التاريخ لا يكرر نفسه دائما كتب عمار نزال – حركة فتح – قباطيه

في عام 2004 عندما حاصرت قوات الاحتلال الصهيوني الرئيس الرمز ياسر عرفات بقرار سياسي و عسكري من اسرائيل و الولايات المتحده ، كانت معالم المشهد واضحه : إنهاء ياسر عرفات ، استمر الحصار ، حصار رئيس شعب و زعيم ثوري على مرأى كل دول العالم ، خرج عرفات محتضرا من مقاطعته الى مستشفيات فرنسا التي أكدت أن سما خطيرا و نادرا وضع في جسد ياسر عرفات ، السم صهيوني و لكن بأيدي عميله بكل تأكيد ، كانت عيون الفلسطيني عموما و الفتحاوي خاصه تترقب بحذر صحة ياسر عرفات الجسديه الى حين قدوم النبأ ، إستشهد الرمز و الزعيم و الرئيس ، رحل الثائر بكوفيته و بدلته العسكريه ، تلك الكوفيه التي كانت ترسم حدود الوطن .. كل الوطن.

خيم الصمت في أرجاء المعموره ، و بات السؤال الملح : من هو خليفة ياسر عرفات ، البعض اعتقد ان العشوائية و الفوضى هي الخيار حيث لا بديل لياسر عرفات كرئيس للشعب المحتل ، و البعض الآخر ظن أن فتح قد إنتهت بإستشهاد مؤسسها و زعيمها ، حتى جاء اليقين على قاعدة : من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، و من كان يعبد الله فالله حي لا يموت ، مات عرفات و لم يمت الوطن الذي ضحى لأجله هو و عشرات آلاف الشهداء و الأسرى و اللاجئين و الجرحى ، في ثورة مستمره حتى النصر أو النصر ، جاء اليقين بأن الشعب يقول كلمته بإنتخابات نزيهة يفوز فيها من يفوز ، و جرت الانتخابات و كانت نتيجتها أبو مازن رئيسا ، ذاك الرجل الذي انتقده البعض و رفضوه كخليفة لياسر عرفات ، و يظن ذات البعض أن سيناريو اليوم كالتالي : ” الهدف الصهيوني هو إنهاء أبو مازن كما تم إنهاء عرفات ، و البديل عنه هو دحلان ، و كما هو دحلان مرفوض الآن كخليفة لأبو مازن فسيتم الترحيب فيه من قبل أشد خصومه و منتقديه بل و المشهرين به ، تماما كما حصل مع محمود عباس ” .

و هنا بات من الضروري قول ما يلي :

أولا : بعد إستشهاد الرمز ياسر عرفات إختار الشعب رئيسه بإنتخابات ديمقراطيه دون أن يفرض عليه كائن من يكون أي خيار .

ثانيا : الرئيس أبو مازن كان من أبرز قادة فتح الشرعيين ، دحلان مفصول من حركة فتح ، و مصير كل مفصول أو منشق هو الإندثار مهما ظن نفسه خارقا أو صاحب نفوذ و مال .

ثالثا : قاتل أبيه لا يرث ، و هنا لا أتحدث عن قضية إغتيال الرئيس عرفات ، بل عن مؤامرة دحلان ضد الرئيس الحالي ” أبو مازن ” ، و محاولاته لتصفية الرئيس سياسيا في دول المنطقه .

رابعا : لا ينكر أحد أن دحلان يتمتع بكاريزما فولاذيه ، لكن تحالف دحلان – حماس كان القشه التي قسمت ظهر البعير ، البعير الحمساوي و الدحلاني في آن ، فكلاهما كان يرى في الآخر مقتله ، نعم .. ليس هناك في السياسة حليف دائم و لا عدو دائم ، لكن هناك لعنة تطارد كل كذاب أشر .

خامسا : للثعالب السياسيه : عليكم التمعن جيدا ، ترحل الشخوص و يبقى الوطن و قضيته العادله ، ترحل الشخوص و نذكر منها من صان عهد الثوار و نسقط من ذاكرتنا كل عابر بلا ضمير ، أبو مازن تماما كياسر عرفات ، لم يفرط و لم يخن ، أكمل الدرب و حقق بدهائه الدبلوماسي إنجازات وطنيه جعلت جذور فلسطين ممتدة في كل العالم ، و ذات الكلمات التي هوجم بها عرفات يهاجم بها أبو مازن الآن .
سادسا : نختلف مع الأخ الرئيس أبو مازن في بعض الأمور ، و الإختلاف ظاهره صحيه مطلوبه ، و النقد الإيجابي البناء أيضا مطلوب ، نختلف معه و لكن لا نختلف عليه .

الفلسطيني وحيد في معركته ضد إحتلال طال ظلمه ، تزول المناصب و المكاسب و التكتلات في حضرة الوطن ، علينا أن نتوحد كشعب خلف قيادة الرئيس أبو مازن الى حين اجراء الانتخابات الرئاسيه و التشريعيه ، ليقول الشعب كلمته في انتخابات يشهد لها العالم أنها خالية من التزوير ، إجراء الإنتخابات يحتاج للوحده حتى يكون عندنا مجلس تشريعي فعال يكافح الفساد و يراقب أداء أي حكومه ، في سلطة تحتضنها منظمة التحرير الفلسطينيه و يشرف عليها المجلس الوطني ، حتى تكون جبهتنا الداخليه قويه ، حينها نتمكن من مواجهة عدونا الرئيسي : الإحتلال و إستيطانه .. نواجهه بجسد واحد .. فلسطيني ، و حينها لن تلعننا الأجيال القادمه .

 

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا