يكتمون الصوت بالرصاص

قتل الاحتلال صوت حنجرة، صرخت لا للاستيطان، تربص قناص بعشرات المواطنين الذي وصلوا إلى القرب من بؤرة استيطانية أقيمت على أراضي بلدة بيت دجن شرقي نابلس، أطلق نيرانه بعد أن أحكم محاصرة الهدف، رصاصة واحدة كانت كافية لإعلان المواطن عاطف يوسف حنايشة (45 عاما) شهيدا.

هي لغة الموت التي لا يتقن الاحتلال سواها، ليقمع مسيرة أسبوعية رفعت دوما شعار السلمية، وأصرت أن توصل رسالتها عبر حناجر تهتف بصوت جماعي لرفض الاستيطان.

أمام مشفى رفيديا الجراحي حيث نقل عاطف حنايشة إلى هناك بعد إصابته برصاصة في الرأس، يتحدث المواطنون عن تفاصيل ما جرى، لتجمع الروايات على جريمة إعدام جديدة تضاف لسجل الاحتلال الدموي.

وقال نصر أبو جيش، رئيس لجنة المقاومة الشعبية في بيت دجن، إن ما حدث هو عملية إعدام بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وقال أبو جيش لـ”الحياة الجديدة”: المسيرة تخرج من البلدة بشكل أسبوعي وأحيانا أكثر من مرة في الأسبوع، واستطاع المشاركون إزعاج الاحتلال بصوتهم الذي زلزل في أرجاء العالم رفضا لجرائم الاستيطان المتواصلة، ويبدو أن الاحتلال أراد زرع حالة من الرعب في صفوف المشاركين من خلال تنفيذ عمليات قتل مباشرة للمواطنين، وهو ما حدث بحق المواطن حنايشة”.

وأشار أبو جيش، إلى أن من تواجد في المكان أيقن بدون أدنى شك، أن هدف الاحتلال كان تنفيذ عملية قتل سريعة ومباشرة، وأضاف “مجرد وصولنا إلى القرب من البؤرة الاستيطانية المقامة على أراضي المواطنين شرق بيت دجن، شرعت قوات الاحتلال بإطلاق النار نحونا بشكل مباشر، مستخدمة الرصاص الحي، وهو ما أدى لإصابة المواطن حنايشة برصاصة في الرأس نقلها على إثرها إلى مشفى رفيديا الحكومي لتلقي العلاج لكنه فارق الحياة وارتقى شهيدا بعد لحظات من إصابته”.

وشدد أبو جيش على أنه لم يفصل بين المشاركين في المسيرة وجنود الاحتلال أي مسافة، وتم إطلاق النار على حنايشة من مسافة صفر.

ونقل جثمان الشهيد حنايشة، إلى معهد الطب العدلي في جامعة النجاح الوطنية لتشريح الجثمان، وتوثيق جريمة الاحتلال الجديدة بالأدلة الطبية.

وقال أبو جيش إن مسيرة بيت دجن كانت مؤثرة خلال الفترة الماضية وكان صوتها عاليا، واستطاعت أكثر من مرة إزالة البؤرة الاستيطانية، وهو ما شكل حالة غضب لدى الاحتلال ومستوطنيه فأرادوا أن يردعوا المواطنين بأي طريقة حتى لو كانت بإطلاق النار على المشاركين في المسيرة من مسافة صفر.

وشيع مئات المواطنين جثمان الشهيد حنايشة والذي انطلق من أمام معهد الطب العدلي في جامعة النجاح باتجاه بلدة بيت دجن، وردد المشاركون هتافات تطالب دول العالم بالتحرك للجم الاحتلال الذي يتفنن في استخدام لغة الرصاص باتجاه لغة المقاومة السلمية التي تريد أن تقول للعالم إن سرقة للأرض تحدث أمام أعين الجميع.

الحياة الجديدة – بشار دراغمة

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا