بقلم: محمد قاروط ابو رحمه
اهتمام وثقة واحترام وتقدير الفرد لذاته، مدخل إجباري للامتنان والشكر لله وللناس على ما نملكه نحن من أشياء مادية ومعنوية.
ولكن أين حب الذات؟
الحب ليس سببا لأي شيء، ولا هو نتيجة أي شيء، ولا هو شيء.
الحياة بلا حب، مثل الطعام بلا ملح.
الطعام بلا ملح، للمضطر او المريض.
الذين يحبون ذواتهم أكثر من اللازم، مثل الطعام المالح، يرفعون ضغط دمك، تجنبهم.
الذين يحبون ذواتهم اقل مما يجب، مثل الطعام قليل الملح، تأكله على مضض.
الذين لا يحبون ذواتهم، مثل الطعام بلا ملح، مرضى، ومرضهم معدي، قاطعهم. وان كنت مضطر للتعامل معهم، احذر غدرهم.
أين حب الذات؟ انه في كل جزء من اهتمام وثقة واحترام وتقدير الفرد لذاته.
ولان ما نمتلكه من اهتمام وثقة واحترام وتقدير لذواتنا هو بالأساس من بيئتنا اعتبارا من الوالدين والمدرسة والحارة…الخ، فان الامتنان والشكر للآخرين على ما وهبونا إياه، يعود علينا أضعاف ما نقدمه.
إذا كانت السعادة هي أمر وجداني، ولا تحدث وتنمى وتتطور وتستمر إلا بمشاركة الآخرين لنا، فأول أبواب السعادة أن نكون ممتنين شاكرين لغيرنا.
إن الفرق الجوهري بين المتعة والسعادة، أن المتعة تمارس بالأشياء وفرديا، وان السعادة هي أمر وجداني ولا تتحقق إلا بالمشاركة مع آخرين.
إذا لم يحترم الفرد ذاته ويقدرها ويحبها ويهتم بها، فلن يحترمك ويقدرك ويحبك ويهتم بك احد.
إذا لم تكن ممتنا، وشاكرا، فأنت بخيل.
إذا كان الكرم كف الأذى عن ذات الفرد والآخرين، فان البخل إيقاع الأذى على الذات وعلى الاخرين.
وأول إيقاع الأذى على الذات هو في عدم احترامها وتقديرها وحبها والاهتمام بها.
السعادة في العطاء، لان العطاء مشاركة، فان كنت بخيلا بحق ذاتك، فكيف ستكون سعيدا؟
وإذا فقد الإنسان السعادة، بحث عن المتعة بالأشياء، وعامل غيره من الناس كما يعامل الأشياء. الذين لا يقدرون ذاتهم، ويقدرون من حولهم من الأشياء والناس بالامتنان والشكر، أموات يمشون على الأرض.
أين حب الذات؟
تفحص من حولك.
الذين لا يهتمون بأنفسهم، معرفيا ونفسيا وروحيا وجسميا، كيف سيهتمون بغيرهم؟
الذين لا يثقون بأنفسهم، كيف ستثق بهم؟
الذين لا يحترمون ولا يقدرون أنفسهم، عاملهم كما يعاملون أنفسهم.
أين حب الذات؟
انه في كل جزء من اهتمام وثقة واحترام وتقدير الفرد لذاته، وكيف يتصرف مع غيره؟.
هل أجبتك؟
