الرئيسيةمختاراتمقالاتغزة في رسائل كروكوس

غزة في رسائل كروكوس

نبض الحياة

كتب: عمر حلمي الغول

ما أن أُغلقت صناديق الاقتراع في روسيا الاتحادية يوم الاحد 17 مارس 2024، والتي بدأت يوم الجمعة 15 من مارس الحالي، وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية الروسية عن فوز الرئيس فلاديمير بوتين للمرة الخامسة بنسبة تجاوزت 87% من مجموع أصوات الناخبين، وتلا ذلك خطاب الانتصار منتشيا بالفوز ومن نسبة الاقبال الروسية الكبيرة، حيث شارك ما يزيد على 77% من جميع المسجلين للاقتراع، حتى هزت جريمة مركز “كروكوس” التجاري الترفيهي في مدينة كراسنو غورسك بضواحي موسكو الشمالية الغربية يوم الجمعة 22 مارس الحالي روسيا الاتحادية كلها، وغطى دم الضحايا الساحة الحمراء وواجهة الكرملين، الذي بلغ 143 قتيلا ونحو 150 مصابا، وأغرق سواد نيران حريق المركز التجاري سماء العاصمة الروسية بالظلام، وترك ندوبا كبيرة على نشوة الفوز بالرئاسة لرجل روسيا القوي.
ولم تمض 24 ساعة على العملية الإرهابية الجبانة حتى تمكنت أجهزة الامن الروسية من اعتقال 11 شخصا مشتبها بهم بينهم 4 من مرتكبي الجريمة ذاتها، واعترفوا فورا بجريمتهم مقابل حصولهم على مليون روبل روسي (12 ألف دولار أميركي)، وهو ما يشير الى مهنية وقوة وسرعة الأجهزة الأمنية الروسية في السيطرة على المنفذين، ومن خلالهم على المعلومات ذات الصلة بالخلفية والاهداف الخبيثة لمن يقف خلف الطاجيك الأربعة مرتكبي الجريمة.
وكما شاهدنا القيادة الروسية أهملت ردود الفعل الأوكرانية والغربية وعلى رأسها واشنطن المتباكية على الضحايا الروس، لأنها تعلم علم اليقين، انها دموع التماسيح والتضليل والنفاق، وبحكم إدراك الدب الروسي أن راعي البقر الأميركي وحلفائه في القارة العجوز وإسرائيل اللقيطة واداتهم في حديقة روسيا الخلفية يسعون لإدماء قلبه، واصطياده ووضعه في قفص التبعية والخضوع، وإخراجه من دائرة المزاحمة على تقاسم النفوذ في الخارطة العالمية الجديدة.
ولهذا كذبة إعلان “داعش خرسان” مسؤوليتها عن العملية لم تنطلِ على القيادة الروسية، فضلا عن ان كل المجموعات والمسميات للمنظمات الإرهابية المتلفعة بالثوب الإسلامي، هي أدوات أميركية إسرائيلية وأوروبية غربية، وهم سادتها وممولوهم، ويقودها رجال مخابرات صهاينة او اميركين او من عملائهم من ذات الدول العربية او الإسلامية. الامر الذي يكشف عن إفلاس وهزال وسخافة اللعبة الصهيو أميركية، ويفضح عجزها، لان غربالها مخردق ومثقوب أكثر من اللازم وبالنتيجة فإن أصابع الاتهام موجهة الى كل من CIA وMI.6 والموساد وأجهزة الامن الأوكرانية. وعلى قول المثل الشعبي “يا خبر بفلوس، بكرا بلاش!”
ودون التوقف امام ردود الفعل الروسية، السؤال المطروح ما هي رسائل العملية الإرهابية الجبانة؟ وأين غزة في تلك الرسائل؟ وأين بوتين وفوزه الساحق في الانتخابات؟ مما لا شك فيه، ان رسائل مجمع “كروكوس سيتي” أوضح من الشمس، وتفقأ عيون البلهاء والاميون على حد سواء: أولا الرد على انتصار بوتين الأهم في الجولات الانتخابية السابقة، وفشل رهانهم على حدوث فوضى وارباكات خلال العملية الانتخابية؛ ثانيا فتح الباب واسعا امام تنشيط القوى المعادية وانصار الثورة المضادة لزعزعة الاستقرار في روسيا، وارباك المجتمع في “فوضى خلاقة” بما يهدد مستقبل روسيا، ويضاعف من ازماتها الداخلية؛ ثالثا كبح زخم الهجوم على الأراضي الأوكرانية، والحد من إنجازاته بعد المراوحة التي شهدتها عملياتها العسكرية، وحتى تراجع وحدات الجيش الروسي في العديد من محاور القتال، الا ان معادلة المواجهة بعد حرب الإبادة الجماعية على غزة اختلفت، وحقق الجيش الروسي التقدم مجددا في المحاور، وتجاوز الخطوط السابقة، التي وصلت اليها؛ رابعا حرف بوصلة الاعلام العالمي عما يجري في قطاع غزة خصوصا وفلسطين عموما، حيث شَكت إسرائيل وأجهزة امنها، وأيضا الCIA وجهات الاختصاص الأميركية ذات الصلة بالرأي العام العالمي والأميركي تحديدا من تراجع شعبية ورواية الدولة اللقيطة عن حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني، مما حدا بمطالبة وسائل الاعلام الغربية ومواقع التواصل الاجتماعي اليهودية الصهيونية والغربية عموما بتفعيل ذبابها الاليكتروني، وادواتها لقلب الحقائق، وخنق مواقع التواصل المحايدة او غير المقيدة بقيود رأس المال اليهودي الصهيوني للتغطية على حرب الإبادة والتجويع والتهجير القسري في قطاع غزة؛ خامسا للرد على الدور الروسي النشط في منابر هيئة الأمم المتحدة، وخاصة في مجلس الامن، وتصديها الواضح مع الصين الشعبية للدور الأميركي الخبيث من خلال استخدامها لحق النقض الفيتو ضد مشاريع القرارات الأميركية الداعمة لدولة إسرائيل الإرهابية والخارجة على القانون والداعمة لحرب الإبادة الجماعية على غزة؛ سادسا ابلاغ القيادة الروسية عموما وشخص بوتين خصوصا، ان يد الغرب طويلة في موسكو، وقد تصل الى سرير نوم الدب الروسي في الكرملين، ودعوته لمراجعة حساباته واجندته في أوكرانيا وتجاه قضايا الصراع المختلفة وخاصة في ملف الشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية، ومحاولاتها دخول عش الدبابير الغربي في الخليج العربي؛ سابعا وهي رسالة غير مباشرة للصين الشعبية بمراجعة سياساتها في تايوان وجنوب شرق آسيا وفي دعم كوريا الشمالية، والا نصيبها لن يكون اقل مما حدث ويحدث في روسيا، وغيرها من الرسائل.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا