الرئيسيةمختاراتمقالاتحديث القدس: مشروع قانون "إسكات الأذان" وتحويل الصراع إلى ديني

حديث القدس: مشروع قانون “إسكات الأذان” وتحويل الصراع إلى ديني

بات من الواضح للقاصي والداني ان اسرائيل ماضية في تحويل الصراع السياسي الفلسطيني والعربي – الاسرائيلي الى صراع ديني يهدد المنطقة والعالم بأسره، من خلال اتخاذها قرارات وإجراءات تتعارض مع القوانين والأعراف والقرارات الدولية الخاصة بحرية العبادة.
فأمس صادقت اللجنة الوزارية الاسرائيلية للتشريع على مشروع قانون ما يسمى «إسكات الأذان» بصيغته المعدلة والذي يفرض قيودا على استخدام مكبرات الصوت في المساجد خلال ساعات النهار وحظر الأذان عبر مكبرات الصوت في ساعات الليل والفجر في محاولة جديدة منها للمس بحرية العبادة بعد ان اتخذت عدة خطوات وإجراءات سابقة خاصة في مدينة القدس المحتلة.
وفي حال إقرار مشروع القانون هذا من قبل الكنيست الاسرائيلي ليصبح في مراحل لاحقة قانونا، فإنه سيطبق على القدس الشرقية المحتلة وفي المدن والبلدات والقرى العربية داخل الخط الأخضر.
فالقدس الشرقية وفقا لكل القوانين والأعراف والقرارات الدولية هي مدينة محتلة وأكد هذه الحقيقة قرار مجلس الأمن الدولي الأخير رقم ٢٣٣٤، وبموجب ذلك يمنع على الاحتلال اتخاذ أية إجراءات تمس بالمدينة وبدور العبادة وحريتها، إلا ان اسرائيل دولة الاحتلال لا تعير اهتماما لهذه القرارات والقوانين الدولية وتعمل ليل نهار على تحويل الصراع في المنطقة الى صراع ديني لا تحمد عقباه لأنه سيفجر المنطقة وتنعكس آثاره على العالم بأسره.
وقد حذرت القيادة الفلسطينية اكثر من مرة من محاولات دولة الاحتلال تحويل الصراع الى ديني نظرا لان ذلك من شأنه ان يؤدي الى نتائج مدمرة لا يمكن التكهن بمدى هذا الدمار الذي سيحل بالمنطقة والعالم.
فالمس بحرية العبادة وتحويل الصراع الى ديني لا يرفضه شعبنا فقط، وإنما جميع شعوب الأمة العربية والإسلامية وشعوب العالم قاطبة، لان القوانين الدولية لا تسمح بذلك، فحرية العبادة هي مكفولة عالميا.
كما ان فرض القانون، في حالة إقرار مشروع القانون هذا على المدن والبلدات الفلسطينية في الداخل، سيؤدي الى تعميق الكراهية واستفزاز مشاعر أبناء شعبنا في الداخل الأمر الذي سيقود الى عمليات احتجاج ومواجهات مع السلطات الاسرائيلية، خاصة وان مشروع القانون جرت المصادقة عليه من قبل لجنة التشريع رغم تحفظات الشرطة الاسرائيلية التي حذرت من تشريعه والمصادقة عليه وطالبت الحكومة بالامتناع عن ذلك واعتماد بدائل عن ذلك.
ومشروع القانون هذا ليس الأول في سلسلة الإجراءات الاسرائيلية الرامية الى تحويل الصراع الى ديني والمس بحرية العبادة فهي منذ احتلالها للمدينة المقدسة تقوم ببناء الكنس والمس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك الذي تعمل ليل نهار من أجل هدمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه.
كما أنها عملت على تقسيم المسجد الأقصى زمانيا من خلال السماح للمتطرفين اليهود بالتجوال بداخله بصورة شبه يومية، وتعمل من أجل تقسيمه زمانيا كما حصل في الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل.
ان المجتمع الدولي مطالب بالدفاع عن قراراته وقوانينه أمام العنجهية الاحتلالية، فتحول الصراع الى ديني سيأكل الأخضر واليابس وستكون عواقبه وخيمة أيضا على المجتمع الدولي إذا لم يسارع لوضع حد لإسرائيل.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا