الرئيسيةمختاراتمقالاتصراع من اجل الطاقة

صراع من اجل الطاقة

كتب: الكاتب الفلسطيني “هاني مصبح ”

يظن العالم كله بأن الصراع القائم حاليا في قطاع غزة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي هو صراع من اجل استعادة الأسري الذين تم أسرهم يوم السابع من أكتوبر بالعام 2023 ولكن الحقيقة هي أن ما قامت به حركة حماس التي تسيطر علي قطاع غزة هي خطوة استباقية لمخططات الإحتلال الإسرائيلي بتهجير سكان قطاع غزة بعدما تم الإعلان عن حقول النفط والغاز الطبيعي المكتشفة قبالة سواحل قطاع غزة في البحر الأبيض المتوسط.
حيث هناك مخطط قديم جديد عرض من قبل عدة مرات علي الأشقاء في جمهورية مصر العربية وقوبل بالرفض التام كان آخرها قبل رحيل الرئيس المصري محمد حسني مبارك بسته اشهر وكان العرض مقدم من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وكان رد الرئيس مبارك بأن هذا لا يمكن أن يحدث نهائيا وأن ذلك قد يؤدي إلى حرب بين البلدين .
كلنا تابعنا ما جري خلال السنوات الأخيرة من تغيرات في الشرق الأوسط بما عرف بالربيع العربي وكانت للأسف كلها خطط معده مسبقة لتغيير الأنظمة الحاكمة في البلاد العربية التي تشكل خطراً علي المشروع الصهيوني ، حتي أصبحت الساحة العربية علي المستوي الرسمي شبه خنوع تام ويتسارع الجميع من أجل التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بشكل علني رغم أنه كان هناك تطبيع خفي ولكنه ظهر للسطح وبالعلن ودون خجل من شعوبهم وفي ذلك انكارا لحقوق شعبنا الفلسطيني في التحرر والاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية وفقا لما تم الاتفاق عليه في معاهدات سلام وصفت في حينها بسلام الشجعان ممثله برئيس السلطة الفلسطينية الرمز ياسر عرفات “ابو عمار” ورئيس وزراء إسرائيل إسحق رابين والذي تم اغتياله علي اثر ذلك الاتفاق ومن وجهة نظري ككاتب اري في ذلك بأن عمليه السلام اجهضت في حينها ووضعت في العنايه المركزه علي أمل أن تحيا ولكن للأسف كان الجانب الإسرائيلي يتنصل من كل حقوق الشعب الفلسطيني ويتهرب من تنفيذ معاهدات السلام حتي وصلت لطريق مسدود وتوالت الأحداث وتعمد الاحتلال الإسرائيلي لإضعاف السلطة الفلسطينية حتي حدث الانقلاب العسكري في قطاع غزة بالعام 2007 بعد فوز حركة حماس بالانتخابات وانقلابها علي الشرعيه الفلسطينية وسيطرتها بالكامل علي قطاع غزة وأصبح أكثر من اثني مليون 400 ألف إنسان محاصرين في قطاع غزة حصار ظالم منع عنهم كل مقومات الحياة وعاشوا حروب كثيرة ومعاناة لا توصف حيث لا كهرباء ولا غذاء ولا دواء وحدود مغلقة وبطالة متفاقمة وظروف قاسية والشعب يعاني الويلات جراء سيطرة حماس علي قطاع غزة وجراء حروب وجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
حماس استطاعت خلال تلك السنوات من إعداد العدة وبناء شبكة الانفاق تحت الأرض والتي قدرت مساحتها بخمسمائة كيلو متر مجهزة بكل شيء من أجل القتال والمواجهة.
حماس لم تكن تعمل بمفردها بل هناك شركاء عرفوا بمحور المقاومة وبينهم تنسيق تام وهي إيران وجنوب لبنان وسوريا والعراق تلك الجبهات التي بينهما تعاون في شتي مختلف الميادين وبعدما تم الكشف عن مخططات الاحتلال الإسرائيلي بتهجير سكان قطاع غزة استبقتهم كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس بعمليه نوعيه ومباغته الإحتلال الإسرائيلي باقتحام ما يعرف بغلاف غزة وأسر عدد كبير من الجنود والقادة الإسرائيليين وعدد من المدنيين مما أصابهم بالذهول والصدمة فما كان من جيش الإحتلال الإسرائيلي هو إعلان حرب الإبادة الجماعية علي قطاع غزة كنوع من العقاب الجماعي ولإجبار السكان علي التهجير من أجل تنفيذ مخططهم ولم تكن حربهم علي قطاع غزة من أجل استعادة المختطفين فلقد نجحوا في إعادة عدد كبير من الأسري المدنيين وفق عمليه تبادل الأسري عبر الوسطاء تم بعد ذلك تقصف وتقتل بشكل عشوائي في كل مكان وكأنها تقول حياة الجنود الأسري ليست مهمة في مقابل نجاحهم بتنفيذ مخطط التهجير لسكان قطاع غزة وسيطرة اسرائيل علي حقول النفط والغاز الطبيعي الذي قدر بقيمة 400 تريليون دولار وأكثر وكانت إسرائيل تعتقد بأن خطة التهجير لن تاخذ معهم أكثر من شهرين ولكنهم فشلوا في ذلك رغم الاجتياح البري لمعظم أنحاء قطاع غزة ولم ينجحوا في تحرير رهينه واحدة وقامت اسرائيل بقتل أكثر من 30 الف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء والمدنيين وأكثر من 70 ألف مصاب وجريح في حرب همجية مخالفة للقانون الدولي والإنساني والعالم كله في صمت رهيب حتي دخلت اليمن معلنة تضامنها مع حقوق الشعب الفلسطيني في نيل حريته واستقلاله فما كان من اليمن إلا أن تقطع الطريق أمام السفن والبوارج التي تمر في مضيق باب المندب في البحر الاحمر متجهة نحو دولة الإحتلال الإسرائيلي وأرسلت المسيرات والصواريخ صوب طيان الإحتلال الإسرائيلي والتي كانت معظمها يتم اعتراضها من قبل دول عربية وهي السعوديه ومصر والأردن.
إضافة إلي فتح جبهات اخري في شمال فلسطين المحتله مع الجنوب اللبناني والجبهة السورية وذلك شكل خطرا علي الشعب الإسرائيلي وشهد تصعيدا في الآونة الأخيرة وتهديدات متبادله بين حزب الله اللبناني والحكومة الاسرائيلية معلنه اسرائيل بأنها ستخوض حرب شاملة في لبنان وارسلت العديد من التهديدات من خلال وسطاء دوليين الهدف منها تنحيه حزب الله اللبناني والجهات التي تقاتل هناك .
إن الحرب القائمة حاليا في قطاع غزة وبدعم امريكي اوروبي وعربي هي حرب تهجير وإبادة وصراع من أجل السيطرة على حقول النفط والغاز ولإنقاذ الإحتلال الإسرائيلي وترميم صورته أمام شعوب العالم المنتفضة تضامنا مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مطالبين بالحرية لفلسطين وبكسر الحصار عن قطاع غزة قامت بعض تلك الدول بتقديم المساعدات الإنسانية من خلال الإنزال الجوي ومنها المملكة الأردنية وجمهورية مصر العربية ودول اخري وتلك هي مسرحيه هزلية فتلك هي دول عربية مجاورة لفلسطين ولديها معابر حدودية وكان من الأجدر بهم ادخال المساعدات بشكل يليق بكرامتهم وعروبتهم وليس بهذا الشكل والمضمون حيث هناك آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية علي الجانب المصري والتي تبعد مسافة دقائق من عبورها قطاع غزة ولا يسمح لها بالدخول وعندما تقدمت جنوب افريقيا برفع دعوي قضائية ضد جرائم الإحتلال الإسرائيلي تنصلت إسرائيل من تلك الاتهامات قائلة إن معبر رفح هو معبر خاضع للسيادة المصرية وهي من تمنع عنهم المساعدات .
لم تتوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي عند هذا الحد فحسب فخرج علينا الرئيس الأمريكي جو بايدن بمقترح ساذج جديد وهو إنشاء ميناء بحري يستغرق تجهيزه ستون يوما وبتواجد أكثر من ألف جندي امريكي والهدف منه أنه سيؤمن تقديم اثني مليون وجبه غذائيه لسكان قطاع غزة يومياً، ذلك مقترح ساذج لو أن الهدف تأمين الغذاء والمساعدات فهي موجودة علي الجانب المصري تنتظر السماح لدخولها وذلك اسرع واسهل واوفر بكل شيء ولكن الحقيقة هي بناء الميناء من أجل التهجير الطوعي لسكان قطاع غزة بعد تدمير أكثر من 70 بالمئة من المنشئات والمستشفيات والجامعات والطرقات والمنشآت الحيوية وأصبح كل شيء ملوث الهواء والماء والتربة الزراعية وانعدام الغذاء حيث أصبحت الحياة في قطاع غزة شبه مستحيلة مما سيدفع عدد كبير من السكان للهجرة الطوعية وذلك يتطلب ميناء وتواجد عسكري ومن يرفض ذلك ممن يبقون في أرضهم سيتم قتلهم وإجبارهم علي الهروب نحو سيناء في مصر .
ووجود الميناء هو من أجل تأمين حقول النفط والغاز والسيطرة عليها وفي ذلك حل بديل للأزمة القائمة بعد حرب روسيا وأوكرانيا وكذلك تنفيد للمشروع المعلن عنه وهو الطريق البري الذي يمر بمحاذاة قطاع غزة والذي يؤمن جزء كبير من تجارتهم حول العالم وبديلا عن المرور في مضيق باب المندب ومشاكل اليمن وهجومهم علي السفن والبواخر.
حتي اللحظة جميع مخططات الاحتلال الإسرائيلي لم تنجح كما خطط لها والان الحرب علي قطاع غزة في يومها ال 160 يوما وذلك يحرجها يوما بعد يوم أمام شعوب العالم ويحرج البيت الأبيض برئاسة جو بايدن وللإنتهاء من ذلك قد تلجأ اسرائيل لاستخدام أسلحة غير تقليدية لا تقل جرما عما جري في هيروشيما وناغازاكي اليابانية، ولكن تلك التطورات ستكون بها الكثير من المفاجآت مثل تدخل الدب الروسي والتنين الصيني والكوري علي الساحة ليكون الشرق الأوسط ساحة صراع دولي بين تلك الأطراف لفرض موازين الكل يراها من منظورة الخاص بين مؤيد ومعارض ستجعل من المنطقة برمتها ساحة مشتعله ستختفي بعدها دويلات وتظهر اخري ولن يتوقف الصراع عند هذا الحد فالأسلحة الفتاكة والنوعية سيتم استخدامها وتجريبها خلال الفترة المقبلة سيكون التاريخ شاهدا علي بشاعتها وعلي جرم مستخدميها ، وبالختام الحرية والاستقلال حق مشروع لكل شعوب العالم ومن حق فلسطين وشعبها العيش في أمن وأمان وحرية وسلام ونأمل أن تنتهي تلك الصراعات في كل مكان وان يعم السلام كل بقاع الأرض والحرية لفلسطين .

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا