحركة بعد إلقاء القبض على العميل “نور الدين ابو معزة “القيادي العسكري في حركة حماس ويعتقد بضلوعه في تصفية مقاومين فلسطينين للاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية بالاضافة الاشتباه بتخطيط وتنفيذ عمليات أمنية في بعض المخيمات الفلسطينية في لبنان ومراقبة الفصائل الفلسطينية كافة في المخيمات وعلاقته الوثيقة مع الجماعات المتشددة في مخيم عين الحلوة المطلوبة للقضاء اللبناني بملفات ارهاب وتنفيذ عمليات أمنية وعسكرية وقتل في المخيم وخارجة، والعامل المساعد للعميل “نور الدين ابو معزة ” بتقربة من الجماعات المتشددة في مخيم عين الحلوة، إقامتة في منزل في حي دلاعة في مدينة صيدا اللبنانية والتي تستضيف أكبر مخيم للاجئيين الفلسطينين في الشتات .
تسريبات ومعلومات عن العميل
وأضاف المصدر المطلع، بحسب التسريبات الأمنية التي نشرها الاعلام اللبناني أنّه بعد وصول العميل ” نور الدين أبو معزة” إلى العاصمة بيروت، عملت حركة حماس على توفير مقر إقامة له في المبنى نفسه الذي يقيم فيه المسؤول المالي لحركة حماس، وباشر عمله ضمن الوحدات السرية فيها في لبنان، وقد صادر الجيش اللبناني من شقته في صيدا عدداً من أجهزة الكمبيوتر.
وتبيّن بحسب التسريبات أيضاً، أن العميل “ابو معزة” له علاقة مع مهندسين من كتائب القسام يعملون في مختبرات لتطوير أسلحة خاصة، ومتورط بكشف عدد من الاشخاص للموساد وله علاقة بمقتل حمزة شاهين، خبير المتفجرات في حركة حماس الذي قتل في انفجار غامض في مسجد في مخيم البرج الشمالي في 10 كانون الأول 2021، وتبيّن لاحقاً أن الانفجار تسبّبت به عملية تخريب قام بها عملاء للعدو الاسرائيلي، ويبدو أيضأ العميل ” أبو معزة ” لعب دوراً في كشف عدد من خلايا المقاومين داخل فلسطين المحتلة ،فيما نجح العدو الاسرائيلي في إحباط عمليات أمنية قبل تنفيذها داخل الضفة.
وأشار المصدر المطلع، الى أنه وبسبب عمل “ابو معزة” مع سلاح الهندسة في “كتائب القسام” في منطقة شمال غزة، أُوكلت إليه مهام عدة من بينها تدريب مسلحين وإخضاعهم لدورات في هندسة المتفجّرات، وكان يرسل فيديوهات عن كيفية تصنيع المتفجّرات إلى عناصر حركة حماس وكتيبة جنين ومجموعة عرين الأسود في نابلس وفي إحدى المرات، أرسل معلومات”خاطئة” تسبّبت بانفجار عبوات أثناء إعدادها أدت لإصابة عدد من عناصر عرين الأسود.
وللقصة تتمة..
عن موقع “جسور”
