الرئيسيةتقاريرقضايا المرأة والشبابفي ظل سيطرة جماعة متطرفة.. الفقر والعنف والعنوسة وحوش تلاحق فتيات غزة

في ظل سيطرة جماعة متطرفة.. الفقر والعنف والعنوسة وحوش تلاحق فتيات غزة

كانت أصابعها ترتجف بشكل انفعالي كبير، وهي تسرد للاخصائية النفسية في تفاصيل ما حدث لها مع زوجها العاطل عن العمل.
سارة ابنة الواحد والعشرين ربيعا، تعرضت لعنف كبير من قبل زوجها، الذي اجبرته المحكمة مؤخرا على تطليقها وفقا لرغبتها.
وإذ تعد النساء العربيات عموما فئة مهمشة، ومضهدة، بسبب عادات وتقاليد تنتقص من حقوقهن وكرامتهن، بل وتمس بحياتهن، فإن نساء غزة يعانين بشكل مضاعف، جراء ممارسات الاحتلال العدوانية، وسيطرة جماعة دينية متطرفة تضطهد النساء.
تقول وفاء منصور، 26 عاما، الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق النساء ودعمهن في قطاع غزة، إن المجتمع الغزي بأسره يعاني ظروفا مأساوية، وفي مجتمع شرقي كمجتمعنا تتضاعف معاناة النساء.
واتفقت عدة منظمات تعمل لحماية النساء في غزة، أن عدد النساء اللواتي يتعرضن للعنف ( جسدي، نفسي، جنسي) ارتفع في السنوات الاخيرة.
ليس العنف وحده، بل الفقر والعنوسه مشاكل تواجه نساء غزة وفتياتها. كما أوضحت منصور لمراسل ” الكرامة برس” في غزة.
وتقول منصور: ” تفشي الفقر، وارتفاع نسبة البطالة، والضغط النفسي العام الذي يعيشه أهل غزة، أسباب للعنف الذي تتعرضت له النساء، وارتفعت وتيرته مؤخرا”.
سناء أحمد، 27 عاما، عاطلة عن العمل، وهي حاصلة على الدرجة الجامعية الأولى في القانون. قالت لمراسلنا في غزة: ” الفتاة في غزة، يوما بعد الآخر تفقد الأمل في الحياة”!
وأوضحت أحمد، بأن فتيات القطاع يعانين كما غيرهن من شرائح المجتمع من سوء الأوضاع المعيشية، لكنها بينت أن معاناتهن أكثر نظرا لكونهن شريحة ضعيفة أصلا في مجتمع شرقي، يضع كثير من الضغوط على النساء عموما.
كان اتحاد العمال في قطاع غزة، أوضح عقب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، أن نسبة الفقر بلغت 70%، فيما وصلت نسبة البطالة إلى 60%.. فيما كشف الجهاز المركزي للاحصاء أن نسبة البطالة بلغت قرابة 40% في صفوف النساء في الضفة الغربية وقطاع غزة، إلا أن النسبة تزيد عن ذلك في القطاع لتصل لقرابة 70%.
ليلى عبد الرحمن، 33 عاما، لم تجد حرجا في القول أنها ضمن آلاف الفتيات اللواتي تاخرن في الزواج، وان تحفظت على وصف ” عوانس”.

الجهاز الفلسطيني المركزي للاحصاء، قال في آخر احصائية له، أن نسبة العنوسة في صفوف فتيات فلسطين بلغت 4 %.
عبد الرحمن أكدت لمراسلنا، أن النسبة أعلى من ذلك بكثير في صفوف فتيات القطاع، وان المعدل في ازدياد طالما استمرت الاوضاع المعيشية السياسية والاقتصادية الصعبة في غزة.
وتوضح عبد الرحمن، البطالة والفقر في ازدياد يوما بعد يوم في غزة، بسبب الحالة السياسية المتردية التي يعيشها القطاع، فمن الطبيعي أن يعزف الشباب عن الزواج، وأن تزداد معدلات الفتيات اللواتي يفوتهن قطار الزواج.
خالد حسن، الباحث الاجتماعي، الذي اختار اسما مستعارا عند حديثه معنا، خشية من أن يتعرض لمضايقات من قبل أجهزة حماس الأمنية، اذا لم يرق لهم ما يتحدث به، يقول: ” من البديهي أن تعيش النساء في غزة، أسوأ أيامهن في هذا الوقت، حيث تسيطر جماعة متطرفة، تنظر للنساء باعتبارهن دون قدر الانسان الكامل، على مختلف مناحي حياة أهل غزة”.
حسن أكد، أن العنف والفقر والعنوسة وحوش تنهش جسد الفتاة الغزية، دون أن تكون هناك حكومة مسؤولة تعالج تلك الآفات الاجتماعية الخطرة.
وكشف حسن عن حالات تعاطي مخدرات غير مسبوقة في صفوف النساء والفتيات في غزة، الآونة الأخيرة، وقال: ” هناك احصائيات ودراسات اجتماعية ونفسية، كشفت عن لجوء عدد من فتيات القطاع لتعاطي المخدرات مثل حبوب ( الترامادول) هربا من الواقع المرير الذي يعشنه”.

الكرامة برس- كتب علي ناصر

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا