لقد سمعت من بعض الاخوة عن موضوع استتابة طلاب المدارس في قطاع غزة , من قبل وزارة الاوقاف خاصة حماس ,وحقيقة لم يثرني الموضوع كثيرا , فقلت في سري ربما في الامر تزيد ما , من بعض الزملاء , فما الذي يفعله طلابنا في الاعدادية أو الثانوية كي يقوم الحاكم بأمر الله باستتابتهم عنه ,ولكن عندما رأيت واستمعت لفيديو ما يحدث في مدرسة النيل في غزة ,من قبل “الشيوخ ” انتفض قلبي من كوته واقشعر بدني وأنا استمع للفرح الذي يتغنى به الشيخ وهو يهلل ويكبر لبكاء أطفال لم تتجاوز اعمارهم الخمسة عشر ربيعا , معتقدا ان البكاء هو بكاء التكفير عما اقترفوه وان الدموع هي دموع العائدين لله , فيا أيها الناس ارحمونا ارحموا اطفالنا ,فهل فرجة اطفالنا على افلام الكرتون أو على أي برنامج تلفزيوني جريمة ,أو استماعهم لأغنية ما أو لموسيقا كفر وحرام ,يستوجب الجلد حتى يتوبون عنه ,وربما يصبح الضحك فيما بعد فعل مشين يتطلب الاستتابة ؟؟
ان ما يحدث تهتز له الابدان والاذهان ,ولابد من قول وفعل , يوقف هذه المهزلة وهذه الجرائم التي تقترف بحق انسانيتنا هنا فاين المراكز الحقوقية أين القوى المجتمعية أين وأين الكل الوطني مما يحدث جهارا ونهارا ,ان الصمت والتستر على هذه الجرائم التي ترتكب بحق اطفالنا وبحق قيمنا ومفاهيمنا المجتمعية الاصيلة ,سيقودنا بلا شك الى مجتمعات الظلام الداعشية ,التي ستجر علينا الويلات وستغلق أفق التبصر والتحضر أمام ابنائنا ,وستعيدنا الى قعر العصور المظلمة المتخلفة ,التي يحكمها “شيخ “جاهل بكل شيء حتى في دينه ,فتحركوا يا أهل غزة ضد هذا السلوك المجرم قبل فوات الاوان ,والا فإنكم جميعا ستجلدون وتستتابون على تمتعكم بحصة من الشمس .
