من خطف الشبان الغزيين الأربعة في سيناء؟

لم تمضِ 24 ساعة على إعلان اختطاف أربعة مواطنين من قطاع غزة في سيناء بعد اجتيازهم معبر رفح البري مع مصر، الا أن كم التساؤلات التي تصعب الاجابة عنها أصبحت كثيرة، خاصة في ظل عدم تبني أي جهة مسؤولية الاختطاف.
الشبان الأربعة هم ” ياسر فتحي زنون، وحسين خميس الزبدة، وعبد الله سعيد أبو الجبين، وعبد الدايم أبو لبدة”، تم اختطافهم بطريقة متقنة، بعد أن استقلوا حافلة إلى مطار القاهرة تمهيداً لسفرهم باتجاه تركيا.
ورغم أن الجانب المصري وحركة حماس تحفظا على اتهام جهات محددة، إلا أن جهات مصرية وجهت إصبع الاتهام لجماعة “أنصار بيت المقدس” الموالية لتنظيم “داعش”، فيما اتهمت مصادر اعلامية في حركة حماس جهات تابعة لاجهزة امنية مصرية باختطاف الشبان الاربعة، كما حملت مصادر محلية في غزة الاحتلال مسؤولية الاختطاف.
الاتهام المصري لجماعة “بيت المقدس” استند إلى أن الجماعة لها اتباع، ما زالوا معتقلين لدى حماس في قطاع غزة، ويقدر عددهم بحوالي 50 عنصرا، تم زجهم في السجون خلال الحملة الأمنية الاخيرة، وهناك مطالب سلفية قوية بضرورة الافراج عنهم وقد تكون وفقا للجهات المصرية فرصة سانحة لبيت المقدس من اجل تحرير عناصرها.
أما حماس فقد قالت في بيان رسمي لها إن “مجموعة من المسلحين المصريين أقدمت على اعتراض حافلة مسافرين فلسطينية مرحّلين من معبر رفح باتجاه القاهرة، علماً أن هذه الحافلة كانت في حماية الأمن المصري، على مسافة قريبة من معبر رفح، حيث تم إطلاق النار عليها وإجبارها على التوقف والصعود إلى داخلها ومناداة أربعة من الشباب بالاسم من كشف كان بحوزتهم، ثم انطلقوا بهم إلى جهة مجهولة”.
وأضافت “وفور وقوع الحادث جرت الاتصالات مع الجهات الأمنية المصرية ليتحمّلوا مسؤولياتهم في إعادة هؤلاء المواطنين سالمين إلى بلادهم، لاسيما أنهم عبروا المعبر بموافقة الجهات الأمنية التي كان بوسعها ردُّهم وعدم تمكينهم من العبور”.
وقال البيان، “تأتي خطورة الحادث كونه ولأول مرة يكسر كل الأعراف الدبلوماسية والأمنية للدولة المصرية، بحيث يبدو أنه انقلاب أمني وخروج على التقاليد، الأمر الذي يستدعي سرعة ضبط هذه العناصر وإعادة المختطفين، حتى لا يؤثر ذلك على العلاقات الفلسطينية المصرية في الوقت الذي يسعى فيه الطرفان إلى توطيد هذه العلاقة” حسب البيان.
وأضاف البيان ” إننا وحرصاً منا على استمرار العلاقات الإيجابية سنستمر في الاتصالات ومتابعة التطورات مع الجهات الرسمية المصرية لتدارك الأمر وإعادة المخطوفين، علماً أن الحركة أبلغت هذه الجهات الأمنية بالمعلومات المتوفرة لديها حول عملية الاختطاف”.
مصدر مطلع أوضح لـ”الحياة الجديدة”، قائلاً “الاتهام الحمساوي لاجهزة الامن المصرية يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الشبان الاربعة يتبعون لكتائب القسام، وتم اختطافهم إما للحصول على معلومات منهم، أو لمبادلتهم بأسرى سلفيين داخل سجون حماس”، حسب قول المصدر.

المصدر كشف أيضا أن الشبان الأربعة خرجوا من القطاع الى تركيا للمشاركة في دورة عسكرية، مؤكداً أنهم ضمن مجموعات تقوم حماس بتسهيل سفرهم من غزة للحصول على تدريبات اما في تركيا او بلدان أخرى تتمتع الحركة بعلاقات جيدة معها”.
من ناحيتها، قالت والدة علاء زنون، احد المختطفين، لـ”الحياة الجديدة”، إن ابنها خرج من القطاع لتركيا بهدف العلاج، فهو يعاني من مرض “الغضروف” وعدم القدرة على السمع في احدى اذنيه، مؤكدةً أنها انهارت وأغمي عليها حين علمت بالخبر، “داعية الجهات المسؤولة للكشف عن الجهة الخاطفة، والتدخل لاطلاق سراح نجلها بأسرع وقت ممكن”.
“الحياة الجديدة” بحثت في مواقع تنظيم السلفية الجهادية وانصار بيت المقدس، ولم تجد أي بيان تبنى فيه التنظيم مسؤولية الاختطاف، ما يثير علامات استفهام كبيرة حول هوية الجهة التي تقف خلف عملية الاختطاف وأهدافها الحقيقية.
مصادر محلية في غزة قالت لـ”الحياة الجديدة” إن المختطف عبد الدايم أبو لبدة، يبلغ من العمر 24 عاماً، ومعروف بانتمائه لحركة حماس، وحاصل على درجة البكالوريوس في “هندسة الحاسوب”، وحصل قبل ايام عن طريق حركته على منحة لاكمال دراسته في تركيا، مشيرة الى ان جميع عناصر حماس الذين يسافرون للخارج لأغراض عسكرية يخرجون تحت مسميات منح دراسية.
وأشارت المصادر ايضاً الى أن عبد الله أبو الجبين حصل على منحة دراسية لاكمال تعليمه العالي في تركيا، اضافة الى حسين الزبدة وزنون اللذين خرجا بدعوى العلاج من الجروح التي أصابتهما في العدوان الأخير على قطاع غزة.
“الحياة الجديدة” تواصلت مع شهود عيان كانوا على متن الحافلة المستهدفة، قالوا “إن الحافلة التي كانوا يستقلونها تعرضت لاطلاق نار مفاجئ ومباشر من مجموعة مسلحة على بعد أقل من 2 كيلو متر من معبر رفح”، مضيفين “أن السائق أوقف الحافلة وصعد لها المسلحون وفتشوا عن أربعة أشخاص محددين من الركاب ومعروفين لديهم واقتادوهم الى جهة مجهولة تحت تهديد السلاح”.
التضارب حول الجهة التي قامت بعملية الاختطاف أضيف اليه تضارب آخر حول الوجهة التي تم اقتياد المختطفين إليها، حيث أشارت مصادر اعلامية تابعة لحماس الى ان المختطفين محتجزون في موقع عسكري مصري قرب شاطئ بحر العريش، فيما قالت مصادر أخرى ان المختطفين تم اقتيادهم الى قرية التومة جنوب الشيخ زويد بسيناء، وتم اخفاؤهم بملجأ تحت الارض تابع لأنصار بيت المقدس”.
من الجدير بالذكر، أن “داعش” هدد في شريط فيديو قبل أسابيع، حركة حماس اذا ما واصلت ملاحقة عناصر السلفية في قطاع غزة، وذلك على لسان قيادي سابق في كتائب القسام يدعى “أبو عزام الغزاوي”، الذي سافر إلى سوريا للقتال في صفوف التنظيم بعد انشقاقه عن الحركة.
وتظاهر العشرات، ظهر اليوم الخميس، أمام بوابة معبر رفح، بدعوة من الكتلة الاسلامية التابعة لحماس، استنكارا لحادثة الاختطاف وللمطالبة بالافراج الفوري عن الشبان الاربعة.
ورفع المشاركون لافتات تستنكر حادثة الاختطاف وتدعو مصر للمساعدة في اعادة المختطفين وسرعة الكشف عن مصيرهم.

صحيفة الحياة الجديدة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version