المشهد الثاني .:
إعداد : وليد الجمل*
لماذا تدخل طيب اردغان في الصراع العرقي الدائر بين اذربيجان و ارمينيا؟
كما ذكرنا في المقدمة في القسم الاول من هذا الاعداد ، ان الاذربيجانين هم في الاصل اتراك شيعة . وهذا قد حصل منذ عدة قرون ، ولكن لماذا تذكر السيد اردوغان هذا الان ؟. و قد حصلت مواجهات عدة خلال السنوات ماضية و لم تتدخل تركيا . لماذا الان ؟.
الموضع ليس ان السيد طيب اردغان استيقظ ضميره فجاة وعرف انه من المنطق والاخلاق الهرولة للوقوف مع الاتراك الاذربيجانيين في حربهم ضد(المحتل الارمني) . و انا لست بصدد عرض سلبيات السيد اردغان ، بل لتوضيح سياسته الخارجية الغير مفهومة الاهداف للعديد . انها فقط لمصلحة تركيا ” فقط ” و ليس ” العالم الاسلامي ” ،و الا لكان اقام علاقات حميمة من الجمهوريات الاسلامية الاخرى في القوقاز و الذين مازالوا يحافظون على ثقافتهم التركية حتى يومنا هذا !!.
صحيح ان اذربيجان تضم العدد الاكبر من الشيعة في العالم مقارنة مع عدد سكانها، و لكنها دولة بعيدة كل البعد عن تطبيع هذا المذهب في حياتها اليومية ،و سياستها الخارجية . بل حاربت هذه المظاهر الاسلامية و اقامت علاقات جيدة مع الكيان الصهيوني، بداً من شراء اسلحة حديثة متطورة و كذلك ايضاً من روسيا. و تحاول اذربيجان ايضاً الانفتاح على الغرب و كذلك يريد الغرب التقرب منها لاسباب اقتصادية .
و الجدير بالذكر ان اذربيجان تملك البترول و الغاز و الذي تصدره للعديد من الدول ، اهمها البلقان و اوروبا . و هذا ما فتح شهية السيد اردغان واستذكر حقوق اجداده الاتراك في اذربيجان .
كما يتابع الجميع ان تدخل اردغان في ليبيا و سوريا له طموحات و حسابات تركيا ، اي انه لم يتدخل الا لمصلحته و تطوير الاقتصاد التركي و الحصول على النفط و الغاز مقابل الدعم العسكري
. فهناك لا توجد اقليات تركية مضطهدة .
تركيا لا يوجد في جوفها الموارد الطبيعية (النفط و الغاز) ، و لهذا خرجت تبحث عنه .
خط الغاز الاذربيجاني يمر عبر لاراضي الأذربيجانية مروراً بجارتها جورجيا الى الاراضي التركية ثم الى البلقان و اوروبا . المهم في الموضوع، ان الغاز الروسي يمتلك خطان من انابيب الغاز اللذان يمران عبر الاراضي التركية . لهذا تحاول تركيا الضغط على روسيا و تلوح باقاف مد الغاز الروسي عبر أراضيها. و هذا سوف يسبب ازمة اقتصادية لروسيا ومشكلة في نقص الغاز في اوروبا ، و في المقابل تريد تركيا إبرام اتفاق مع الاذربيجان في تزودها و أوروبا بالغاز . و هذا ما يقلق روسيا كثيراً . و هذا مربط الفرس .
تركيا تريد الاستفادة من الغاز الاذربيجاني مقابل الدفاع عنها و استرداد المناطق المحتلة و اذا امكن استرجاع الاقليم المنفصل الى اذربيجان ، و هذا ليس بالسهل .
و في المقابل تهدد روسيا تركيا باستخدام الاراضي الارمينية في محاولة لاحتلال مدينة ” طاووس” التي يمر من عبرها خط الغاز الأذربيجاني المتجه نحو الاراضي التركية، حيث تدور المعارك الضارية هناك و التي تبعد حوالي ٣٠٠ كلم عن خطوط التماس في الإقليم ناجورنو كاراباخ المتنازع عليه!!
يتبع ….
المشهد الثالث…
لماذا لم تدعم إيران شيعة أذربيجان … ؟
*ناشط سياسي واجتماعي في الدنمارك