الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمالدرس الذي يجب أن نتعلمه من واقع إنتفاضتين

الدرس الذي يجب أن نتعلمه من واقع إنتفاضتين

أولا : على هذه الهبة الشعبية أن تبقى في إطار العمل الفردي العفوي في العلن ، حتى ولو كانت منظمة ومتساوقة مع الفعل السياسي ، علينا أن نتقن العمل بصمت ودون الحاجة للتباهي وصبقها صبغة حزبية لان العدو في هذا الإتجاه سيبقى يدور حول فلك أنه لايوجد جهة معينة يستهدفها ولا يعرف من وراءها فيسهل إرباكه ويسهل إستمرارها بصورة متوازية مع الفعل السياسي وداعما له ..
ثانيا : إيجاد حاضنة مجتمعية وسياسية ومادية لدعمها بالتوازي مع جهد إعلامي يوحد الخطاب ويستخدم الصورة والكلمة لتبقى هذه الهبة في إطارها الشعبوي السلمي وتحييد أي تصريح سياسي يشتت البوصلة ، بل توحيد الخطاب السياسي والوطني بإتجاه مشروع وطني تحرري على أرضية برنامج القيادة ، بأن هذه المرحلة هي مرحلة المقاومة الشعبية السلمية .
ثالثا : الفعل ورد الفعل العاطفي لايشكل فعل مقاوم ، وإنما العمل ضمن حسابات رد فعل العدو والتنبؤ بفعله والعمل على إنهاكه وتشتيت فعله عبر إبتكار وسائل نضالية يفرضها الواقع والأرض وعبر توزيع ونشر الفعل المقاوم في أكثر من جهة ومدينة وقرية وحسب مايقضيه الموقف بتنسيق شعبي لقيادات ميدانية تنسق مابينها
رابعا: المعركة الإعلامية تستند على نقل رواية فلسطينية بعيدة عن رد فعل عاطفي ولكن إستثمار الصورة بما يدعم الموقف السياسي والقانوني ، قراءة نفسية وضمن تحليل الصورة المؤثرة لدعم قضيتنا ودونما إظهار جرائم المحتل وكأنها رد فعل ودفاع عن النفس ، الخطاب الإعلامي عليه أن يوجه للعالم لكسب الـتأييد ودون المبالغة بإظهار قوة لشعب هو بالأصل ضحية ويدافع عن نفسه ، الخطاب الإعلامي فن علينا أن نتقنه بلغة عالمية بعيدة عن التضخيم وبعيدا عن التهويل والمبالغة ….
خامسا : التنبه ونشر الوعي بضرورة أن تبقى هذه الهبة شعبية والإبتعاد عن الدعوة لعسكرتها أو التصريح بذلك كي لا يتخذ ذلك ذريعة إسرائيلية تناغم التصعيد الاجرامي مع دعوات «الدولة اليهودية» التي يحتاج تحقيقها إلى (نقاء عنصري ) داخل حدود إسرائيل، وبالتالي علينا أن نتوقع أن تسعى إسرائيل، لاستغلال انشغال العالم بمناخ الثورات المضادة العربية المغطاة بالحرب العالمية المزعومة على (الإرهاب) ، للتصعيد وإبعاد فلسطينيي الداخل 1948، وبذلك تخلق واقعاً ديمغرافياً جديداً وتثقل القضية الفلسطينية بكارثة جديدة تضاف إلى حصار القدس وغزة والجدار الفاصل والانقسام السياسي الفلسطيني والدمار العربي المحيط. لذلك دعم الهبة، بهذا المعنى، يقتضي الحفاظ على طابعها الشعبي العارم، كي لا تتحول هدفاً مشرعاً لإسرائيل، وكي لا تتم مهاجمتها، وتبويبها، في إطارالإرهاب المزعوم.
سادسا : من الضروري تحديد أهداف الهبة وإيجاد إطار يعمل على تطوير وتحديد شكل التحرك وتنسيقه مع مختلف الفصائل وفي مختلف المناطق كي لا تكون هبة عابرة ، واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، ميدانيا حتى و إن تعذر سياسيا ، و طالما أنها تتخذ إسم غضبة القدس ، هذا يعني أن هدفها الأول هو منع دولة الإحتلال من تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا وإبعاد المستوطنون عن المقدسات الدينية والتي تستفز المشاعر وهذا نجحت به هذه الهبة إلى حد ما بفعل مقاوم شعبي غاضب أكد لدولة الإحتلال أن الشعب الفلسطيني وقيادته لن يصمت طويلا على هذه الإنتهاكات ، وإجبار الإحتلال والعالم الدولي لتطبيق القرارات الخاصة بفلسطين عبر تدويل القضية الفلسطينة وإستخدام الفصل السابع والذي يقضي بحماية دولية عبر قوات يونيفيل وهذا يقضي بدعم القيادة والإلتفاف حول الموقف السياسي ودعمه .
سابعا : إعاادة القضية الفلسطينية إلى مركزيتها ودعم العمل السياسي والقانوني المقاوم بوضع فلسطين على الخارطة الدولية كدولة محتلة تسعى لإستقلالها وإنهاء إحتلال يحرق ويعدم ويقتل ويعتدي على الأرض والإنسان ، ولتحقيق هذا الهدف على هذه الهبة أن تبقى ضمن دائرة الفعل الشعبي المقاوم ووحدة الموقف الفصائلي الداعم كحاضنة تحمي هذه الهبة من إستغلالها لأغراض فصائلية حزبية دعائية تضعفها وتحرف وجهتها ..
ثامنا : نقل الرواية الفلسطينية للعالم عبر دبلوماسيينا وإعلاميينا ومثقفينا وسياسينا وتوحيد خطاب وطني داعم ، والمزيد من الدعم الشعبي العربي والدولي لإرسال رسالة واضحة للإحتلال أن الشعب الفلسطيني حي ويتعرض للقتل والإعدامات ومصادرة أرضه وحريته .
تاسعا : طالما أن فلسطين إنضمت للمحكمة الجنائية وحتى يحاكم العدو على جرائمه ، علينا أن ندرك ان القانون يتعامل مع أدلة ، لذلك التوثيق للأدلة مهم لدعم الموقف الفلسطيني القانوني .
وعاشرا : دعم فلسطيني الشتات لهذه الهبة الشعبية من واقع الحرص والدعم وعدم التصيد او التسلق أو الإستقطاب والقطبية لجهة تتخذ من هذه الهبة هدفا دعائيا ، وإنما توحيد الجهود بإتجاه دعم ماتراه القيادة الأكثر حنكة والأكثر حكمة وفهما للواقع الفلسطيني وضرورات المرحلة أو ليصمتوا …
ولاننسى تحييد الأجهزة الأمنية بطابعها العسكري الرسمي عن الإشتباك المباشر مع جيش المحتل …ولاننسى أن أفراد الأأجهزة الأأمنية هم أبناء الشعب الفلسطيني والحاضنة الحامية له والمساندة والداعمة .
فنجاح الثورات لا يتعلّق فقط بعدالتها بل يرتبط بإدراكها لأهداف عدوّها وابتكارها أساليب لهزيمته.

كتبت هنادي الطريفي

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا