بقلم: أيمن الحماد
مبادرة السلام العربية التي حازت موقفاً عربياً مجمعاً وموافقاً على بنودها لن يتم الالتفاف عليها بالتعديل أو التجاوز أو تقديم بند على آخر، ففي ذلك تغيير وتشويه لها وتحريف يلغيها ويصيرها إلى مبادرة أخرى تفقد معها قيمتها وإجماع العرب حولها.
المملكة مواقفها ثابتة راسخة لا تتبدل تجاه القضية الفلسطينية وهي بذات الأهمية والقيمة لدى كل العرب، فالحل العادل للقضية مطلب وتركها دول حل، أكسبها خصوبة توالدت بسببها مشاكل مستدامة وقضايا شائكة، وحولها إلى سلعة يتاجر بها من يدعي تحرير القدس عبر إحلال الفوضى والخراب في الوطن العربي الذي يئن اليوم تحت واقعٍ صعب بعد أن خرجت دول محورية من معادلة المنطقة، فقل الزخم وخف الضغط على المحتل.
هذا الواقع أكسب “إسرائيل” قدرة وقوة بعد أن خدمتها ظروف ما سمي “الربيع العربي”، الذي أشاح نظر وتركيز الدول العربية إلى الداخل بعد أن كان الشأن الفلسطيني بنداً رئيسياً في السياسة العربية، وهذا ما مكّن الاحتلال من التغول والتوغل في الأراضي المحتلة ومكنه من نشر الاستيطان بتوحش وتهور دون مراعاة لأي التزامات، ولا شك أن حكومة الليكود ترى نفسها أمام فرصة تاريخية، فأطلقت وحش التطرف والإرهاب على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وفي خضم الحاصل في المنطقة والذي امتدت مفاعيله شرقاً وغرباً، أشعلت فرنسا الضوء وسلطته على القضية لإبقائها على الأجندة الدولية ولتعبئة المجتمع الدولي من خلال طرحها لمبادرة جديدة للتسوية، يبدو أن واشنطن غير متفاعلة كفاية معها.
وقد عجز البيت الأبيض خلال فترتي إدارة الرئيس أوباما من تسجيل أي نجاح بشأن عملية السلام، بالرغم من الجهود التي بُذلت في الفترة الأولى بتعيين مبعوثين للقضية وجولات كيري المكوكية مطلع 2014، كل ذلك لم يسفر إلا تعنتاً إسرائيلياً انعكس توتراً على الصعيد الشخصي بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
علاوة على الوضع العربي الهشّ فإن انشقاق الصف الفلسطيني هو أكثر المهددات للقضية وأكبر المكتسبات لإسرائيل، ولذا فإن من الضروري قيام موقف فلسطيني موحد يجمع عليه الفرقاء الفلسطينيون بعيداً عن أي حسابات حزبية أو فئوية، فالضرر واقع على الجانبين والخسارة في هذا الأمر لا تميز طرفاً على آخر.
عن الرياض السعودية
