قالت صحيفة الواشنطن تايمز الأمريكية إن عملية تجنيد النساء من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” ما تزال تشغل حيزاً كبيراً من اهتمامات المتابعين والمحللين في أمريكا والغرب، مشيرة إلى أن هناك دعوات كثيرة للحد منها، في الوقت الذي كشفت فيه عن مخاوف تثير الغرب من استمرار تجنيد النساء.
وأشارت إلى أن “الأشهر القليلة الماضية شهدت إحباط العديد من محاولات تجنيد النساء، التي نفذها تنظيم “الدولة الإسلامية”، منها ما قام به مكتب التحقيقات الفيدرالي في فيلادلفيا، عندما اعتقل امرأة بتهمة التآمر للانضمام إلى صفوف التنظيم، في حين تم استدراج فتاة من آلاباما عبر الإنترنت للانضمام إلى التنظيم في سوريا”.
ولفتت الصحيفة أيضاً إلى اعتقال الشرطة الإسبانية لامرأة، قالت إنها تدير عصابة سيئة السمعة لتجنيد الفتيات لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وفقاً للصحيفة.
واعتبرت الواشنطن تايمز أن مثل هذه العمليات “تدلل بشكل واضح على سعي التنظيم لاستخدام النساء من أجل جذب المزيد من المقاتلين، خاصة الأجيال الأصغر”.
وقالت ساشا هافليتشك، الرئيسة التنفيذية في معهد الحوار الاستراتيجي، خلال جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي: إن “عملية تجنيد النساء من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” ليست مسألة ثانوية، وإنما هي جزء من استراتيجية التنظيم، وجزء من المشهد الإرهابي لدى هذا التنظيم”، مؤكدة ضرورة أن تولي دوائر الاستخبارات هذا الموضوع عناية أكبر.
ووفقاً لما جاء في الصحيفة الأمريكية، تقدر ساشا عدد الغربيات اللواتي التحقن بالتنظيم أو اللواتي هاجرن للشرق الأوسط بغية الالتحاق بالتنظيم، بـ”الآلاف رغم صعوبة الظروف والتعليمات القاسية لهذا التنظيم”.
وتشير ساشا إلى “وقوع عمليات اغتصاب بحق نساء ضمن مناطق خاضعة لسيطرة التنظيم، وأيضاً عمليات بيع للنساء وإجبار على الزواج”، مؤكدة أنه “رغم كل ذلك ما تزال المرأة الغربية تلبي نداء الانضمام لهذا التنظيم”.
في حين يرى النائب إدوارد رويس من ولاية كالفورنيا أن “تنظيم “الدولة الإسلامية” يستثمر بقوة في النساء الأجنبيات”، معتبراً أن “النساء يتعرضن لغسيل دماغ من قبل هذه المجموعة الإرهابية”.
أوضحت ساشا أنه “لا يُسمح للنساء في صفوف تنظيم “الدولة” بالالتحاق بساحات المعركة، وإنما يقتصر دورهن على المساعدة في استدراج المقاتلين للانضمام إلى “الدولة الإسلامية”، أو التخطيط لهجمات داخل البلدان التي يوجدن فيها، كما أن وجود النساء يساعد على ترسيخ قيم تنظيم “الدولة الإسلامية” في المجتمع، وتحقيق أهداف بناء الدولة على أسس إسلامية”.
وأعربت ساشا عن مخاوفها من الجيل القادم؛ “لكون أغلب النساء ضمن صفوف التنظيم سيصبحن أمهات أو أنهن أمهات؛ وما سيرسخنه في الجيل القادم من مثل أو قيم نابعة من التعصب الذي يحكم أفعال هذا التنظيم” وفق ما جاء في الصحيفة.
