لا زالت حماس تقود حملة مكثفة ضد القيادة الفلسطينية بشكل يساهم في رفع وتيرة الخلاف بين الجانبين في الوقت الذي يطالب فيه الجميع بالتهدئة وفي التركيز على اعادة اللحمة بين كافة فصائل العمل الوطني. لكن حماس وكلما ارتأت ان هناك بوادر لتهدئة محتملة فانها لا تتوانى عن اثارة خلافات جديدة وتعمل على تصعيد الاحداث بل تبحث عن ثغرات تدخل من خلالها لتصعيد الموقف.
حماس حاولت ولا زالت تلعب على وترين مهمين لما لهما من تأثير واضح على واقع القضية الفلسطينية وهما التنسيق الامني والمقاومة وتعتبرهما مسألتان متناقضتان الاولى تلتزم بها القيادة الفلسطينية تجاه اسرائيل وتعتبرها حماس خدمة تقوم بها القيادة الفلسطينية تجاه الدولة العبرية في حين ان مقاومتها التي تتبناها هي من تشكل رادعا لإسرائيل وهي وسيلة لتحقيق الهدف بإنهاء اسرائيل وقيام دولة فلسطينية من النهر الى البحر.
الظروف السياسية كثيرا ما تلعب دورا حاسما في التجاذبات الحاصلة بين حماس والسلطة الفلسطينية وتعتمد في طبيعتها على المكاسب التي يحققها كل فريق لكن بالتأكيد فان مكاسب القيادة الفلسطينية اعلى بكثير من مكاسب حماس وتحديدا على الساحة الدولية التي لا تكاد تذكر مكاسب حماس فيها، ولذلك فان حماس ما تحاول كثيرا على احراج القيادة الفلسطينية امام جماهيرها باللعب على وتر حساس وهو المقاومة وكيف تخلت عنها القيادة الفلسطينية فيما زالت حماس متمسكة بها.
الجديد لدى حماس هو مطالبتها للسلطة الفلسطينية ولحركة فتح بـــ “احترام دماء شهداء الشعب الفلسطيني وإطلاق يد المقاومة المكبلة بأصفاد الاجهزة الامنية الفلسطينية”.
مطالب حماس تغرقها في دوامة لن تستطيع الخروج منها لان الحديث في هذا الموضوع صعب وشاق وبحاجة تالى اسئلة واجوبة على حماس الاستجابة لها .
القيادة الفلسطينية لا تنكر ان المرحلة الحالية هي مرحلة الحل السلمي وان مرحلة المقاومة لا زالت مؤجلة لأسباب محلية وإقليمية ودولية لا تخفى على الجميع ولسنا بحاجة الى فتح باب المزايدات في هذا الجانب.
اما اطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية من عدمه فهي مسألة غير خاضعة للمزاج والمزايدات ايضا .. وعلى حماس ان تبين الاسباب والدوافع الكامنة وراء مطالبها وتقارنها بنفس الوضع الحاصل في غزة.. فلماذا لا تطلق حماس يد المقاومة في غزة وهي التي تسيطر على مفاصل الحكم هناك. وهل الاهداف التي تسعى حماس لتحقيقها من خلال المقاومة في الضفة تختلف عن تلك الاهداف في غزة.. لماذا تلاحق حماس المقاومين في غزة وتعتقلهم وتعذبهم وربما يصل الى حد تصفيتهم . مطلوب من حماس الاجابة بشكل واقعي وموضوعي على هذه الاسئلة وتحديدا السؤال الاخير لان اجابتنا واضحة على مطالب حماس جميعها.
اذا كان الموضوع هو احترام دماء الشهداء فان حماس قد داست هذه الدماء منذ تطاولها على الشرعية الفلسطينية في انقلابها عليها عام 2007 والتي تعمدت بدماء الشهداء وتم تحصيلها بدماء الشهداء.
انطلاق المقاومة من الضفة الغربية مسألة لا علاقة لها باحترام الشهداء ودماءهم بل مسألة تحاول حماس استغلالها من اجل مصالحها الشخصية والحزبية وإحراج القيادة الفلسطينية بين جماهيرها.
كتب مركز الاعلام
