الرئيسيةمختاراتمقالات “من يحكم غزة”

 “من يحكم غزة”

بقلم: كمال الرواغ

لقد استطاعت الصواريخ الاسرائيلية، ان تهدم سجن غزة المركزي في ساحة السرايا في وسط مدينة غزة والذي كان شاهد على فترات متعاقبه من الحكم الاستعماري البريطاني والاحتلال العسكري الاسرائيلي لقطاع غزة، والذي تلونت جدرانه بلون الدم وعذابات الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين منذ السبعينات ولغاية التسعينات من القرن الماضي في غزف وزنازين التحقيق ضد المناضلين والابطال الفلسطينيين الذي قاوموا المحتل،
لكن يبدو بأن اسرائيل لم تزيل سجن غزة المركزي من ساحة السرايا من اجل انهاء حقيقة هذا المكان الاكثر سوداويه واكثر مراره على سكان قطاع غزة كلما شاهدوه او مروا بالقرب من هذا المكان المشؤوم ٠ لكن الاكثر خبثا ومراره هو كيد هذا المحتل لابناء قطاع غزة جميعا، عندما حول جميع قطاع غزة الى سجن مركزي محاط بالاسلاك الشائكة والمستوطنات الامنيه، بدون ترتيب أمني او سياسي مع احد ونفذت انسحاب من طرف واحد، حيث اصبح القطاع سجن كبير ومعاناه للجميع من نساء وشيوخ واطفال وشباب ، صحيح هم لا يعانون التحقيق والاعتقال في غرف وزنازين ضيقه ، لكنهم يعانون الاشد مرارة وهو البحث عن لقمة اطفالهم ولا يجدوها، ويعانون ضيق الحياة بعد ان اقفلت في وجوههم سبل الحياة والنجاه من الموت برصاصة قناص او انفجار داخلي او نقص في العلاج او سوء تغذية، او غرق في عرض البحر على مركب صيد ، او رحلة هروب من الوطن في المياه الدوليه ٠
هذا هو حال غزة اليوم لقد قامت اسرائيل بأعادة انتشار قواتها وتمركزها حول القطاع لتتعامل بحرية اكثر في السيطرة على قطاع غزة ولتشن حروبها متى تشاء وتغتال من تريد متى يشاء وتتحكم بالطعام والشراب والدواء والكهرباء والمحروقات متى تشاء، لا بل اصبحت تدخل هذة الحاجات المعيشية بالقدر الذي يكفي القطاع يومآ او يومين لتتحكم بإرادة اهله وحاكميه الجدد متى تشاء ولتفرض شروطها السياسيه على المعادله الوطنية الفلسطينيه بذكاء شديد ٠
وللاسف سقطت فصائلنا في شباك المحتل والذي يوصل الليل بالنهار من اجل السيطرة على شعبنا واضعافة وتحطيم ارادته ليخضع لسياساته الاحتلاليه العنصريه الهادفة الى تصفية الارض والشعب والمقدسات الدينيه ولتصفية القضية الفلسطينية تماما من خلال تقطيع اوصال الوطن وزرع الفتنه بين ابنائه، ولإجهاض التراكمات النضاليه الوطنية الناجحه التي حققتها القيادة الفلسطينية من خلال بناء الموسسات الوطنية او من خلال الاعتراف الدولي سياسيا وقانونيا باالدولة الفلسطينية ٠
وللاسف الشديد حركة حماس حولت هذا الانسحاب الى نصر مؤزر انشدت من اجله اجمل الاغاني واعذب الالحان، حتى الحروب الثلاث التي شنت على قطاعنا الحبيب حولتهما الى انتصار بالشعارات والكلام الخيالي الذي لا يمت للواقع وحقيقة الحال بأي صله، لقد دمرت هذة الحروب البشر والشجر، لنصبح امام معادلة صعبه ومركبه، نعاني فيها من الاحتلال وسيطرته المطلقه على قطاع غزة من الخارج، ومن حكم حركة حماس داخليا في قطاع غزة ولتأتمر بوصايا جماعة الاخوان من قطر او اصفهان واقامة أمارة غزستان

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا