الرئيسيةأخباراسرائيليةالى أي مدى اقترب هرتسوغ ونتيناهو من تشكيل حكومة وحدة؟

الى أي مدى اقترب هرتسوغ ونتيناهو من تشكيل حكومة وحدة؟

هرتسوغ يواصل سعيه للدخول في حكومة وحدة جديدة في إسرائيل

يواصل رئيس حزب المعسكر الصهيوني ورئيس المعارضة في اسرائيل يتسحاق هرتسوغ، مساعيه للانضمام إلى الائتلاف الحكومي رغم المعارضة الواسعة داخل حزبه. وأوضحت مصادر مقربة منه، أمس، أنه رغم الانتقادات التي وجهتها اليه قيادة حزبه، فإنه لا يزال معنيا بالانضمام إلى الحكومة. وقالوا إن «هذه الخطوة يمكن أن تتحقق، رغم أن فرص احتمالها ليست عالية». وكجزء من محاولات توسيع الدعم لهذه الخطوة، ينوي هرتسوغ اقتراح منصبي وزير ومنصب نائب وزير رفيع على ممثلي حزب «الحركة» في إطار كتلة «المعسكر الصهيوني». لكن رئيسة «الحركة» تسيبي ليفني ونواب حزبها أوضحوا لهرتسوغ معارضتهم الشديدة للانضمام إلى الحكومة، إلا ان مصادر مطلعة على التفاهمات بينه وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أعربت عن أملها في أن يسهم هذا الاقتراح بتخفيف حدة معارضتهم. وقال مقربون من ليفني لصحيفة «هارتس» أمس إن «موقف الحركة تحدد بشكل مبدئي، ولا يرتبط بالمناصب».
ويعتقد هرتسوغ ان دعم الانضمام إلى الحكومة بين نواب العمل سيتسع بعد المصادقة على الاتفاق في مؤتمر الحزب، حيث يسود التقدير بأنه سيحظى بالأغلبية. وأوضح هرتسوغ أنه «يتوقع بأن يلزم قرار المؤسسات الديمقراطية في الحزب الجميع». لكن في هذه الأثناء تتواصل معارضة قيادة الحزب للتحالف مع نتنياهو.
وهو يتعرض إلى هجوم شديد من قبل النائبين شيلي يحيموفيتش وميكي روزنطال. فقد كتب روزنطال على صفحته في الـ «فيسبوك» يقول إن «الضرر الضخم الذي سببه هرتسوغ غير قابل للتصحيح طالما بقي في منصبه»، فيما قالت يحيموفيتش خلال مشاركتها في برنامج «واجه الصحافة» التلفزيوني، أمس، إن هرتسوغ «لا يملك حق إلقاء كل قيمنا وأيديولوجيتنا لصالح شراكة تعتبر مقاولا منفذا لدى نتنياهو».
وتظاهر عشرات نشطاء حزب العمل المعارضون للخطوة أمام منزل هرتسوغ. وقالت نعمي لزيمي، إحدى منظمات التظاهرة إن «بيبي يجب استبداله وليس خدمته».
وأضافت لزيمي التي تنافس على رئاسة «الحرس الفتي» في الحزب، بدعم من عمير بيرتس وشيلي يحيموفيتش، أن «الانضمام إلى حكومة اليمين المتطرفة والمتوحشة سيؤدي إلى فقدان ثقة الجمهور ويوجه ضربة قاسمة للحزب».
وقدر مصدر في الائتلاف مطلع على الاتصالات بين الجانبين، أنه «يمكن التوصل إلى اتفاق مقبول على هرتسوغ ونتنياهو، لكن المشكلة حاليا هي قدرة هرتسوغ على ضم حزبه إلى الحكومة». وحسب اقواله فإن «غالبية المطالب التي طرحها هرتسوغ في الأسبوع الماضي قابلة للحل. لقد صاغها بشكل غامض، لكي يتسنى تجاوز الفجوات. مثلا يمكن منح المعسكر الصهيوني حرية التصويت على مخطط الغاز وتمرير المعارضة له في الحزب».
وحسب التقديرات فإنه يمكن لنتنياهو وهرتسوغ التوصل إلى اتفاق مشابه يمنح المعسكر الصهيوني حرية التصويت في مسائل حساسة أخرى، لا يتفق فيها موقف الحزب مع موقف الحكومة. وبالنسبة للصلاحيات التي طرحها هرتسوغ في مسألة الدفاع عن المحكمة العليا وصد قوانين عنصرية، فإن هذه الصلاحيات تخضع في كل الأحوال لحزب «كلنا».
وأعرب أحد اعضاء المعسكر الصهيوني عن إحباطه في ضوء مطالب هرتسوغ، وقال للإذاعة الإسرائيلية أمس «كل مطالبنا الأساسية التي يفترض أن تكون مفهومة ضمنا، ليست مذكورة بشكل مفصل في تصريح هرتسوغ، مثل تجميد البناء في المستوطنات، وسن قانون الإخلاء والتعويض، وحتى التصريح بشأن الدولتين للشعبين او الالتزام باستئناف العملية السلمية». وأضاف أن هرتسوغ لا يصر على نيل حق الفيتو في موضوع مخطط الغاز وإنما على «تدخل في الموضوع».
وتكشف هذه المساعي عن الوجه الحقيقي لليسار الصهيوني، فحتى مطالب وشروط الانضمام للحكومة تخلو من أي طلب يتعلق بالاحتلال والفلسطينيين وتسوية الصراع معهم.
وهرتسوغ ليس أول قادة حزب العمل واليسار الصهيوني الذي قدم نفسه ورقة تين لستر عورة حكومة يمين طمعا في مقاعد وزارية وثيرة ربما تنقذه من تدهور شعبيته. فقد سبق في ذلك شيمعون بيريز وبنيامين بن العازر وإيهود باراك الذين انضموا حزب العمل لحكومات الليكود برئاسة شارون ونتنياهو واولمرت وهي حكومات يمين اشترت حزب العمل واليسار كي تتستر خلف قناع مقبول في العالم لتغطية انتهاكاتها وجرائمها بحق الفلسطينيين والعرب.
وهذا ليس صدفة فالعالم الغربي يرى في اليسار الصهيوني شريكا للسلام مع الفلسطينيين ويتوهم أنه مختلف عن اليمين الصهيوني رغم ان التجارب الكثيرة تدلل على ان اليسار يأتيك فقط من طرف اللسان حلاوة وينطبق عليه القول «حلو اللسان وقليل الإحسان».
وحتى هذا بات غير ذي صلة فهو برئاسة هرتسوغ يشارك بالتحريض على العرب والفلسطينيين مجاراة لليكود الحاكم. وتكفي نظرة سريعة للتاريخ لتظهر الحقيقة أن نكبة الفلسطينيين المستمرة منذ سبعة عقود وصادفت ذكراها امس أن اليسار الصهيوني هو المسؤول الأول عنها وهو الذي ارتكب مجازر وخاض حروبا كان اليمين يكتفي أحيانا بالدعوة لها.
اما رئيس حزب «يوجد مستقبل» يئير لبيد، الذي يتوقع أن يكون الرابح الكبير من دخول المعسكر الصهيوني إلى الحكومة، فقد انتقد الاتفاق وقال: «السياسة القديمة منشغلة فقط في نفسها وفي كراسيها وتشريفاتها والوظائف التي سيحصل عليها الرفاق».
في المقابل يعمل مسؤولون كبار في الليكود على عرقلة الاتفاق. وقد حذر الوزير زئيف الكين من أن دخول المعسكر الصهيوني إلى الائتلاف يمكنه جر الحكومة إلى انتهاج سياسة مشابهة لليسار وإبعاد البيت اليهودي. وكتب على صفحته في «فيسبوك»: «هرتسوغ ورفاقه سيحاولون ترميم ثقة اليسار وتبرير وجودهم في الحكومة. ولذلك سيحاولون كل يوم جرنا إلى اليسار والمطالبة بالدفع للملك: إنجاز يساري آخر، وإلا فإنهم سيبكون وسيهددون بأنهم لن يستطيعوا البقاء في الداخل والإمساك بالرفاق».
اما نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبيلي فكتبت: «إما نحن وإما هم لم تكن مجرد شعار انتخابي. هذه مقولة تعكس الفجوات في المفاهيم. الجمهور اختارنا وعلينا أخذ هذا التفويض وقيادة حكومة المعسكر القومي حسب الأجندة التي انتخبنا وفقا لها».

المصدر:شاشة نيــوز

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا