الرئيسيةأخبارأسرىمانديلا فلسطين ...عميد الأسرى كريم يونس

مانديلا فلسطين …عميد الأسرى كريم يونس

يعتبر كريم يونس رمزا لنضال الحركة الأسيرة في السجون والذي رفض أي ابتزاز او مساومة او أي عملية تمييز وفصل بين الأسرى من الداخل او بقية الأسرى في الضفة وغزة والقدس، مؤكدا أنهم مناضلون فلسطينيون ناضلوا وضحوا من أجل فلسطين وحريتها.
ومن أبرز مواقفه خلال محاولة اسرائيل فرض الضغوطات السياسية والابتزاز على القيادة الفلسطينية في فترة تعليق الافراج عن الدفعة الرابعة ومطالبة اسرائيل من القيادة الفلسطينية الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل وبشرعية المستوطنات وغيرها من المواقف المرفوضة فلسطينيا، قال كريم يونس إنهم مستعد لقضاء مائة عام أخرى في المعتقلات ويرفض استخدامه كوسيلة ضغط سياسي على القيادة الفلسطينية على حساب الحقوق الاساسية والثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني.

شارع في جنين باسم كريم يونس
محافظ جنين إبراهيم رمضان، ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، الليلة، عن إطلاق اسم عميد الأسرى كريم يونس على أحد الشوارع الرئيسية في مدينة جنين، مقابل خيمة التضامن المقامة نصرة ودعما للحركة الأسيرة.
جاء ذلك خلال المهرجان الجماهيري المركزي الذي أقيم في جنين، دعما للأسرى الذين يخوضون معركة الكرامة والحرية منذ 15 يوما.
وأكد رمضان، في كلمته، أن الاحتلال لن ينجح بكسر معنويات الأسرى في إضرابهم، وأن كافة الطرق والوسائل التي ينتهجها من أجل النيل من عزيمتهم ستفشل، مشيرا إلى أن الحركة الأسيرة موحدة في النضال والإضراب، وهي تستمد العزم والصمود من الحراك والإسناد الجماهيري لها.
من جانبه، حذر قراقع من خطورة الأوضاع الصحية للأسرى المضربين عن الطعام، محملا حكومة الاحتلال المسؤولية عن حياتهم.
وقال قراقع، لـ”وفا”، إن إدارة سجون الاحتلال، وبقرار رسمي من حكومتها، ما زالت تمارس إجراءات خطيرة بحق الأسرى المضربين، من خلال عزلهم انفراديا واستمرار منع المحامين وأهاليهم من زيارتهم، محذرا من استمرار سلطات الاحتلال بث الإشاعات بهدف النيل من عزيمتهم.
وأضاف أن الجماهير الغاضبة في فلسطين ترسل رسالة مفادها أن شعبنا يعشق الحرية للأسرى والسلام والأمن والاستقرار.
بدوره، دعا أمين سر إقليم “فتح” في جنين نور أبو الرب، إلى أهمية تفعيل قضية الأسرى ونقلها للمحافل الدولية لفضح سياسة الاحتلال بحقهم، مؤكدا أن حركة “فتح” وشعبنا بكافة مكوناته وشرائحه سيواصلون النضال حتى تحرير كافة الأسرى.
ونقلت شقيقة الأسير ماهر يونس، ثاني أقدم أسير في العالم، رسالة من خلف قضبان سجون الاحتلال، أكدت أهمية الحراك الجماهيري المساند للأسرى ودعت إلى توسيعه.
وتخلل المهرجان فقرات فنية وطنية وسط الهتافات المؤكدة على قدسية الأسرى، كما تم نقل الأسرى المضربين عن الطعام منذ أيام إلى منصة المهرجان.
وكانت مسيرات مركبات، وأخرى شارك فيها نشطاء فتحاويون وممثلون عن المؤسسة الأمنية وأهالي الأسرى، وأسرى محررون وفصائل العمل الوطني، انطلقت من قرى وبلدات غرب وجنوب جنين، صوب خيمة التضامن في المدينة.
كريم يونس (مواليد 24 كانون الأول/ ديسمبر 1956) هو أسير فلسطيني من عرب 48، وتحديدًا من قرية عارة الواقعة في المثلث الشمالي. قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بأسره وهو على مقاعد الدراسة بتاريخ 1 حزيران/ يونيو 1983، ولايزال مُعتقلاً حتى اليوم، حيث يُعتبر حاليًا أقدم أسير فلسطيني في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وأقدم أسير في العالم أيضًا.
تلى اعتقاله توجيه تهم له بحيازة أسلحة محظورة وتهريبها للمقاومة الفلسطينية، والانتماء لمنظمة محظورة (حركة فتح)، وقتل جندي إسرائيلي. ولقد تمت محاكمته بدايةً بالإعدام شنقًا، ثم تم بعدها الحكم عليه بالسجن المؤبد لفترة مفتوحة، ليستقر الحكم عليه بتحديد الفترة بأربعين عامًا.
تجدر الإشارة إلى أن السلطات الإسرائيلية ترفض الإفراج عن الأسير كريم يونس بحجة أنه من حملة الجنسية الإسرائيلة، حيث لم يُشمل بصفقات تبادل الأسرى مع الجانب الفلسطيني، كباقي الأسرى الفلسطينيين من عرب 48. وهو يقبع الآن في معتقل النقب الصحراوي، بعد أن تم نقله سابقًا لأكثر من مُعتقل.
ووفق تقرير أصدرته الهيئة، اعتقل كريم يونس في 6/1/1983 وحكم عليه بالسجن المؤبد الذي حدد فيما بعد بـ 40 عاما، وقد كان يفترض أن يتم الإفراج عنه خلال الدفعة الرابعة وفق التفاهمات التي أبرمها الرئيس الفلسطيني مع حكومة اسرائيل والتي تقضي بالإفراج عن كافة الأسرى القدامى المعتقلين قبل اتفاقيات أوسلو، ولكن حكومة الاحتلال تنصلت من الافراج عن الدفعة الرابعة والتي كانت تتضمن 30 أسيرا منهم 14 أسيرا من الداخل الفلسطيني وهم الأقدم في السجون.
وقالت هيئة الأسرى إن حكومة اسرائيل حاولت الابتزاز والمساومة بما يتعلق بالإفراج عن أسرى الداخل، وأنها على كافة المراحل السابقة وخلال المفاوضات او صفقات التبادل كانت ترفض الافراج عن اسرى من الداخل او تضع شروطا معقدة حول ذلك.

صفحات من حياته
وفق تقرير الهيئة فقد ولد كريم في 24-12-1956 في بلدة عارة شمال فلسطين لأسرة فلسطينية تنتمي للوطن وتعشق الأرض والقضية، ودرس المرحلة الابتدائية والاعدادية ثم انتقل للناصرة ليحقق النجاح في الثانوية العامة، وخلال دراسته في جامعة “بن غوريون” كان اعتقاله في التاريخ الذي لم تنساه والدته ام كريم في مثل هذا اليوم من عام 1983، وتقول “لا يمكن للحظة ان ننسى تلك اللحظات التي حولت مسار حياتنا، خاصة وانه في الليلة التي سبقها كانوا اقتحموا منزل ابن عمومتنا سامي يونس واعتقلوه، وتضيف بعد منتصف الليل استيقظنا على صوت طرق شديد على بوابة المنزل، وما كاد زوجي يفتح الباب حتى فوجيء بالعشرات من الجنود المدججين بالسلاح كمن حضر لساحة معركة، وقبل ان نسأل طلبوا منا احضار كريم، فابلغناهم انه غير موجود لانه يدرس في جامعة بن غوريون في بئر السبع، فغادروا وهم يتوعودنا باعتقاله وهذا ما حدث ففي اليوم الثاني اعتقلوا من جامعته وبعدها بأيام اعتقلوا قريبنا ماهر يونس وثلاثتهم اقتاودهم للتحقيق دون ان ابلاغنا باي معلومة حول اعتقالهم”.

الحكم القاسي
في مرحلة الاعتقال الأولى، تقول ام كريم” عانينا كثيرا ونحن نبحث عن مصيره وهم يحتجزونه مع رفاقه رهن التحقيق، وكانت الصدمة عندما بدأت جلسات المحاكم المريرة، وبعد 27 جلسة محكمة على مدار سنة كاملة، أصدرت المحكمة قرارا بإعدام كريم وماهر شنقا بالحبل، كانت صدمتنا كبيرة ولكن القرار كان سياسيا ومبرمجا ويستهدف تدمير معنوياتنا والتضييق علينا خاصة أنه لدى صدوره كنا نعرف جيدا أنه لا يوجد في القانون الاسرائيلي إعدام، لكن الاحتلال أراد أن يستغل القضية لفرض حالة من الرعب والخوف والحرب النفسية لاننا نعيش في الداخل وبلغة اخرى أرادوا أن يعاقوبننا على كوننا مواطني اسرائيل الذين خنا المواطنة، ونقل رسالة لكل فلسطينيي الداخل الذين يفكرون بانتهاج المقاومة ضد الاحتلال، وتضيف رفضنا أن نسلم بقرار المحكمة وبدأنا السعي لإفشال والغاء القرار وبعد متابعة وجهد كبير استأنفنا الحكم وقررت المحكمة إصدار حكم بالسجن المؤبد المفتوح، لحظتها ورغم قساوة الحكم حمدنا الله كثيرا، فالسجن أهون من القبر والإعدام، ولم نتوقف عن الدعاء لحريته ونهاية هذا العذاب المستمر حتى اليوم”.

مناضل من طراز اخر
يشار الى أن كريم تنقل بين المعتقلات مكرسا شخصيته النضالية والوطنية، فرفض الخضوع لابتزاز ومساومات إدارة السجون والمخابرات لعزله عن الحركة الوطنية الأسيرة في السجون.
يعتبر كريم من أبرز قيادات الحركة الأسيرة ورموزها وقد كان ممثل الأسرى في أكثر من معتقل، وعبر عن انتمائه وحبه لقضيته في كل المواقف، وكان مناضلا من الطراز الأول يرفض الاستكانة والاستسلام رغم أنه هادئ الطبع وفي الصراع مع إدارة السجن يتفانى في النضال والجهد والعمل من أجل حقوق الأسرى، ويمتلك الكثير من الوعي والخبرة والثقافة التي كرسها في خدمة الحركة الأسيرة وتطوير أوضاعها وقدراتها الوطنية والنضالية والتنظيمية والاعتقالية، كما جاء في التقرير.
وذكرت هيئة الأسرى أن الأسير كان في الموقع القيادي الأول في جميع المعارك التي سطرتها الحركة الأسيرة في كافة المراحل في صراعها المرير مع إدارة السجون، ورغم تعرضه للعقاب والعزل والنفي من سجن لآخر لم يكن يتأخر عن المشاركة في إدارة دفة الصراع دفاعا عن الحركة الأسيرة ومكتسباتها. وأنه كان يفخر بهويته الفلسطينية ولم تنل منه سنوات الاعتقال ولم تؤثر على معنوياته ومبادئه محطات المعاناة بعدما شطب اسمه من كل عمليات التبادل.
وأضافت، يسجل لكريم أنه ناضل بقوة ضد محاولات إدارة السجون بث الفتنة والفرقة والتجزئة بين أبناء الحركة الأسيرة وفصل العلاقة بين أسرى الداخل عن باقي الحركة الأسيرة، التي تفخر ببطولات كريم وتصر على أن يكون دوما مع كل أسرى الداخل على رأس الأولويات في أي صفقات تبادل قادمة.

ارادة وعطاء
وفي محطات العطاء والصمود التي لا تتردد الوالدة عن الحديث عنها، تقول إن كريم لم يستسلم للأمر الواقع ويتحدى ظروف الاعتقال ويحافظ على صحته حتى لا تؤثر أوضاع السجون على صحته، إضافة الى أنه تحدى الحكم الجائر وسنوات الاعتقال المريرة من خلال إصراره على مواصلة دراسته الجامعية فهو يدرس علوم سياسية وصحافة، ويدرس ويشجع الأسرى على كسر أحد أهداف الاعتقال لأن الاحتلال يريد طمس روح الوعي والثقافة لدى الأسير ويتمنى أن يتخرج من الجامعة وهو أكبر انتصار على السجن والسجان.
بين صوره التي تزين واجهة منزلها في قرية عارة في المثلث الشمالي في الداخل، تعيش وترسم الوالدة صبحية وهبة يونس الكثير من الأمنيات في انتظار لحظة الافراج عن الأسير كريم يوسف فضل يونس الذي يحتل المرتبة الأولى في قائمة قدماء وعمداء الأسرى والذي يدخل اليوم عامه الـ35 في الأسر.
ورغم اللحظات العصيبة التي أمضتها في انتظار اللحظة الأجمل في حياتها، فإن الوالدة تتأمل في كل لحظة أن يتحقق حلمها، وتقول إنها تعيش في عذاب وحزن، لكنها في كل زيارةتلتقي ابنها يؤكد لها أنه سيعود، ولطالما قال لها أن لا تحزن ولا تستسلم للأمر الواقع، وأن تعد الساعات لتراه عائدا لأحضانها على غيرِ موعد.

عالم من القمع
منذ 35 عاما يعيش كريم عالم القمع في السجون، فقد مر عنه آلاف الأسرى ومن كل الفئات، وعايش كل حالات القمع والممارسات التعسفية بحقهم، وسقط الشهداء والجرحى، وأبعد أسرى، وأصيب آخرون بأمراض كثيرة، وهو الشاهد على سياسة التطرف الاسرائيلي وتصاعد الفاشية والعنصرية ضد الأسرى، حيث تزداد ظروفهم قسوة ومعاناة، وتزداد إجراءات التشديد والانقضاض على حقوقهم.
الأسير كريم الآن في معتقل النقب الصحراوي، الذي شهد عمليات القتل والاعدامات على مر السنوات السابقة، وشهد آلاف الاسرى الذين وصلوا معتقل النقب، ولا زال يتطلع الى السماء والى فجر الحرية مشحونا بالأمل والإرادة التي لم تكسرها السنوات القاسيات ولا ممارسات القمع الوحشية.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا