الرئيسيةمختاراتمقالاتحديث القدس: قمة باريس الثانية ..هل تحقق الهدف المطلوب ؟

حديث القدس: قمة باريس الثانية ..هل تحقق الهدف المطلوب ؟

على الرغم من تقديم حركة حماس خلال لقائها بالوفد المصري مرونة كبيرة من اجل التوصل الى صيغة تقود الى اتفاق انطلاقا من معالجة الحركة لقضايا مصيرية وحساسة وفي مقدمتها وقف اطلاق النار وانسحاب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة وعودة النازحين من الشمال الى الجنوب والافراج عن الاسرى الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية ، الا ان الجانب الاسرائيلي لم يقدم اي جديد ولا يتعاطى بنفس المرونة التي تعاطت معها حماس وهو يتهرب باستمرار من مسار المفاوضات بحجج واهية مفادها ان سقف مطالب حماس مبالغ فيه وان مطالبها وهمية ..

رغم موافقة كابينيت الحرب الاسرائيلي على مشاركة وفد يتقدمه رئيس جهاز الموساد ومعه رئيس جهاز الشاباك ومسؤول ملف التفاوض الممثل للحكومة الاسرائيلية في قمة باريس الثانية التي ستعقد اليوم الجمعة بحضور ومشاركة رئيس وكالة المخابرات المركزية الاميركية ورئيس الوزراء القطري ورئيس جهاز المخابرات المصرية ، الا أن الامال العريضة التي تعلق على مثل هكذا اجتماعات تنسفها اسرائيل كعادتها، لا سيما وان قيادة حماس اشارت امس في تصريحات متلفزة ان امور المفاوضات لا زالت تراوح مكانها ولم يحدث اي اختراق او تطور في اي من الملفات ..

كافة التجارب السابقة في المفاوضات بعد الصفقة الاولى وصلت الى طريق مسدود نظرا لتعنت الاحتلال واصراره على استمرار العدوان وتمسك كل طرف بمطالبه ، ولكن مع التقدم الطفيف الذي اشارت اليه مصر بشأن بعض المرونة في مواقف حماس ، وهو المفتاح الذي ستنطلق بناء عليه مفاوضات باريس ، فإن الاجدر باسرائيل التي دفعها وحثها مبعوث الرئيس الاميركي للشرق الاوسط برت ماكيغورك بعد اجتماعه امس بمسؤولين اسرائيليين، لكي تحضر القمة ، يتوجب عليها التعامل بشكل جدي مع المفاوضات وتقديم مخرجات تنتهي باتفاق ملزم لكل الاطراف لانهاء معضلة العدوان الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ .

بعد ارسال وفد اسرائيلي قبل عشرة ايام للقاهرة للمشاركة فقط ومنعه من العودة مجددا للقاهرة في ضوء القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لاستكمال المفاوضات ، كان الموقف مختلفا تماما في جلسة الكابينيت مساء امس عندما تعرض نتانياهو لضغوطات من ثالوث الكابينيت غانتس وغالانت وايزنكوت الذين قرروا ارسال الوفد الى باريس للنقاش حتى انهم منحوه تفويضا لمناقشة المطالب بشكلٍ جدي والتفاوض حولها ايضا ..

نتانياهو الذي يبحث عن استمرار العدوان لاسبابه الشخصية سيدخل خلال الايام القليلة القادمة دائرة اخرى من الضغط المكثف لاسيما وان هناك بعض الاصوات الدولية التي تنادي بضرورة انجاز ملف صفقة التبادل قبل حلول شهر رمضان المبارك في اشارة الى رغبة الجميع لانهاء المرحلة الاولى قبل حلول الشهر الفضيل ، فهل تحقق قمة باريس الهدف المطلوب منها وتعود سيوف الحرب الى أغمادها من اجل التوصل الى اتفاقات ترفع اثار العدوان الغاشم عن صدور المواطنين في القطاع ؟ام ان اسرائيل ستواصل سياستها المخادعة وتنقل الحرب الى رفح ؟

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا