الرئيسيةمختاراتمقالاتحديث القدس: الرفض الإسرائيلي للسلام لن يثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة نضاله

حديث القدس: الرفض الإسرائيلي للسلام لن يثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة نضاله

تثبت دولة الاحتلال يوما بعد آخر أنها غير معنية بالسلام من خلال التصعيد على كافة الأصعدة لإفشال أية جهود دولية أو إقليمية لتحقيق الرؤية الدولية بإقامة دولتين لشعبين، إحداهما وهي إسرائيل أقامت دولتها، في حين أن الفلسطينيين ما زالوا يناضلون بشتى الوسائل من أجل تحقيق هذه الرؤية التي تُجمع عليها غالبية دول العالم بل جميعها باستثناء دولة الاحتلال التي لا هم لها سوى تثبيت هذا الاحتلال والعمل من أجل تأبيده على حساب الشعب الفلسطيني الذي لا يزال جزء منه يعيش تحت الاحتلال والجزء الآخر مشرد في مختلف دول وبقاع العالم بانتظار يوم العودة لبلاده وبلاد آبائه وأجداده.
فأمس استيقظ أهالي قرية جالود الواقعة جنوب شرق نابلس على قيام مستوطني مستوطنة “شفوت راحيل” بنصب عشرة بيوت متنقلة (كرفانات) قرب مدرسة القرية، تم وضعها في جنح الظلام في إطار مخطط استيطاني كبير يستهدف ما تبقى من أراضي القرية، بهدف إقامة مستوطنتين جديدتين إحداهما “عميحاي” التي قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي إقامتها على أراضي المواطنين الفلسطينيين لاستيعاب المستوطنين الذين تم ترحيلهم من مستوطنة “عمونا” قرب رام الله.
وأمس أيضا اعلن رئيس مجلس المستوطنات بالضفة يوسي دجان عن عزمه التحصن داخل مبنى الرجبي المتاخم للحرم الإبراهيمي الشريف والذي احتلته مجموعات من المستوطنين قبل عدة أيام بزعم انهم يمتلكونه.
هذا إلى جانب الممارسات الاستفزازية للمتطرفين اليهود والمنظمات اليهودية المتطرفة بمناسبة ذكرى ما يسمى خراب الهيكل التي صادفت أيضا يوم أمس، وكذلك اقتحامات المتطرفين اليهود اليومية للمسجد الأقصى المبارك.
إن هذه الانتهاكات اليومية هي غيض من فيض والتي تستهدف ليس فقط تأبيد وإدامة الاحتلال، بل أيضا محاولة يائسة من قبل دولة الاحتلال وقطعان المستوطنين لتيئيس الشعب الفلسطيني وفرض الاستسلام عليه وجعله يرفع الراية البيضاء والرضوخ للاحتلال وإملاءاته وانتهاكاته.
غير أن دولة الاحتلال لا تعتبر ولا تستفيد من الدروس والتي كان آخرها قبل أيام معدودة عندما أرغمها المقدسيون بنضالهم السلمي الحاشد والمتواصل على إزالة البوابات الإلكترونية والكاميرات الذكية من على أبواب المسجد الأقصى المبارك رغم أن قادة دولة الاحتلال وعلى رأسهم رئيس الحكومة الأكثر يمينية وتطرفا وعنصرية نتنياهو قال إن هذه البوابات والكاميرات دائمة ولن تتم إزالتها.
فالشعب الفلسطيني الذي مازال يناضل منذ حوالي القرن من أجل نيل كامل حقوقه الوطنية الثابتة، وقدم من أجلها وعلى مذبحها الكثير الكثير من التضحيات الجسام، لا يمكنه ولا بأي حال من الأحوال التراجع أو الرضوخ أو الاستسلام.
فما زال أبناؤه لديهم الاستعداد لتقديم المزيد من التضحيات من أجل زوال الاحتلال الذي سيرحل عاجلًا أم آجلاً، وعلى دول العالم خاصة الدول الداعمة للاحتلال الضغط عليه من أجل الاستجابة لجهود السلام، لأن مواصلة دولة الاحتلال لسياساتها وانتهاكاتها، ستزيد من حالة العداء وتطيل أمد الصراع الذي قد يمتد ليشمل ليس المنطقة وحدها بل ربما العالم بأسره.
وعلى العالم أيضاً أن يعرف بأن الشعب الفلسطيني لا يمكنه أن يستمر في مد يده للسلام دون استجابة الطرف الآخر، وان هذه اليد ستسحب إن عاجلاً أم آجلاً، ما دامت دولة الاحتلال تواصل رفضها للسلام ووضع العراقيل والعثرات أمام أية جهود من أجل إنهاء الصراع.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا