أمل حرب
تعانق الأحباء من أبناء الشعب الفلسطيني، وخرجت محافظة الخليل مهللة ومرحبة ومباركة بنادي الشجاعية الرياضي، الذي وصل الى مدينة الخليل مساء أمس، لخوض مباراة كاس فلسطين على أرض استاد الحسين بن علي الدولي في مدينة الخليل، بعد غياب دام 15 عاما من تبادل المباريات الرياضية بين اندية الضفة وقطاع غزة.
جماهير محافظة الخليل التي خرجت لاستقبال الضيف تنوعت فمنها، الأطفال والرجال والنساء، الكبار والصغار، وأخذ احتفال الاستقبال اشكال غريبة ومنها سيارات الدفع الرباعي ‘النشامى’ التي تقدمت الموكب، ومجموعة الشبان التي تمتطي الخيول وأخذت تستعرض بها اما الفندق الذي ستقيم به بعثة النادي الغزي.
مسافة العشرة دقائق من جسر حلحول لفندق أبو مازن بمنطقة رأس الجورة، استغرقت من الوقت ساعتين لكي يكمل المستقبلون احتفالهم، وسط فرحة عارمة لأفراد فريق نادي الشجاعية.
نجحت الرياضة الفلسطينية بكسر الحصار عن قطاع غزة ، وتوحيد شطري الوطن رياضيا، على أمل أن تحذو السياسة حذو الرياضة، واتخاذ خطوات جريئة من شانها اعادة الفرحة واللحمة لشطري الوطن الذي يعاني ويلات وتبعات الانقسام .
وعبر رئيس بعثة نادي الشجاعية نايف الحطاب، عن مشاعره الجياشة لحفاوة الاستقبال حيث استقبلوا استقبال الأبطال على كل المستويات الرسمي، والشعبي، والأجهزة الامنية الفلسطينية.
وأضاف نحن أتينا هنا لاستكمال عرس وطني فلسطيني، مؤكدا مقولة ان ما تفعله الرياضة تعجز عنه السياسة، متمنيا على السياسيين أن يحذو حذو الرياضة لإعادة اللحمة لشطري الوطن.
كما تحدث عن معيقات الاحتلال للبعثة من الوصول إلى الخليل حيث تم تأخير ثلاثة لاعبين من اللحاق بزملائهم، موجها شكره للواء جبريل الرجوب الذي اصر على وصول البعثة بالكامل ونجح في ذلك.
ووصف المدير الفني لنادي الشجاعية نعيم السويركي هذا الحدث بقوله: إنه لقاء الاشقاء بعد غياب دام 15 عاما، مشيرا إلى أن نادي أهلي الخليل هو أول فريق كسر الحصار عن غزة وهو شرف كبير لأهل غزة.
وتمنى أن تتمكن الأندية الرياضية الأخرى من تبادل المباريات بين غزة والضفة بشكل موحد كباقي دول العالم ،مبينا ان الاحتكاك بين اللاعبين وتبادل الخبرات سوف يساهم في تطوير الرياضة الفلسطينية .
من جانبه، أكد لاعب الشجاعية اسامة عويضة (21عاما)، أن مشاعره لا توصف، موضحا أن حفاوة الاستقبال في الخليل والقدس فاقت التوقعات.
وقال أن توحيد الوطن اهم من الكرة ،.مبينا ان الفائز في هذه المباراة هو وحدة فلسطين والشعب الفلسطيني .
أما، صائب جندية كابتن ومدرب المنتخب الفلسطيني سابقا واحد لاعبي نادي الشجاعية، فأشار إلى دور الاحتلال في منع هذه النشاطات والتنقل بين شطري الوطن.
وأكد عمق العلاقة بين المواطنين التي لا يستطيع الاحتلال أو الانقسام ان يفرقها، مبينا أن هذه الزيارة تأتي بعد اسبوع من زيارة أهلي الخليل إلى غزة.
وأضاف: كان هنالك مهرجان رياضي على ملعب اليرموك في غزة هاشم، وغدا سوف يكون مهرجان على ملعب الحسين، وهذا تجسيد للوحدة الوطنية الذي أتمنى أن تكون عاكسا على المستوى السياسي في المرحلة المقبلة، لأنها هي الحامي لشعبنا أمام المحتل.
وأوضح أن احتكاك اللاعبين سيساهم في تطوير الرياضة الفلسطينية، مبينا أن هناك تطورا ملحوظا على الرياضة الفلسطينية على مستوى اللاعبين والإدارة والكادر الفني والمنشآت الرياضية، إضافة إلى أن الاحتكاك بين لاعبي غزة والضفة له ايجابيات على مستوى المنتخب الفلسطيني والأندية، وسيساهم في اختيار المميزين لتمثيل فلسطين على الساحة الرياضية.
بدوره، عقب رئيس نادي أهلي الخليل كفاح الشريف على هذه الزيارة بقوله: كان حلما لكل رياضي فلسطيني اقامة بطولة موحدة في فلسطين وتحقق الحلم بزيارة نادي اهلي الخليل لغزة، واتحاد الشجاعية بطل كاس غزة وبطل الدرع، من اجل اقامة مباراة تاريخية لتحديد بطل كاس فلسطين لأول مرة منذ 15 عاما، مبينا أن هذه المباراة ليس فيها خسران وكسبان، الكسبان هو الوطن .
وأكد لاعب الشجاعية مصطفى الداعور، بأنه تم كسر الحصار بالرياضة الفلسطينية، ونحن سعيدون بهذه الفرصة، متمنيا أن تسود المباراة الروح الرياضية ليكتمل العرس الفلسطيني .
وستقام المباراة التاريخية بين ناديي الأهلي والشجاعية على استاد الحسين بن علي الدولي في مدينة الخليل لتحديد بطل كأس دولة فلسطين، والتي سوف يكون الفائز بها الشعب الفلسطيني.
