الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمحماس تستثمر في الفراغ كتب مركز الإعلام

حماس تستثمر في الفراغ كتب مركز الإعلام

الضجة التي اثيرت حول وجود اسرى اسرائيليين لدى حماس وتفاعل الاخيرة مع هذه الاحداث مسألة تتعلق بالتوازنات وصراع القوى والدفاع عن المصالح الخاصة وتدخل في مسألة حسم الصراعات وصراع الارادات وارتهانها لتوازنات القوة. وبالتأكيد فان الطرف المستفيد هو حماس التي تحاول استثمار هذه الاحداث بشكل صحيح.
حماس اصبحت تطرح نفسها كقوة موازية لإسرائيل وقد ساهم الاعلام الاسرائيلي في ذلك من خلال حديثه المتواصل عن قدرات حماس العسكرية وتطورها. وعلى الصعيد الاخر فان حماس تريد اظهار نفسها بأنها القوة السياسية والعسكرية الاولى فلسطينيا والطرف الاقوى في المعادلة الفلسطينية والذي يمتلك اوراقا يستطيع التأثير من خلالها في المشهد السياسي الفلسطيني ولاحقا الاقليمي والدولي.
حماس التي تقيم اتصالات سرية مع اسرائيل رغم افتضاح امرها تحاول ممارسة الضغوط على اسرائيل بل ابتزازها بهدف الرضوخ لشروطها في مسائل كثيرة ومنها الافراج عن الاسرى الذين اعادت اسرائيل اعتقالهم بعد الافراج عنهم ضمن صفقة “شاليط” واسرائيل ترفض هذه الشروط وتعتبرها مسألة تتعلق بأمنها القومي بما هو اشبه بسياسة شد الحبال.
بلا شك ان جدلا حادا سيرافق هذه الاحداث والعمل على اطالة امدها من الطرفين وتحديدا من جانب حماس بهدف ابقاءها في دائرة الاحداث وفي المشهد السياسي الإقليمي حيث وجدت حماس الفرصة مواتية والظروف تخدمها جيدا وخاصة ان وسائل الاعلام العالمية سلطت الضوء جيدا على الاسرى الاسرائيليين الموجودين لدى حماس وامكانية حدوث صفقة تبادل اخرى لكنها ركزت على المعيقات والتحديات التي تواجهها هذه الصفقة، لكن حماس تعتبر تكرار اسمها في وسائل الاعلام الاوروبية والأمريكية المهتمتان بهذا الحدث انجازا لحركة حماس.
حماس وإسرائيل ليستا في عجلة من انجاز هذه المهمة وكلما طالت كلما تحققت مكاسب سياسية للطرف الباحث عن اطالتها وهي حماس التي تريد ان تبقى في دائرة الاضواء.
حماس تريد انجاز موضوع التهدئة مع اسرائيل اولا حتى يبقى موضوع الاسرى الاسرائيليين ورقة ضغط تستعملها حماس في ممارسة ضغوطها على اسرائيل من اجل انتزاع تنازلات منها تتعلق بالميناء والمطار والحفاظ على حكمها في القطاع ودعمه كلما اقتضت الحاجة، وتبقى حماس تنتظر ان تطبخ صفقة التبادل مع اسرائيل على نار هادئة ربما تكون هناك ظروف سياسية قد نضجت اكثر ووفرت اجواء مريحة لحركة حماس من اجل فرض مواقفها على اسرائيل التي تقدم تسهيلات واضحة لحماس في مختلف المجالات.
حماس خالفت كافة المفاهيم السياسية وتشبثت بمفهوم “ان ادارة الصراعات افضل من تجنبها” بعكس الدول التي تعمل بغير ذلك حيث ان الجميع يرغب بتجنب الصراعات لكن حماس تبحث عنها لاعتقادها بان الصراع يمثل احد الاسس التي تقوم عليها البشرية.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا