كنا أغبياء

هآرتس – عوزي برعام:7/3

(المضمون: أمام عنصرية ميكي زوهر وامثاله كنا وما زلنا أغبياء وساذجين).
لقد كانت هناك اوقات اعتقدت فيها أنني أنا واصدقائي على حق في طريقنا. كانت هناك فترات كثيرة عرفت فيها أننا مخطئون. أكثر من مرة رأينا المستقبل يتحقق واحيانا كنا نخطيء ببساطة. ولكن لم يسبق لي أن توصلت الى الاستنتاج الذي تبين لي الآن: كنا وما زلنا أغبياء وساذجين.
نعم أغبياء وساذجين. ذات مرة اعتقدنا أن المشكلة هي مشكلة، وأن الحل هو حل. وقد ثبت الآن أن الحكماء الجدد يتفوقون علينا بـ “الابداع”. هم يقولون إنه لا توجد مشكلة ولذلك لا حاجة الى حل.
عندما قامت الحركة من اجل ارض اسرائيل الكاملة فهم الكثيرون من مؤسسيها أنه ليست هناك طريقة لضم المناطق، وفي نفس الوقت الحفاظ على الديمقراطية. وقلة، مثل الرئيس رؤوبين ريفلين، قالوا الوطن كله يعود للشعب اليهودي، ونحن نريد سيادة كاملة عليه، لكن يجب علينا الحفاظ على الديمقراطية. وقد أدركوا الخطر الذي تتحمله اسرائيل على عاتقها، لكنهم فضلوا استنفاد الفرصة.
هم ايضا كانوا اغبياء، هم ايضا كانوا ساذجين، هم ايضا لم يعرفوا أن التردد هو خطأ في أساسه. وكل ما كان يبدو لهم مناقضا وفيه مفارقة وغير ممكن – يمكن حله بسهولة. بدون جهد. ها هو مثلا عضو الكنيست من الليكود ميكي زوهر، الذي تميز حتى الآن بتهديداته الكلامية ضد رئيس الائتلاف دافيد بيتان – “لا يهمني أي أحد، فقط قوموا بابعاد ميكي زوهر” – وفاجأ باسهامه في الجدل الايديولوجي. إنه ببساطة يقترح فرض السياسة الاسرائيلية على المناطق ومنح العرب الحقوق المدنية – باستثناء حق واحد صغير وهو المشاركة في الانتخابات للكنيست. انظروا كم هذا سهل وبسيط. وبحركة لسان واحدة وضع زوهر تعريف جديد للديمقراطية وهو أنه بعد أن قام حزبه بتخريب حقوق الانسان والمواطن، خصوصا ضد الأقليات، فلماذا يحتاجون الى حق الانتخاب.
بعد أن يستيقظ الرئيس ريفلين من تأثير اكتشاف زوهر، سيعرف أنه في القمامة التي تحيط به – كل شيء مسموح. وسيرى في الشبكات الاجتماعية من سيكتب “زوهر حكيم وشجاع”. نحن الاغبياء والساذجين سنقوم بالتغريد لأن زوهر يقترح دولة فصل عنصري، لكن حينها سيقوم “الصدّيقون” ويقولون إنه لا حاجة للقلق لأن “اليهودي لا يمكنه استخدام الابرتهايد”. وعندما يتجادلون الجميع في هذا الامر سيوجه زوهر نظرة مباشرة للكاميرا ويقول: “صحيح أن هذا ابرتهايد، وماذا في ذلك؟”.
من جديد، سيكون هناك من سيكتب في الشبكات الاجتماعية أنه لا بأس بالفصل العنصري وأن هذا أفضل من اليسار الذي يريد أن يصوت العرب وأن يقرروا مصير الدولة.
من الصعب الايمان بأن هذه الثقافة – العنصرية السطحية عديمة الخجل – كان يمكنها الازدهار، لو لم يتحول الشخص الذي لا يخجل الى رئيس الدولة الهامة في العالم. ميكي زوهر ينظر نحو تمثال الحرية الجديد وينضم الى كل من يريدون نسخ قصة نجاحه. اولئك الذين يؤمنون بأن النقاش حول الحقيقة والنزاهة والواقع البراغماتي ايضا، هو أمر ممكن.
ليس مهما لزوهر وبقية المشجعين اذا كان دونالد ترامب سيتعرض للتحقيق معه حول علاقته مع بوتين اثناء الانتخابات. ولا يهمهم ايضا أنه يخترع القصص عن اوباما. فهو ليس أول من يقع ضحية الاقوال التي لا تحترم أحد. كل شيء مسموح وكل شيء ممكن. ايضا تحويل هيلاري كلينتون الى “المرأة الاكثر فسادا في العالم” والتنكر لحقيقة أنها حظيت بثلاثة ملايين صوت أكثر منه بذريعة أنها “اصوات مزيفة”. وهكذا يثبت أن طريق النجاح تكمن في الابتعاد عن أي احساس وخجل.
هل يجب أن يحدث ذلك؟ هل هذه هي طريقة العالم؟ هل ميكي زوهر والفصل العنصري هما الواقع الجديد لنا؟ هل كنا اغبياء الى هذه الدرجة؟.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا