الرئيسيةأخبارالرئيسيةأمير الشهداء “أبو جهاد” أول الرصاص وأول الحجارة

أمير الشهداء “أبو جهاد” أول الرصاص وأول الحجارة

خليل الوزير ( أبو جهاد ) هذا القائد الذي نحيي ذكرى استشهاده السابعة والعشرين اليوم ، هذا القائد الذي جسد بحياته حالة فريدة، من حيث العقلية العسكرية والتنظيمية التي استطاعت أن تضع بصماتها خلال عدة عمليات بطولية لقوات العاصفة، وبرغم فداحة الخسارة التي لحقت بثورتنا وشعبنا نتيجة استشهاد القائد خليل الوزير ، إلا أن باستشهاده أعطي شعبنا ومناضلينا المزيد من التصميم على الاستمرار بطريق المقاومة لتحقيق حلم هؤلاء الشهداء بالتحرر وإقامة الدولة الفلسطينية المنشودة بعاصمتها القدس وضمان حق العودة للاجئين الى ديارهم وممتلكاتهم .

نتحدث عن امير الشهداء ابو جهاد الوزير تلك المدرسة التي تجسد فيها تاريخ فلسطين علي ملامح وجهه النضالي عاش مع رفيق دربه الرئيس ياسر عرفات الشهيد القائد الخالد أسطورة الوحدة الوطنية، واستشهد قائداً ومناضلا قهر الاحتلال مع رفقاء الدرب، وشكل هاجساً للعدو الصهيوني فقد كان يمثل عنفوان الثورة وشموخ العطاء للقضية وضميرا للوحدة الوطنية، فهو من القادة الفلسطينيين التي لم تهزهم الرياح، فكانوا شامخين كالنخيل يترقبوا العودة الي فلسطين.

ولد القائد خليل إبراهيم محمود الوزير المعروف بـ “أبو جهاد” في نهاية عام 1935م في بلدة الرملة بفلسطين، وغادر بلدته – الرملة – إلى غزة إثر حرب 1948م مع أفراد عائلته.

درس أبو جهاد في جامعة الإسكندرية، ثم انتقل إلى السعودية فأقام فيها أقل من عام، ومن السعودية توجه إلى الكويت، حيث ظل بها حتى عام 1963م. وهناك تعرف على ياسر عرفات وشارك معه في تأسيس حركة فتح، وكان من المؤسسين الأوائل للحركة ثم عين نائبا للقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية الأخ الرمز أبو عمار ومسؤولا للقطاع الغربي وكان مهندسا للانتفاضة وعضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو لجنة تنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية التي تضم كل الفصائل الفلسطينية حيث شغل منصب عضوا للجنتها المركزية .

في عام 1963م غادر الكويت إلى الجزائر حيث سمحت السلطات الجزائرية بافتتاح أول مكتب لحركة فتح وتولى أبو جهاد مسؤولية ذلك المكتب. كما حصل خلال هذه المدة على إذن من السلطات بالسماح لكوادر الحركة بالاشتراك في دورات عسكرية وإقامة معسكر تدريب للفلسطينيين الموجودين على أرض الجزائر.
وفي عام 1965م غادر الجزائر إلى دمشق حيث أقام مقر القيادة العسكرية، وكلف بالعلاقات مع الخلايا الفدائية داخل فلسطين، كما شارك في حرب 1967م وقام بتوجيه عمليات عسكرية ضد الجيش الصهيوني في منطقة الجليل الأعلى.

وقد تولى بعد ذلك المسؤولية عن القطاع الغربي في حركة فتح، وهو القطاع الذي كان يدير العمليات في الأراضي المحتلة. وخلال توليه قيادة هذا القطاع في الفترة من 76 – 1982م عكف على تطوير القدرات القتالية لقوات الثورة، كما كان له دور بارز في قيادة معركة الصمود في بيروت عام 1982م والتي استمرت 88 يومًا خلال الغزو الصهيوني للبنان.

تقلد أبو جهاد العديد من المناصب خلال حياته ، فقد كان أحد أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، وعضو المجلس العسكري الأعلى للثورة، وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائب القائد العام لقوات الثورة، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح.

ويعتبر أبو جهاد – رحمه الله – أحد مهندسي الانتفاضة وواحدًا من أشد القادة المتحمسين لها، ومن أقواله:
إن الانتفاضة قرار دائم وممارسة يومية تعكس أصالة شعب فلسطين وتواصله التاريخي المتجدد.

ومنها: لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة.

وقوله: إن مصير الاحتلال يتحدد على أرض فلسطين وحدها وليس على طاولة المفاوضات.
كما كان يقول: لماذا لا نفاوض ونحن نقاتل؟ ويرى أن كل مكسب ينتزع من الاحتلال هو مسمار جديد في نعشه

كانت آخر كلمة خطتها يد الشهيد أبو جهاد خليل الوزير هو بيان لقيادة انتفاضة الحجارة الأولي وهي: (لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة) فسجلت تلك الكلمات بحروفٍ من نورٍ ونار، حيث اغتاله جهاز الموساد الصهيوني في بيته في المهجر بتونس بتاريخ 16/4/1988، وترأس المجرم ايهود باراك العملية الارهابية، من خلال فرقة ‘كوماندوز’ وصلت فجر السادس عشر من ابريل/ نيسان، بزوارق مطاطية إلى شاطئ تونس، وتم إنزال 20 عنصرًا من قوات النخبة مستخدمين أربع سفن وغواصتين وزوارق مطاطية وطائرتين عموديتين للمساندة، لتنفيذ مهمة اغتيال القائد خليل الوزير، ورست الزوارق على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاجة. وبعد عودة ‘أبو جهاد’ إلى منزله من اجتماعاته مع القيادات الفلسطينية، بدأ التنفيذ وإنزال الوحدة من كل مكان بسيارات أجرة، وبعد نزول أفرادها إلى الشاطئ بساعة تم توجيههم بثلاث سيارات أجرة تابعة للموساد إلى منزل الشهيد الذي يبعد خمسة كيلو مترات عن نقطة النزول. وعند وصول قوات الموساد الخاصة الصهيونية إلى المنزل الكائن في شارع (سيدي بو سعيد) انفصلت الوحدة إلى أربع خلايا، وقدر عدد المجندين لتنفيذ العملية بمئات جنود الاحتلال، وقد زودت هذه الخلايا بأحدث الأجهزة والوسائل للاغتيال، اقتحمت إحدى الخلايا البيت فجرا، وقتلت الحارس. وتقدمت أخرى مسرعة لغرفة الشهيد ‘أبو جهاد’، فسمع الأخير ضجة بالمنزل بعد أن كان يكتب كلماته الأخيرة على ورق كعادته ويوجهها لقادة الانتفاضة للتنفيذ، ورفع مسدسه وذهب ليرى ما يجري، كما روت زوجته، انتصار الوزير، وإذا بسبعين رصاصة تخترق جسده ويصبح في لحظات في عداد الشهداء ليتوج أميرا لشهداء فلسطين.

كان من اسباب استهداف الموساد للقائد الفتحاوي أبو جهاد هو قيامه بعمليات فدائية ضد اسرائيل ومنها عملية نسف خزان زوهر عام 1955،عملية نسف خط انابيب المياه (نفق عيلبون) عام 1965، عملية فندق (سافوي) في تل ابيب و قتل 10 صهاينة عام 1975،عملية انفجار الشاحنة المفخخة في القدس عام 1975،عملية قتل البرت ليفي كبير خبراء المتفجرات ومساعده في نابلس عام 1976، عملية دلال المغربي التي قتل فيها اكثر من 37 صهيونيا عام 1978، عملية قصف ميناء ايلات عام 1979، قصف المستوطنات الشمالية بالكاتيوشا عام 1981، اسر 8 جنود صهاينة في لبنان ومبادلتهم ب 5000 معتقل لبناني و فلسطيني و 100 من معتقلي الارض المحتلة عام 1982، اقتحام و تفجير مقر الحاكم العسكري الصهيوني في صور وادت الى مصرع 76 ضابط و جندي بينهم 12 ضابط يحملون رتبا رفيعة عام 1982، ادارة حرب الاستنزاف من 1982 الى 1984 في جنوب لبنان ، عملية مفاعل ديمونة عام 1988 والتي كانت السبب الرئيسي لاغتياله، إلى جانب دعمه وقيادته لانتفاضة الحجارة عام 1987، والتي ودعها بأخر كلماته قائلاً “لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة”.

رحل أبو جهاد في 16/4/1988 ورحل معه عشرات الشهداء في هذا اليوم فما أن انتشر الخبر المفجع في أرض الانتفاضة حتى شهدت شوارعها أعنف التظاهرات منذ قامت الانتفاضة، وبدأت التظاهرات بمسيرات صامتة حداداً وخشوعاً فبادر الجيش الإسرائيلي إلى تفريقها بقنابل الغاز المسيل للدموع وبالنار والرصاص المطاطي وانطلقت غزة، مدينة أبو جهاد بعد الرملة، تتحدى منع التجول المفروض عليها وشارك حتى الأطفال في التظاهرات وانتهى اليوم الغاضب الأول في وداع الأرض المحتلة لابنها البار باستشهاد سبعة عشر مواطناً بينهم ثلاث نساء، كما أصيب العديد بجروح بالغة، أما المعتقلون فكانوا بالمئات، ولم تتوقف الخيارات الرمزية في أسبوع أبو جهاد ولم تنزل الأعلام الفلسطينية والأعلام السوداء عن المنازل والأبنية والمساجد والكنائس.
وطالبت الهيئة الإسلامية العليا بدفن جثمان القائد الشهيد في رحاب المسجد الأقصى، وفرضت سلطات الاحتلال منع التجول على جميع مخيمات اللاجئين في الضفة والقطاع، وأعلن أن مناطق عديدة باتت مناطق عسكرية مغلقة بوجه الصحافة وأقامت معتقلاً جديداً قرب القدس أطلق عليه اسم “أنصار الصغير” وذكرت بأنها ستفتح سجناً آخر لاستيعاب المعتقلين.
ورغم الإجراءات القمعية والحصار العسكري والاقتصادي الخانق على المخيمات انطلقت التظاهرات في ذكرى الأسبوع في 22 أبريل إثر صلاة الغائب في كل مكان، تتحدى قرار منع التجول.
دفن القائد ابو جهاد في أبريل 1988 في دمشق، فكان يوماً عربياً مشهوداً، رفرفت فيه روح الانتفاضة وتكرس فيه الشهيد رمزاً خالداً من رموزها.

لا نامت أعينُ الجبُناء فبعد مرور 27 عامًا على رحيل جسدك عنا لكنك باقيِ بيننا بروحك بمسيرتك وسيرتك النضالية الجهادية العظيمة لتلتقي روحك الطاهرة مع أرواح الشهداء الأبرار فيصل الحسيني وعبد القادر الحسيني و الشيخ عز الدين القسام؛ ومحمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي و القائد الشهيد أبو عمار؛ لتسكن ارواحكم الطاهرة جنة ربها بسلام خالدين فيها بإذن ربهم؛ ولتستمر مسيرة شعبنا الكفاحية الطويلة.

نعم اول الرصاص .. مهندس الانتفاضة الاولى .. الشهيد القائد البطل خليل الوزير “ابو جهاد” .. صاحب الحنكة العسكرية .. رجل المواقف الصعبة .. رمز التضحية .. القائد الشهيد.. كنت قائدا في حياتك .. ورمزا في مماتك .. فنم قرير العين يا ابا جهاد .. والفتح مازالت على الدرب ..

المصادر:-

* موقع دائرة الإعلام والثقافة”الرواسى” – حركة فتح – غزة

* شبكة فلسطين الاخبارية

* دائرة الاعلام والثقافة بحركة فتح

فتح نيوز| اعداد- زينب أحمد أبو مصبح

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا