الرئيسيةمختاراتمقالاتبن غفير وإشهار القتل

بن غفير وإشهار القتل

كتب: عمر حلمي الغول

قتل الانسان من أخطر وابشع وانكر الجرائم الإنسانية، حرمها الله جل جلاله في كل الكتب السماوية، باستثناء ما ارتكبه اليهود من عمليات تزوير للتوراة والتلمود، ولفقوا الأكاذيب باسم الله العلي القدير، فجاء الرد في القرآن الكريم “من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.” سورة المائدة الآية 32. كما حرمها القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي والمعاهدات والمواثيق الدولية. لان من يفعلها مرة سيستمرأ عمليات القتل واستباحة الدم بلا حساب، ويترك الضغائن والمفاسد الاجرامية البشعة بين بني الانسان. فما بالنا وقد نهل الصهاينة الاستعماريون من ينابيع متخمة ومشبعة بروح العداء ل”لاغيار” عموما بغض النظر عن دينهم وعرقهم وجنسهم ولونهم وخاصة “العماليق الفلسطينيين” الذين دعى نتنياهو، رئيس حكومة الحرب الى قتلهم وابادتهم، وبنفس اللغة اللا إنسانية خاطب غالانت، وزير الحرب جيشه الاستعماري ومجتمعه اليهودي الصهيوني بقتل الفلسطينيين، الذين شبههم ب”الحيوانات والوحوش”، وطالب وزير ما يسمى بالتراث، عميحاي الياهو بالقاء قنبلة نووية على الفلسطينيين لابادتهم، ونادت قطاعات واسعة من النخب الإسرائيلية الدينية الإعلامية والثقافية والأمنية العسكرية بارتكاب الموبقات وعظائم عمليات الإبادة ضدهم.
جميعهم نهلوا ثقافة القتل والابادة للاخر وفقا ل “تشريعهم الديني” الذي اعتبر اتباع الديانات السماوية والاعراق الأخرى حيوانات يحق لهم الركوب عليهم، وإستغلالهم، وقتل الكبير والصغير وحتى الاجنة في ارحام امهاتهم، كونهم “شعب الله المختار”، وهذا تحريف للدين اليهودي، ولإرادة رب العباد، الذي جاء في كتابه الكريم “وخلقنا الانسان في احسن تقويم” و” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير” سورة الحجرات الاية 13، والتمايز الوحيد الذي جاء في محكم كتابه الكريم “وهو الذي جعلكم خلائف في الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما اتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم.” سورة الانعام الاية 165
ولكن الله جل جلاله لم يعظم اتباع ديانة على اتباع ديانة أخرى، وانما رفع بعض الناس على البعض الاخر ماليا ومكانة اجتماعية وسياسية ولحكمة “وليبلوكم في ما اتاكم”، والقوانين الوضعية تناغمت وتقاربت مع ما حملته الرسالات والكتب السماوية، وحتى وهي تدعو للمساواة بين بني الانسان، الا ان النظريات الفكرية الفلسفية ميزت بين انسان وآخر في المكانة الحزبية والسياسية والاجتماعية والمالية، كما أكدت التجربة الإنسانية حتى الان، عدم دقة مقولة “المساواة الكاملة” في المرحلة الشيوعية، لان معادلات المجتمعات البشرية اعقد من عمليات التبسيط، التي نادى بها ماركس وانجلز ولينين.
وبالعودة لجوهر المقال، فإن اتباع الحركة الصهيونية الذين ترعرعوا وتشربوا من مستنقعات الاساطير الدينية المتعفنة، ومن دعم غلاة الاستعمار الغربي بقيادة الولايات المتحدة، الذين اطلقوا ايديهم في فلسطين العربية بعد إقامة دولتهم الاجلائية الاحلالية على انقاض نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948 لتنفذ مآربهم وحماية مصالحهم في الإقليم، مما ساهم في النفخ في الوعي والممارسة الصهيونية المتوحشة واللا إنسانية والمزورة بارتكاب ابشع وافظع جرائم العصر ضد الشعب العربي الفلسطيني. كما يجري الان منذ 106 أيام في حرب إبادة غير مسبوقة على محافظات الوطن عموما ومحافظات غزة الجنوبية خصوصا.
ولكي يعمم ويوسع بن غفير، وزير الامن القومي حرب الإبادة ضد الكل الفلسطيني، دعا يوم الخميس الماضي 18 يناير الحالي الجنود الإسرائيليين بإطلاق النار على أي فلسطيني في الضفة الغربية حتى لو لم يشكل خطرا على حياتهم. وتابع حسب صحيفة “يديعوت احرونوت” في لقاء مع جنود إسرائيليين في الضفة خلال تفقده لقاعدة “ياماس” و”مغاف” أن “إسرائيل بأكملها” تدعمهم في التغول على أبناء الشعب الفلسطيني، وأضاف “ولديكم كل الدعم مني” “انا في ظهركم. شعره من شعر رأسكم تساوي ألف منهم”، أي من الفلسطينيين.
دون خوض في ما تقدم، وقراءة تداعياته، فان حكومة نتنياهو الفاشية أعلنت حرب الأرض المحروقة على الكل الفلسطيني دونما استثناء، وعلى مصالح وحقوق الشعب الوطنية في مناحي الحياة كافة، الامر الذي يتطلب من قيادة منظمة التحرير وسلطتها الوطنية وكافة القوى والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات إعلان النفير الوطني العام، ورفع راية الدفاع عن الذات الخاصة والعامة، والتصدي لجرائم الحرب والابادة الإسرائيلية الأميركية بكل الوسائل واشكال النضال، وبما تملك ايمانكم، واستنهاض الهمم الوطنية بشكل علمي ومدروس ووفق خطة وطنية كفاحية شاملة، وبعيدا عن الشطط والشعارات الغوغائية، دافعوا عن ذاتكم وقراكم ومخيماتكم ومدنكم بكل ما اوتيتم من قوة، لا تمرروا اية جريمة صهيونية دون إفناء من ارتكبها، واوغل في دمكم ودم اطفالكم ونسائكم، فاما النصر او النصر، ولا حياة مع الهزيمة والخنوع.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا