الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمكلمة الحياة الجديدة: حماس .. الخطاب ذاته..!!

كلمة الحياة الجديدة: حماس .. الخطاب ذاته..!!

على ما يبدو، بل بات في حكم المؤكد تقريبا، أنه لم يعد هناك بصيص أمل واحد، أن تغير جماعة الاخوان المسلمين من طبيعتها المخاتلة، ولا من خطابها الذي لا يعرف، ولم يعرف يوما سوى الكذب، والادعاء، والاستعراض، الجماعة التي تريد هنا في فلسطين عبر ذراعها الحمساوي، إسقاط المشروع التحرري الوطني الفلسطيني، مثلما حاولت قبل سنوات قليلة، أن تسقط الدولة المصرية، تنفيذا لمخطط المؤرخ اليهودي البريطاني الأميركي “برنارد لويس”، والذي تبنته الحركة الصهيونية بالكامل، واشتغلت وما زالت تشتغل عليه ..!!

ما من حل مع هذه الجماعة، وقد ركبها الوهم، واستحوذت عليها غاياتها الحزبية المريضة، فما عادت تعرف طريقا للتأمل، والنقد، والمراجعة لواقعها وخطابها الذي لا يستطيع تبديلا لكلماته الخداعات، ومن يعترض على ما نقول عليه أن يقرأ ما جاء في “خطاب” السنوار يوم أمس وما جاء في خطاب هنية قبله بساعات، إذ لا جملة واحدة في هذين الخطابين إلا جملة الشعار إياه، شعار الاستعراض الاستهلاكي عن سيف القدس(..!!) الذي لم يره أحد في باحات الأقصى طوال شهر رمضان الذي نودع اليوم، والذي شهد أعنف المواجهات بين أهالي القدس وقوات الاحتلال الاسرائيلي، وجماعات الاستيطان الصهيونية العنصرية الارهابية ..!!

وفي الوقت الذي حيا فيه السنوار أصحاب التمويل، شاكرا ايران ومرشدها، لم يأت على ذكر الشهداء البررة الذين ارتقوا في مواجهاتهم لقوات الاحتلال الاسرائيلي، على امتداد الضفة الفلسطينية المحتلة، ولم يتطرق ولا بأية كلمة للضرورة الوحيدة التي تجعل من المعركة الوطنية ضد الاحتلال ناجعة ومثمرة انتصارا حاسما، وهي انهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة الوطنية الشاملة، ليظل دائرا في ثرثرة الخطاب الأجوف، الذي لا علاقة له في الواقع، ولا أي حضور لأي من تهديداته واستعراضاته الاستهلاكية ..!

قال هذا الخطاب قبل هذا اليوم، إن عدتم عدنا ..!! وعاد الاحتلال بأعنف سياساته العنيفة في القدس ومختلف مواقع المقاومة الشعبية، على امتداد الضفة الفلسطينية، غير أن حماس خارج خطابها عادت لتفاهمات التهدئة وهذا ما جعل السنوار في خطابه الاستعراضي يوضح لخاطر التفاهمات أن يتحدث عن اعجابه بالعمليات الفردية في الضفة، بما يعني أن لا علاقة لحركته بهذه العمليات، فبأي معنى إذن سنفهم أن سيف القدس لن يغمد ..؟؟ وبأي معنى نفهم جاهزية حماس وفقط “إذا أراد الاسرائيليون تحويل المعركة الى معركة دينية”؟ فأين هو إذن برنامج المقاومة للتحرير، إذا لم يحول الاسرائيليون المعركة إلى معركة دينية،..؟ ومن هو هذا الذي سماه السنوار محور القدس (..!!) وكيف يكون هناك محور للقدس دون أهلها ومناضليها من أبناء الحركة الوطنية الفلسطينية، وما الذي فعله هذا المحور طوال شهر رمضان واقتحامات المستوطنين تتوالى لحرم المسجد الأقصى..؟!

ليس ثمة تأويل، ولا تحليل، ولا تبرير ممكن، بوسعه أن يجعل من خطاب الجماعة الاخونجية، خطابا ذا مصداقية، في التجربة المصرية تحديدا أدركنا فداحة الكذب الاخواني، ففي حين كان خطاب الجماعة ملونا بكل كلمات الود، والنزاهة، والسلمية، والمشاركة، والوعود البراقة، كان الفعل الاخواني ماضيا في طريق الاقصاء وأخونة الدولة المصرية، بلا أية جملة وطنية، وبعد الإطاحة بهم ذهبوا لأقبح العمليات الارهابية ضد مصر دولة وجيشا وشعبا، وافتضح أمر الخطاب الاستهلاكي وهذا هو خطاب حماس اليوم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

كتب رئيس تحرير صحيفة “الحياة الجديدة”

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا