الرئيسيةأخبارالرئيسيةفي الذكرى الـ13 لاعتقاله... البرغوثي يوجه رسالة للشعب والحكومة

في الذكرى الـ13 لاعتقاله… البرغوثي يوجه رسالة للشعب والحكومة

أعرب عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، النائب الأسير مروان البرغوثي، عن أمله أن يكون هذا العام الأخير بالنسبة له ولكافة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وقال البرغوثي في بيان صحفي، وزعه نادي الأسير اليوم الأربعاء، لمناسبة الذكرى الـ13 لاعتقاله، “حرية الأسرى مقدمة لحرية شعبنا، وهدفنا أن يكون هذا العام هو العام الأخير من عمر الاحتلال في بلادنا لأن حريتنا هي جزء من حرية شعبنا، ولا تكتمل حرية الفرد في غياب حرية الشعب والوطن وسيادته واستقلاله وكرامته”.

وحول أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال، أشار البرغوثي إلى أن هناك ارتفاعا في وتيرة الاعتقال وعدد الأسرى، الذين يعيشون ظروفا قاسية وقاهرة، كما أن الكثير من العقوبات المفروضة عليهم منذ عدة سنوات ما زالت قائمة، وأهمها ما يخص الزيارات العائلية والفضائيات والتعليم في الجامعة العبرية المفتوحة، وقضية الأسرى المرضى وظروف النقل (البوسطة) والعلاج والكانتينا والعزل الانفرادي وغير ذلك.

وأكد أن الحركة الأسيرة في حالة نضال مستمر لمواجهة الإجراءات والعقوبات المفروضة على الأسرى، كما أنها في معركة دائمة للحفاظ على إنجازاتها والدفاع عنها.

وحول حكومة الوفاق الوطني، قال الأسير البرغوثي إن تشكيلها خطوة بالاتجاه الصحيح، ويجب دعمها من كافة القوى والفصائل، وتمكينها من النجاح وتسهيل مهمتها وتسليمها كافة الصلاحيات المتفق عليها حتى تتمكن من إطلاق عملية الإعمار على نطاق واسع، وفتح المعابر للتخفيف من معاناة شعبنا الذي تحمّل ويلات الحصار والعدوان.

وفيما يتعلق بنتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، رأى البرغوثي أنها تعبّر عن ماهية وطبيعة هذا المجتمع الذي يسير بخطى سريعة نحو دولة عنصرية متطرفة، وأعرب عن اعتقاده بأن المجتمع الإسرائيلي صوّت دعما لاستمرار المشروع الصهيوني القائم على القوة العسكرية والاستيطان والتهويد والتهجير واستكمال عملية التطهير العرقي.

وقال: لقد أظهرت الانتخابات الإسرائيلية انحيازا كاملا للاحتلال والعدوان والاستيطان، وإن إسرائيل اليوم تعيش عزلة دولية متزايدة مرشحة للتصاعد في السنوات المقبلة.

وأضاف: لا مجال للتفاوض مع هذه الحكومة قبل إقرارها بمبدأ الانسحاب الشامل لحدود عام 1967 وإنهاء الاحتلال، والإقرار بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم طبقا للقرار الدولي 194، والإفراج الشامل عن الأسرى والمعتقلين.

وتوجه المناضل البرغوثي بالشكر إلى الأصدقاء الذين يعملون بجد وإخلاص للتضامن معه ومع كافة الأسرى، خاصة أعضاء اللجنة الدولية العليا، واللجنة الوطنية العليا للحملة الدولية والعاملين في الحملة الدولية والحملة الشعبية، كما شكر كل الهيئات والمؤسسات والمنظمات العاملة في هذا المجال، خاصة نادي الأسير، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين.

وكان تظاهر العشرات اليوم الأربعاء، أمام المجلس التشريعي تضامناً مع النائب مروان البرغوثي، في الذكرى الثالثة عشر على اعتقاله.

وشارك في الوقفة التضامنية حشد واسع من النواب والنشطاء، ورفع المشاركون صور وأعلام لمروان البرغوثي مرددين شعارات تنادي بالحرية له وللأسرى.

من جانبها، قالت فدوى البرغوثي، “أشعر بالأمل والألم، واشتياق وحنين، والاعتزاز والصمود، ولكن أشعر بالفخر تجاه أبناء شعبي الفلسطيني الذي لا يترك أسراه وهو ما يخفف عنا الألم من غياب مروان البرغوثي”.

وأوضحت، أن زوجها البرغوثي قضى السنوات الماضية في ظروف قاسية بين العزل الإنفرادي والجماعي ومنع من الزيارة، كما يمنع من رؤية أبنائه وأحفاده.

مدير نادي الأسير قدورة فارس قال في كلمة له نقل فيها رسالة البرغوثي، والتي كان فحواها أن “مروان البرغوثي يوجه رسالة للقيادة الفلسطينية أنه آن الأون أن تنفض عن نفسها غبار الكسل والمراهنات على خيارات طواها الزمن وطوتها حكومات عنصرية في إسرائيل، آن الأوان للحركة الوطنية أن تستعيد روحها بالاجتماع على برنامج مقاومة ويجمع الفلسطينيين على قاعدة واحدة”.

وشددت رسالة البرغوثي على أن “لابد من إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وضخ روح الكفاح فيها لتقود الشعب الفلسطيني في معركة الحسم مع الاحتلال الذي يتراجع مشروعه في كل أرجاء الأرض، إسرائيل العمياء المرتكبة تتصرف بهذا الشكل بالاعتداء على المقدسات ومصادرة الأرض وتبني المستوطنات، وتقتل وتعتقل أطفالنا، ليس إلا رجع الصدى لانحسار وتراجع مشروعهم على الساحة الدولية”.

وبين فارس أن لسان مروان البرغوثي يتحدث نيابة عن كل الأسرى في سجون الاحتلال ويدعو لترتيب البيت الفلسطيني ووقف حالة الجدل العقيم والاختلافات التي لا تخدم إلى مشروع الاحتلال.

بدوره، قال وزير الأسرى عيسى قراقع، “نقول للقاصي والداني والذي يسمعنا ولا يريد أن يسمعنا أن حرية الأسرى مطلبنا المقدس، حرية الأسرى هي جزء من حرية الشعب الفلسطيني ومن حق تقرير مصيره بأن يعيش بحرية وكرامة وبدولة حرة ذات سيادة”.

وأضاف أن إرادة الأسرى تخاطب المجتمع الدولي والعالم أجمع وتقول لهم “يكفي هذا الصمت وهذا الحياد أمام الجريمة المنظمة وموت بطيء يطبق على الأسرى في سجون الاحتلال”، مؤكدا على أنه يوجد قلق مستمر على حياة النواب المعتقلين والأسرى المرضى.

وطالبت انتصار الوزير زوجة الشهيد جهاد الوزير في كلمة لها البرلمانات الدولية وكل المؤسسات والقوى المساندة أن يقفوا ويطالبوا بالإفراج عن جميع الأسرى والأسيرات المتواجدين في زنازين سجون الاحتلال .

واختطفت سلطات الاحتلال البرغوثي يوم 15/4/2002 بعد ملاحقة طويلة في مدينة رام الله وحكمت عليه بالسجن المؤبد 5 مرات وأربعين عاما.

وواكب اعتقال مروان، احتياجات اسرائيل لمناضلة السلطة وتدمير قواتها فيما يسمى عملية السور الواقي، وشن حملة من الاعتقالات الواسعة وارتكاب عمليات قتل كبيرة كما حصل في جنين وكنيسة المهد وحصار مقر الرئيس عرفات في المقاطعة، وغيرها من أحداث مدن وبلدات الضفه.

اتهمت حكومة اسرائيل وقادتها الامنيين مروان البرغوثي، باشعال انتفاضة الاقصى وقيادة كتائب الاقصى، واطلقت عليه آن ذاك “مهندس الانتفاضه”، لاسيما ان مروان كان له رؤيه سياسية تقوم على أساس المزج بين المقاومة والمفاوضات.

وقد استنتج البرغوثي بعد 15 عاما من المفاوضات ان اسرائيل حولت اتفاق اوسلو الى فخ ومصيدة للشعب الفلسطيني، حيث زاد الاستيطان وتنصلت اسرائيل من التزاماتها القائمة على انشاء دولة فلسطينية في نهاية المرحلة الانتقالية عام 1999، وعزلت مدينة القدس بالاستيطان والتهويد وغيرها من الممارسات التي تحول دون انشاء دولة فلسطينيه مستقله وذات سيادة في حدود الرابع من حزيران.

كان يتمنى شارون وموفاز ان يقتل البرغوثي ولا يتم اعتقاله وهذا ما قاله شارون عندما تمنى ان يجد البرغوثي رماداً في جره، واعتبر موفاز ان افضل هديه لحكومة اسرائيل في عيد الاستقال هو اعتقال البرغوثي..

تعرض البرغوثي لتحقيق قاس وصعب على مدار مائة يوم في اقبية التحقيق، ولم ينجحوا في الحصول عل اي كلمة أو اعتراف منه، بل وجدوا أمامهم رجلا صلبا وجريئا وقائدا لا يلين، وتم عزله لمدة عامين متواصلين في محاولة لطمس صوت البرغوثي واخماد صوت الانتفاضه.

استطاع البرغوثي ان يحوّل محاكمته الى محاكم لدولة الاحتلال، عندما رفض الاعتراف بشرعية المحكمة واعتبر ان اعتقاله باطلاً وغير شرعي، ووجه لائحة اتهام طويلة ضد سياسات الاحتلال، وتحولت محاكمته الى محاكم اعلاميه وأخلاقيه وسياسية لدولة اسرائيل، وقد وضع الاحتلال امام المجهر العالمي والدولي بالتعاطف الذي لقيه، ووصول محاميين دوليين للترافع عنه اضافه الى ما واكب جلسات محاكمته من تغطية اعلاميه واسعه.

مروان البرغوثي أحدث شرطاً وجدلا في المجتمع الاسرائيلي ولدى قادته السياسيين الذين وجدوا ان اعتقاله قد أضرّ بالصورة الاخلاقيه لدولة اسرائيل وان لائحة الاتهام التي صدرت بحق البرغوثي هي لائحة اتهام للشعب الفلسطيني، تحاكم فيه النضال الوطني الفلسطيني في سبيل الحرية والاستقلال.

ان عشرات البلديات في العالم خاصة فرنسا علقت صورة البرغوثي أمام ابوابها، وبعضها أصدرت جوازات سفر للبرغوثي، وتحول الى رمز وطني لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية، ومدافع عن الحرية والعدالة الانسانية، وطبعت القمصان والبوسترات بلغات أجنبيه تحمل صورة وأقواله وتطالب باطلاق سراحه.

البرغوثي الذي حصل على درجه الدكتوراه داخل السجن، ويقود العملية التعليمية للأسرى داخل السجون، يواكب الأحداث والتطورات اول بأول، ومواقفه لها اهتمام وتأثير كبير، حيث يخشى الإسرائيليون من تصريحاته ومقابلاته وقد عزلوه أكثر من مرة بسبب هذه المواقف.

يعود الفضل لمروان البرغوثي في صياغة وثيقة الوفاق الوطني- وثيقة الوحدة الوطنية- التي شكلت أول حكومة وحدة وطنية فلسطينية في العام 2006، وهو من الداعيين بقوة واصرار على انهاء الانقسام الأسود، وتحقيق الوحدة الوطنية رافعا شعار ” شركاء في الدم شركاء في القرار”.

وقد دعا مروان البرغوثي الى وضع استراتيجية فلسطينية لمواجهة الاحتلال وذلك بتصعد المقاومة الشعبية السلمية ومقاطعة دولة اسرائيل بسبب عدم التزامها بالشرعية الدولية واستمرار ممارساتها الاستيطانية والعدوانية.

وقال ان مفتاح حل الصراع يتمثل في انهاء الاحتلال كليا عن الاراضي المحتلة عام 1967 وعاصتمها القدس الشريف وحق العودة للاجئين في العودة والافراج الشامل عن جميع الأسرى الفلسطينيين والعرب.

ويعتقد البرغوثي ان اسرائيل لم تأخذ قرارا استرتيجيا بالسلام وانهاء الاحتلال قائلا:” ان المشكلة ليست في أن يكون هناك نيلسون مانديلا فلسطيني، بل المشكلة في انه ليس في اسرائيل (دي كليرك) حتى الأن، والذي كان له الشجاعة لأنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا