الرئيسيةتقاريرشموع المسيرةعمة محمد شحادة (أم يوسف) (أم الفدائيين)

عمة محمد شحادة (أم يوسف) (أم الفدائيين)

بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب

في مثل هذا اليوم تحل علينا ذكرى رحيل المناضلة الفلسطينية والتي عرفت باسم أم الفدائيين، وهي الحاجة المناضلة/ نعمة محمد شحادة (أم يوسف)، تلك المرأة التي عرفها كل من عاش في مخيم الكرامة للاجئين الفلسطينيين بغور الأردن، وخاض معركتها الشهيرة، حيث كانت أم يوسف تعتبر نفسها أماً لجميع الفدائيين، وقد حولت منزلها في مخيم الكرامة إلى عيادة لأسعاف الجرحي من الفدائيين.
نعمة محمد شحادة ولدت في قرية المشهد قضاء الناصرة عام 1920م، وعاشت في مدينة حيفا والتي نزحت منها عام 1948م بعد النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني وتم تهجيره وطرده من دياره، عاشت وعائلتها مرارة الهجرة والتشرد ووجع الحرمان، حيث أستقر بهم المطاف في مخيم الكرامة للاجئين، عاشت أم يوسف في ربوع أسرة كريمة تشربت من نبعها الحب والحنان للوطن، فقد حافظت علي إحياء مفهوم ذلك في عقول أولادها فيما بعد.
عندما تأسست وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، عملت أم يوسف ممرضة في عيادة الوكالة الكائنة في مخيم الكرامة.
مع تباشير العمل الفدائي بعد هزيمة حزيران عام 1967م وانتشار قواعد للفدائيين في منطقة غور الأردن، التحقت أم يوسف بحركة فتح.
أم يوسف كانت في الكرامة، وكانت تسمي أم الفدائيين لأنها اعتبرت كل الفدائيين أولادها، وكانت تنتقل برشاقة وسرعة من قاعدة إلى قاعدة، وكانت تجمع المساعدات من الناس، وتأتي بها فرحة مستبشرة لقواعد الفدائيين، وكانت تلبس اللباس الفدائي المرقط والبوت العسكري (الجيتر) وتحمل السلاح بزهو.
كانت أم يوسف شعلة مضيئة تقوم بكل المهام وتواجدت في الكرامة يوم المعركة الشهيرة بتاريخ 21/03/1968م، وكانت تقدم الاسعافات الطبية للأخوة الجرحى المقاتلين.
أم يوسف انخرطت في التدريب العسكري والطبي والاعلامي في صفوف حركة فتح جنباً إلى جنب مشاركة أخاه الرجل الفدائي.
من منا لا يعرف الحاجة/ أم يوسف أو علي الأقل سمع عنها، أم يوسف كانت أنشودة تتردد على ألسنة الفدائيين في الأغوار.
انتقلت الحاجة/ أم يوسف للسكن في مخيم الحسين عام 1969م، الحاجة/ أم يوسف كان لها رصيد كبير ومحبة من كل الفدائيين على جميع مستوياتهم، فهي لم تبخل عليهم يوماً بتقديم أي مساعدة لهم من علاج أو عمل كنزات شتوية أو القيام بزيارة الجرحي والمرضي أو عائلات الشهداء.
خرجت أم يوسف من الأردن مع خروج الفدائيين بعد أحداث أيلول الاسود عام 1970م متوجهة إلى سوريا وأستقرت في ضاحية دمر القريبة من دمشق، وبقيت حتى عام 1976م، أنتقلت بعدها إلى لبنان بعد الخلافات مع الحكومة السورية.
الحاجة أم يوسف (ام الفدائيين) كان لها أحترام من قيادة حركة فتح وعلي رأسهم الأخ القائد العام/ أبو عمار وباقي أعضاء القيادة، وكذلك قادة الأجهزة الأمنية والإدارية المتخصصة.
غادرت الحاجة/ أم يوسف بيروت بعد الاجتياح الاسرائيلي عام 1982م واستقرت في عمان.
لقد كان للمرأة الفلسطينية وأم يوسف احداهن دوراً هاماً وحيوياً في الحياة اليومية النضالية بكل أبعادها، حيث أنها تمثل الانتماء الصادق، والولاء والحب والجهد، وكان لها دوراً مميزاً في المسيرة الثورية الطويلة، حيث شاركت أخوتها المقاتلين في الدفاع عن الثورة وحمايتها، وحمل السلاح ونقله وكذلك ساهمت في جمع التبرعات وعمل مشاغل الخياطة لتوفير الملابس وكنزات الصوف للمقاتلين في موسم الشتاء، أضافه إلى عملهن الانساني والطبي وتقديم الاسعافات والتمريض، وقدمت فلذات أكبادهن شهداء من أجل الوطن والقضية، وسقط منهن شهيدات وأسيرات، فلهم كل التقدير والاحترام، وسوف يبقين خالدات في سجل تاريخ الشعب الفلسطيني.
والمرأة هي الأم والأخت والزوجة وهي حارسة حلمنا الجميل.
الحاجة/ أم يوسف عندما تتعرف عليها وتجلس وتتحدث معها فأنها تترك في النفس الأثر الطيب.
أنتقلت الحاجة/ نعمة محمد شحادة (أم يوسف أم الفدائيين) إلى رحمة الله تعالى بتاريخ 06/07/1997م في العاصمة الأردنية عمان وتم مواراتها الثرى إلى مثواها الأخير.
الحاجة/ أم يوسف كانت عنواناً للمرأة الفلسطينية المقاتلة المناضلة، وكانت تؤمن أيماناً صادقاً بأنها سوف تعود يوماً ما إلى بلدتها قرية المشهد قضاء الناصرة طال الزمن أم قصر.
أم يوسف كانت الأم الحنونة على الجميع، وسوف يتذكر الفدائيون الفقيدة الراحلة/ أم يوسف مآثرها الطيبة وعطاءها لفلسطين والشعب والقضية.
رحم الله الحاجة/ نعمة محمد شحادة (أم يوسف أم الفدائيين) وأسكنها فسيح جناته

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا