الرئيسيةمختاراتمقالاتالانهيار المروع في العلاقات الإسرائيلية – الفلسطينية: إلى أين نذهب من هنا؟...

الانهيار المروع في العلاقات الإسرائيلية – الفلسطينية: إلى أين نذهب من هنا؟ (2)

على إسرائيل أن تتقبل حتمية قيام دولة فلسطينية وأن تبلغ واشنطن والرياض باستعدادها للتفاوض على أساس حل الدولتين.

كتب: د. ألون بن مئير

بمجرد انتهاء الحرب وانقشاع الغبار، فإن أغلبية متزايدة من كلا الجانبين سوف تعترف بحقيقة واحدة لا رجعة فيها. إن التعايش ليس أحد الخيارات العديدة، بل هو الخيار الوحيد، سواء كان ذلك في ظل ظروف السلام أو العداء العنيف الدائم. لقد عاد حل الدولتين إلى الطاولة، لأنه كان دائما الخيار الوحيد القابل للتطبيق. ويجب على الجانبين الآن أن يواجها هذا الواقع المرير.

والسؤال الآن هو ماذا قد يحدث الآن بعد أن أصبحت إسرائيل وحماس على وشك الدخول في قتال عنيف على الأرض من شأنه أن يفرض بلا شك خسائر فادحة على الجانبين. وأنا أعتقد بأنه سواء قامت إسرائيل بغزو بري واسع النطاق لغزة، أو توغلت جزئيا في الجزء الشمالي منها، أو واصلت قصفها المستهدف لمعسكرات حماس في حين تسعى إلى قطع رؤوس أكبر عدد ممكن من قادتها، أو ببساطة توقف القتال وتركز على إطلاق سراح أكثر من 200 رهينة، فلن يغير أي شيء بأي شكل من الأشكال النموذج الجديد الذي لا رجعة فيه والذي أيقظ الجانبين بمرارة على وضعهما الراهن البائس وغير القابل للاستمرار.

وللتأكيد، فإن الخيار الذي ستختاره الحكومة الإسرائيلية لإنهاء الصراع لن يؤدي إلّا إلى تحديد طول الوقت الذي قد يستغرقه ذلك، ومدى الصعوبات في المفاوضات، وشكليات عملية التفاوض، ومستوى ضغط الرأي العام والمجتمع الدولي لإيجاد حل، واحتمال وقوع أعمال عنف متقطعة. ولكن أياً من هذه القضايا لن تغير نقطة الانطلاق الأساسية التي تشير في النهاية إلى حلّ الدولتين، بغض النظر عن عدد العقبات الأخرى التي قد تواجههم.

هناك خمسة إجراءات ينبغي على الحكومة الإسرائيلية، إلى جانب الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، اتخاذها لدفع عملية السلام إلى الأمام.

أولاً، لا ينبغي لإسرائيل أن تشن غزواً برياً واسع النطاق على غزة، وهو ما من شأنه أن يؤدي حتماً إلى دمار هائل والآلاف من الضحايا على الجانبين، وخاصة المدنيين الفلسطينيين، ويعرض حياة الرهائن إلى قدر أعظم من الخطر. وأكثر من أي شيء آخر، من الوهم الخطير أن تفترض إسرائيل أن الغزو، بغض النظر عن حجمه، سوف يأسر أو يقتل جميع قادة حماس وكبار نشطائها ويمنعها من إعادة تشكيل نفسها على الإطلاق كحركة مقاومة وككيان سياسي.

إن العديد من قادة حماس لم يعيشوا في غزة منذ سنوات، أو فروا منها مؤخراً. معظم قادة حماس و”جنود المشاة” متمركزون في المجتمع المدني وفي مجمع ضخم من الأنفاق في انتظار الغزو البري من أجل قتل وجرح المئات، إن لم يكن الآلاف، من الجنود الإسرائيليين. إنهم يعلمون جيدًا أنهم سيتكبدون خسائر فادحة ودمارًا هائلاً، لكنهم لن يخسروا الحرب إلا من الناحية الفنية وأنه لا يزال بإمكانهم إعادة تشكيل أنفسهم بغض النظر عن الخسائر الهائلة التي قد يتكبدونها.

فإسرائيل ببساطة لا تستطيع القضاء على حركة دينية أو طمس أيديولوجية ما. والاقتراح، كما صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت مؤخراً، بأننا “سوف نمحوهم (حماس) من على وجه الأرض” هو وهم. وحتى لو تمكنت إسرائيل من قطع رأس كل من كبار قادة حماس، فسوف تكون مسألة وقت فقط قبل أن ينهض جيل جديد من القادة الفلسطينيين. وإذا أعادت إسرائيل احتلال غزة لمنع حماس من إعادة تشكيل نفسها، فسوف يكون هذا بمثابة جنون محض، ومستنقع لا تستطيع إسرائيل الخروج منه دون تكبد خسائر بشرية فادحة. فضلاً عن ذلك فإن إسرائيل سوف تضطر إلى رعاية 2.2 مليون فلسطيني، هذا فضلاً عن التمرد المتواصل من جانب المقاتلين الفلسطينيين العازمين على قتل وتشويه الجنود الإسرائيليين، وهو ما من شأنه أن يحول حياة القوات الإسرائيلية إلى جحيم لا يطاق.

إن الرغبة في الانتقام والأخذ بالثأر في أعقاب المذبحة التي راح ضحيتها 1400 إسرائيلي أمر مفهوم تماماً، وفي أذهان كثيرين فإن الانتقام هو السبيل الوحيد لتخفيف الألم الذي لا يطاق والذي يعيش معه العديد من الإسرائيليين. ولكن الموت الحتمي لمئات من الجنود الإسرائيليين الشباب، إذا قررت إسرائيل غزو غزة، لن يؤدي إلاّ إلى تفاقم المأساة الوطنية ولن يقدم أي حل. إن موت الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء لن يعيد إلى الحياة إسرائيليا واحدا مات على مذبح حكومة خذلت شعبها.

إن المسار الأفضل بالنسبة لإسرائيل يتلخص في مواصلة عمليات القتل المستهدف، وحفظ ماء الوجه، والقيام بتوغل محدود في شمال غزة، وإبقاء زعماء حماس هاربين، وقطع تدفق الأموال، مع التركيز على إطلاق سراح الرهائن. يجب على إسرائيل أن توضح علناً وبشكل لا لبس فيه أن قتالها هو ضد حماس وليس ضد الشعب الفلسطيني البريء. علاوة على ذلك، يتعيّن على إسرائيل أن تسهل تسليم جميع الضروريات الأساسية، وخاصة مياه الشرب والأدوية والغذاء، وتحت رقابة صارمة من قبل مراقبي الأمم المتحدة، الوقود لتوليد الكهرباء وتغذية المولدات. ولكن بما أن إسرائيل غير قادرة على القضاء على حماس، فإنها لن تتمكن إلا من إضعافها إلى الحد الذي تصبح فيه غير فعالة فعلياً، وذلك من خلال توفير البديل الذي من شأنه أن يحسّن حياة الفلسطينيين بشكل كبير ويقدم لهم مساراً واعداً للمستقبل.

ثانياً، يتعين على إسرائيل أن تتقبل حتمية قيام دولة فلسطينية وأن تبلغ الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية باستعدادها للتفاوض على اتفاق سلام مع الفلسطينيين في الضفة الغربية على أساس حل الدولتين. ولا أتوقع أن تكون الحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة نتنياهو راغبة أو قادرة على تغيير توجهاتها وتحقيق مثل هذه القفزة العملاقة إلى الأمام. ومع ذلك، ربما عاجلاً وليس آجلاً، سوف تنشأ حكومة جديدة في إسرائيل وسلطة فلسطينية جديدة في الضفة الغربية. ينبغي عليهم البدء في الانخراط، تحت رعاية الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، في عملية سلام مصحوبة منذ البداية بعملية مصالحة على الصعيدين، أي من حكومة لحكومة ومن شعب لشعب للتخفيف من الكراهية وانعدام الثقة السائد بين الجانبين.

إن التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي – فلسطيني في الضفة الغربية الذي من شأنه أن يؤدي إلى تحسّن كبير في مستويات معيشة السكان والشعور المتنامي بالأمن، سوف يكون السلاح الأقوى ضد حماس. وسوف يكون لزاماً على حماس أن تختار بين الانضمام إلى عملية السلام من خلال الاعتراف أولاً بحق إسرائيل في الوجود، أو البقاء تحت الحصار. وسوف يدرك الفلسطينيون في غزة جيداً المصير المتغير لصالح إخوانهم في الضفة الغربية ولن يقبلوا باستمرار حياة اليأس والقنوط في غزة. وبما أن حماس تكون هاربة ومواردها مستنزفة لتقديم ما يحتاجه الناس، سوف تتعرض لضغوط شديدة لتغيير اتجاهها، وإلا فإنها ستواجه غضب الناس. وادعاء حماس بأن الإسرائيليين هم السبب في معاناتهم لن يكون له صدى بعد الآن.

وفي التحليل النهائي، فإن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة سوف يتعزز ويستمر سلمياً من خلال إنشاء اتحاد كونفدرالي إسرائيلي – فلسطيني – أردني بمجرد إنشاء الدولة الفلسطينية. وفي الواقع، وبالنظر إلى تداخل السكان الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية والقدس وإسرائيل والأردن مع بعضهم البعض والقرب الجغرافي للدول الثلاث وارتباطهم الديني الفريد بالقدس وأمنهم القومي المتشابك، فإنهم معًا لا يجعلون ذلك ممكنًا فحسب، بل ضروريًا أيضًا لإنشاء مثل هذا الاتحاد حيث ستتعاون الدول الثلاث في مجموعة من القضايا لخدمة مصالحها الوطنية.

سيقول البعض إن هذا اقتراح ساذج بشكل صارخ، وعلى أي حال، هذا هو الوقت غير المناسب للحديث عن حل الدولتين. وسواء كنت ساذجًا أم لا، أتحدى أي شخص أن يقول لي ما هو الطريق إلى الأمام؟ ما هو البديل؟ وإلى أين تتجه إسرائيل من هنا؟ إن المشكلة الفلسطينية لن تختفي ببساطة، إنهم لن يذهبوا إلى أي مكان، وهم اليوم أكثر تصميماً من أي وقت مضى على تحرير أنفسهم من الاحتلال. ويحظى سعيهم إلى إقامة دولة بدعم من المجتمع الدولي بأكمله، بما في ذلك الولايات المتحدة. والمأساة التي تتكشف وعواقبها المروعة التي لا مفر منها جعلت الحاجة إلى حلّ أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. وإذا لم يكن الآن، فمتى؟

ثالثاً، يشكل وضع وتطوير برنامج تنمية اقتصادية رئيسي أهمية بالغة للحفاظ على أي سلام إسرائيلي – فلسطيني في الضفة الغربية. والمطلوب الآن هو أشبه بخطة مارشال للضفة الغربية، على أن يتم تمويلها من قِبَل دول الخليج والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وينبغي أن يكون مثل هذا البرنامج في قلب عملية السلام لتخفيف معاناة الشعب من محنته الاقتصادية. الضفة الغربية في حاجة ماسة إلى بنية تحتية ومدارس ومستشفيات أفضل. ومن شأن مثل هذه المشاريع الوطنية أن توفر فرص عمل لعشرات الآلاف من الشباب العاطلين عن العمل.

علاوة على ذلك، وبما أن اللاجئين الفلسطينيين لعبوا وما زالوا يلعبون دوراً رئيسياً في البحث عن حلّ للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، فلابد من إيجاد حل للاجئين الفلسطينيين على أساس إعادة التوطين أو التعويض، وحلّ هذه القضية وغيرها من القضايا المتصارع عليها، بما في ذلك مستقبل القدس، التي أعاقت مفاوضات السلام في الماضي وما زالت قضايا خلافية، يمكن بل ويجب حلها في الواقع. إن حتمية التعايش والحاجة التي لا مفر منها إلى اتفاق سلام على أساس حل الدولتين، إلى جانب التزام الحكومة الإسرائيلية الجديدة والسلطة الفلسطينية وتصميم الولايات المتحدة على تحقيق هذه الغاية، من شأنه أن يسهّل حلّ هذه القضايا المختلف عليها مهما بدت مستعصية على الحلّ في هذه المرحلة.

رابعاً، ينبغي للمملكة العربية السعودية أن تلعب دورا واجهيا ومركزيا بناء على طلب الولايات المتحدة. ينبغي على المملكة العربية السعودية التي كانت تتفاوض حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل خلف الكواليس، والتي ربطت التطبيع بإنشاء مسار من شأنه أن يحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، أن تعلن ذلك جهارا بمجرد انتهاء الحرب. وهذا لن يؤكد للفلسطينيين أنه لن يتم التخلي عنهم فحسب، بل سيرسل أيضًا رسالة واضحة إلى الإسرائيليين مفادها أن لديهم الآن فرصة تاريخية ليس فقط لإنهاء الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، بل لفتح الباب على مصراعيه أمام تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجزء كبير من العالم الإسلامي.

ويدرك السعوديون وكل دولة عربية في المنطقة أنه ما دام لا يوجد حلّ للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، فإن عدم الاستقرار سوف يستمر في زعزعة المنطقة، مما يجعل تطبيع العلاقات مع إسرائيل هشا في أحسن الأحوال. علاوة على ذلك، يتعين على إسرائيل أن تتذكر أنه بغض النظر عن مشاعر السعوديين والدول العربية الأخرى تجاه الفلسطينيين، فإن أي مواجهة عنيفة بين إسرائيل والفلسطينيين، كما يتبيّن في المواجهة الحالية، سوف تقف دائما إلى جانب الفلسطينيين. ورغم أن الحرب بين إسرائيل وحماس بدأت بسبب المذبحة المروعة التي ارتكبتها حماس ضدّ الإسرائيليين، فإن الرأي العام العربي في مختلف أنحاء المنطقة وخارجها يتعاطف مع الفلسطينيين. إن مقتل الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء في غزة هو الذي يتصدر عناوين الأخبار الآن، وليس المذبحة المروعة التي لا توصف بحق الإسرائيليين.

وبالتالي، كلما زاد عدد الضحايا والدمار الذي يلحق بغزة، كلما أصبح من الصعب على السعوديين استئناف المفاوضات حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل. ومن الممكن أن يكون التطبيع بمثابة قناة للسلام الإسرائيلي – الفلسطيني الذي سيتم تأجيله لسنوات إذا لم يتم فقدانه بالكامل ما لم تفكر إسرائيل بعناية في ما سيحدث بعد ذلك إذا خرجت الحرب عن نطاق السيطرة تمامًا. ولكن مرة أخرى، الأمر متروك لإسرائيل والولايات المتحدة، التي سيكون لها رأي في هذه المسألة لأن إسرائيل اليوم لا تستطيع ببساطة أن تقول لا للولايات المتحدة، لضمان ألا تؤدي الحرب إلى شل فرصة التطبيع بين إسرائيل والدول العربية الأخرى.

خامسا، يجب على الولايات المتحدة الآن أن تحوّل ولاءها الكلامي حول فكرة حلّ الدولتين إلى أفعال. لقد أظهرت الإدارات الأميركية المتعاقبة دعما ثابتا لإسرائيل، وأصبحت الولايات المتحدة الضامن الفعلي للأمن القومي الإسرائيلي. ومع ذلك، لم يُظهر أي رئيس أميركي بالقول والفعل التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل وازدهارها أكثر من الرئيس جو بايدن. إن زيارته لإسرائيل في لحظة حزن وألم ومعاناة وطنية غير مسبوقة، وإرساله قوات أميركية هائلة إلى المنطقة، بما في ذلك حاملتا طائرات لردع أعداء إسرائيل اللدودين ومنع تصعيد الحرب، أرسلت رسالة لا لبس فيها لإيران وحزب الله.

ورغم أن إسرائيل تتلقى سنويا 3.8 مليار دولار من المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة، إلا أن إسرائيل لم تجد نفسها في أي وقت من الأوقات في الذاكرة الحديثة معتمدة على الولايات المتحدة للحصول على مساعدات عسكرية إضافية ودعم سياسي، فضلا عن المساعدات المالية. وتصريح وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في وقت سابق من هذا العام بأن إسرائيل “ليست نجمة أخرى على العلم الأميركي. ونحن دولة ديمقراطية وأتوقع أن يفهم الرئيس الأميركي ذلك”، ليس أقل غباءً من رئيسه نتنياهو، الذي صرح في وقت سابق من هذا العام بأن “إسرائيل دولة ذات سيادة وتتخذ قراراتها بإرادة شعبها وليس على أساس الضغوط من الخارج، بما في ذلك من أفضل الأصدقاء”. والآن تدرك الحكومة الإسرائيلية مدى أهمية أميركا، مما يجبرها على الاستماع بعناية إلى ما يوصي به الرئيس بايدن الذي من الواضح أنه ضد شن غزو بري واسع النطاق دون دراسة جادة لما سيأتي بعد ذلك، والذي سيكون كارثيًا بأي حال من الأحوال.

وهكذا، أصبح الرئيس بايدن الآن في وضع يسمح له، أكثر من أي من أسلافه، بممارسة تأثير كبير على إسرائيل. ليس هناك وقت أفضل للولايات المتحدة لصياغة خطة من شأنها أن تبدأ عملية السلام وتلتزم بها بغض النظر عما يحدث على الأرض. ومن خلال تزويد إسرائيل بكل ما تحتاج إليه لحماية نفسها والحفاظ على التفوق العسكري على خصومها وحتى تتمكن الآن من تحقيق النصر في هذه الحرب، تصبح الولايات المتحدة متواطئة مع سلوك إسرائيل في غزة. وينطبق هذا أيضًا على احتلال الضفة الغربية، وهو ما يتعارض مع الموقف الرسمي للولايات المتحدة. ولذلك، ينبغي على الولايات المتحدة أن توضح لإسرائيل أنه نظرا للدعم الأميركي الذي لا يتزعزع، فإنه يُنظر إليها على أنها طرف في الاحتلال الذي يجب أن ينتهي، وبذلك يتم وضع حد لحلقة العنف المفرغة التي تستهلك الجانبين منذ 75 عاما.

وبالتالي، فقد حان الوقت لإدارة بايدن لترجمة الكلام الذي دأبت الولايات المتحدة على التشدّق به عادة بشأن حل الدولتين إلى خطة عمل. ولدى عودته من إسرائيل، أكد الرئيس بايدن أن حلّ الدولتين هو الخيار الواقعي الوحيد. ومهما بدا هذا الأمر بعيد المنال بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين في هذه المرحلة، يجب على الرئيس بايدن أن يبدأ في الضغط على هذه القضية وتمهيد الطريق لمفاوضات جادة، وإن كان عليه انتظار إبعاد نتنياهو عن المشهد السياسي، وهو ما قد يحدث عاجلا.

للاطلاع على الانهيار المروع في العلاقات الإسرائيلية – الفلسطينية: إلى أين نذهب من هنا؟ (1) اضغط هنا

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا