الرئيسيةمختاراتمقالاتليس المؤمن باللعان أو الطعان ...! كتب د. عبد السلام أبو شخيدم

ليس المؤمن باللعان أو الطعان …! كتب د. عبد السلام أبو شخيدم

جمعتني الاقدار بإذنه جَلَّ جلاله في شهر كانون الأول عام 1982م في لندن بالشيخ الجليل والمربي الفاضل الأستاذ عمر سليمان الأشقر الذي قام بتلخيص التفاسير في كتاب أسماه زبدة التفاسير ، وقد أفاد وأجاد، ضارعا إلى الله جل وعلا ان يجعل حسنات هذا السفر في ميزانه وتربيةً لأولاده، وسائر ذريته آمين ، فقد ينتفع أبناء الصالحين بحسنات الآباء والأمهات، فقد جاء في الذكر الحكيم في سورة الكهف ان الله جل جلاله هيَّأ العبد الصالح وموسى عليهما السلام لإعادة بناء جدار اليتيمين فوق الكنز لان اباهما كان صالحا، فقال جلَّ ثناؤه وتقدست اسماؤه (( وكان أبوهما صالحا)) .

وقد سمعت وقرات عن الناشط الحمساوي الإخواني ” إسماعيل الأشقر” فظننته نجل الشيخ عمر فقلت في نفسي: والاصل تتبعه الفروع، خاصة في الانتماء الاخواني. ولكنني عندما سمعت وقرأت عن شتائمه وقذائفه التي لا تسر إلا الأعداء والشياطين، تعجبت كثيرا، لانني عرفت الشيخ عمر الوقور الهادئ الذي يتمتع بأخلاق قرآنية جمَّة!! والمقتبس من حديث رسول الله ” ليس المؤمن باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا المتفحش ولا البذيء”

توقعت أن هذه الاخلاق في ذريته، فلما سمعت وقرأت شتائم إسماعيل الأشقر، وعيل صبري بها، عزمت على تذكيره بمحاسن الاخلاق من حديث رسول الله، ومكارم شيم الآباء والاكارم وخاصة الوالدين !! والانتفاع بموروث الوالد في خدمة القرآن، ولا أرجو له ان يكون شبيهه لابن نوح الذي لم يستفد من نبوَّة أبيه أكثر من تسعمئة عام!! أنا أعتذر للشيخ الفاضل الجليل صاحب التفسير الشيخ عمر الأشقر إذا كان إسماعيل ليس له منه إلا تشابه اسم العائلة، لان التربية العالية ميراث النبُوَّة، وكثيرون من كانت تربيتهم راقية عالية، فافسدت شيئا منها أزَّات شياطين الحزبية، بتحريض على الوقاحة ويسمونها “جُرءة في دين الله” يا للكذب على الله وعلى دينه، ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهم يعلمون! وأقول للعقلاء في حماس وفي الاخوان عامة أن يستفيقوا من صدمة جسامة الخسارة، ولا تغرنهم الحياة الدنيا ولا يغرنهم بالله الغرور! وقد أخسرهم هؤلاء الشياطين كثيرا من رصيدهم، ويحضرني حديث شريف أختم به، فقد اخرج البخاري والنسائي واحمد في المسند وابن خزيمة في صحيحه:

أن عمرو بن سلمة كان فتى صغيراً؛ وكان قوي الحفظ سريعه، فكان يتلقى الركبان ويحفظ منهم ما أنزل من القرآن. وحينما أسلم قومه وأمرهم رسول الله، أن يؤمَّهم أقرؤهم، قال عمرو بن سلمة: فما وجدوا فيهم أحدا أكثر قرآنا مني فقدموني و أنا غلام فصليت بهم و عَلَيَّ بردة لي، فكنت إذا ركعت أو سجدت فتبدو عورتي فلما صلينا، تقول لنا عجوز دهرية: غطوا عنا است قارئكم. فاشترَوا له قميصاً، فكان فرحه به عظيماً، وانا اليوم أقول للعقلاء غطوا عنا أستاه قُرَّائكم.

وأضرع إلى الله أن تجد هذه التذكرة آذانا واعية لعل الله يصلح بالأخذ بها ما افسده الغرور والتكبر كان عبد الله بن العباس من اصغر الصحابة سنا وقال: (( كنتُ أُقرئُ رجالاً من المهاجرين منهم: عبد الرحمن بن عوف))،

قال ابن الجوزي في” كشف المشكل “: في الحديث تنبيهٌ على أخذ العلم من أهله وإن صغرت أسنانُهم، أو قَلَّت أقدارُهم، وقد كان حكيم بن حزام يقرأ على معاذ بن جبل ، فقيل له: تقرأ على هذا الغلام الخزرجي؟ قال: إنَّما أهلكنا التكبّر.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا