الرئيسيةأخبارالرئيسيةهل بدأ إعمار قطاع غزة من خلال إعادة بناء منازل قيادات حماس؟

هل بدأ إعمار قطاع غزة من خلال إعادة بناء منازل قيادات حماس؟

على مقربة من مسجد القرارة ، المدخل الشمالي لمدينة خانيونس ، ترى وتسمع أصوات عمال البناء ، والمكينات الصغيرة ، وهي تهدر في المكان ، بينما الطوب مرصوص قرب سور على الطريق ، والحديد مرمي في انتظار العمال ، والإسمنت رأي العامة المحرومين منه “مكوم” قرب البيت الذي يعاد بناءه ، وعندما تجد نفسك مسروراً للمشهد ، تصدم من ردة فعل الناس ، وعدم رضاهم عما يجري ، فالمنزل الذي يعاد بناءه ليس لمهجّر مسكين ، أو مواطن عادي ، تعرض بيته للدمار ، وليس لأرملة شهيد ومكلومة ، بل هو لقائد “همام” سبق سواه في إعادة الإعمار ، اعتاد الظهور على وسائل الاعلام ، لينافح ويدافع ويصرخ ويمرر مواقف باسم حركة حماس ، هذا القيادي الاعلامي الكبير ، بدأ الاعمار عنده ، فظن أن المقاومة أثمرت في أرضه ونسي أن غالبية المدمرة بيوتهم لازالوا في “الكرفانات” التي تسحق أدميتهم في جو شديد الحرارة ، كما أهانت كرامتهم في منخفض شتوي قاسي البرودة .

وهذا القيادي الذي يعتبر من الصف الثالث أو الرابع في قيادة حماس ، قد وصله الدور في إعادة إعمار منزله ، وقد سبقه الى هذه “المكرمة” من هو أسبق منه “مقاومة” وأعلى منه رتبة بالتنظيم ، وبلا شك بيته قد تم إعادة إعماره قبل أشهر من بدء إعادة إعمار هذا القيادي الصغير ، الذي يسكن حياً متواضعاً في منطقة متواضعة ، ولكنها أصبحت بوجوده أكثر أهمية ، من حيث الخدمات والامكانيات .

والمتابع لمسيرة سلحفاة الإعمار في قطاع غزة ، لا بد أن مر على خبر جرى نشره خلال الشهر الجاري مفاده أن اسرائيل قد سمحت بإدخال مواد بناء لإعادة إعمار منازل قيادات حماس في قطاع غزة ، ويقول الخبر الذي نشرته صحيفة “الحياة اللندنية ” بتاريخ 15يوليو 2015:

“ذكرت مصادرة فلسطينية لـ”الحياة” اللندنية، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي وافقت أخيراً على السماح بإعادة بناء منازل عدد من قيادات حركة «حماس»، فيما رفضت السماح ببناء منازل لقادة من فصائل المقاومة الأخرى.

وأشارت المصادر إلى أن سلطات الاحتلال وافقت على السماح بإدخال كميات من مواد البناء لصالح إعادة إعمار مئات منازل الفلسطينيين المدمرة كلياً، أو مدمرة جزئيا لكنها غير صالحة للسكن.

وقالت إن من بين مالكي المنازل المدمرة كلياً التي وافقت سلطات الاحتلال على السماح بإعادة بنائها القيادي البارز في «حماس» محمود الزهار، والقياديين في «كتائب القسام» الذراع العسكرية للحركة الشهيدين محمد أبو شمالة ورائد العطار اللذين اغتالتهما قبل أيام قليلة من نهاية العدوان الصيف الماضي”.

ومروراً بالزهار والشهيدين العطار وابو شمالة ، نجد أن حركة الإعمار في قطاع غزة ، باتت حصرية جداً وضيقة ومغلقة تماماً على حماس وقياداتها وأنصارها، وهذا القول مسنود ببحث المواطن العادي عن كيس أسمنت واحد ، في كل قطاع غزة ولا يجد له أثراً، حتى في السوق السودة التي تم اغلاقها بحكم مطاردة أجهزة حماس لتجارها في هذه المرحلة .

اما عن وزارة الاقتصاد التابعة لحركة حماس في القطاع ، وادعاءها أنها تفتح باب التسجيل للمواطنين العاديين لحصولهم على الاسمنت ، فهذا تكذبه المراوغة ، والمخادعة التي تمارسها الوزارة على المواطن ، فهي تفتح التسجيل ولكن قبل فتحه بساعة تكون قد اتصلت بمن تريد ، ليقوم بالتسجيل ، ومن ثم اغلاق الصفحة التي فتحت لمدة لا تزيد عن الساعتين ، وبدون أي اعلانات مسبقة لذلك ، والاعلانات تتم بعد إغلاق صفحة التسجيل على موقع الوزارة ، وكأنها مارست مهمتها على ما يجب ، والمواطن العادي أخر من يعلم عن التسجيل ومواقيته في وزارة نصبت نفسها ساعي بريد لقيادات حماس وانصار الحركة فقط .

والغريب العجيب في المسألة أن الجهات الدولية حسب خطة سيري لإعادة إعمار قطاع غزة ، تحصل على نسخة إلكترونية من صفحة الوزارة وفترة التسجيل للحصول على الاسمنت ، الذي ظاهره مضبوط حسب المعايير الموضوعة وعدالة التوزيع ، وباطنه لا يصل إلا لمن تريد الوزارة أن توصل اليه الاسمنت .

ومن وسائل المراوغة والدهلسة المتوفرة في أسواق إعادة إعمار القطاع ، ترميم بيوت ومنازل ومنتجعات وحتى قرى ترفيهية تابعة لقيادات ورجال أعمال مقربين من حركة حماس ، وهؤلاء المستفيدين من شاحنات الاسمنت التي تصل بشكل يومي الى قطاع غزة ، ولا يشم رائحتها المواطن العادي ، ولو دفع ثمن الكيس الضعف .

فلذا عامة الناس والمنكوبين منهم والمدمرة بيوتهم والذين ينتظرون ، لا زالوا يظنون أن إعادة إعمار قطاع غزة لم يبدأ بعد ، ولكن الذين يسبرون الحقيقة ويمرون على منازل قيادات حماس يجد أن العملية قد بدأت فعلاً ومنذ فترة غير بسيطة .

عن أمد للاعلام

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا