الرئيسيةتقاريرنشرة اخباريةالنشرة الإعلامية ليوم الاثنين 25- 4-2022

النشرة الإعلامية ليوم الاثنين 25- 4-2022

_*رئاسة*_
*السيد الرئيس يهنئ نظيره المصري بذكرى تحرير سيناء*

هنأ سيادة الرئيس محمود عباس، اليوم الإثنين، رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، لمناسبة إحياء بلاده الذكرى الـ40 لتحرير سيناء.
وقال فخامة الرئيس في برقية التهنئة: “نرفع لفخامتكم ومن خلالكم لحكومتكم الموقرة وشعبكم الشقيق، باسم دولة وشعب فلسطين وبالأصالة عن نفسي، أحر التهاني القلبية”، مستذكرين في هذه المناسبة الوطنية بطولات وتضحيات الجيش المصري الباسل في سبيل وطنه وشعبه.
وأعرب سيادته عن اعتزازه بالعلاقات التاريخية والحرص على العمل سويًا من أجل تعزيزها والارتقاء بها للمستوى الأمثل، مثمنًا مواقف مصر الأصيلة والثابتة تجاه شعبنا في نضاله المشروع لاسترداد أرضه ومقدساته ونيل حريته واستقلاله.

_*مواقف “م.ت.ف”*_
*“شؤون اللاجئين” ترفض نقل بعض صلاحيات “الأونروا” لمنظمات دولية أخرى*

رفضت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، بشكل قاطع ما ورد في رسالة مفوض عام الأونروا فيليب لازاريني، الموجهة إلى اللاجئين الفلسطينيين، فيما يتعلق بزيادة الشراكات داخل منظومة الأمم المتحدة للقيام بتقديم الخدمات نيابة عن “الأونروا”، وتحت إشرافها وتوجيهها.
وعبرت الدائرة، في بيان صحفي، اليوم الإثنين، عن صدمتها لما ورد في رسالة المفوض العام “للأونروا” عن قبوله بنقل بعض صلاحيات وكالة الغوث لمنظمات دولية أخرى للقيام بها نيابة عنها، كأحد الخيارات المطروحة لضمان استمرارية خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين دون التهديد بانقطاعها بسبب افتقار الأونروا للموارد المالية.
وأكد رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، أنه ليس من صلاحيات المفوض العام “للأونروا” أن يطرح حلولاً لمعالجة العجز المالي في ميزانية وكالة الغوث تمس بتفويض عملها، ولا يمتلك تفويضا لنقل صلاحياتها لمنظمات دولية أخرى تحت شعارات الشراكات.
وطالب لازاريني بتقديم توضيحات حول تداعيات ما حملته رسالته، والإعلان فوراً عن سحبها، وكأنها لم تكن، خاصة وأن ما تحدث به سيولد ردود فعل غاضبة من اللاجئين الفلسطينيين، وستعطي للاجئين صورة مغايرة عن “الأونروا”، غير الصورة التي رسموها عنها على مدار سبعة عقود باعتبارها صديقاً لهم.
وطالب أبو هولي، المفوض العام للأونروا الإعلان عن نتائج جولته الأخيرة لحشد الموارد المالية، والتي دفعت به لتبني خيار نقل بعض صلاحيات “الأونروا” لمنظمات دولية أخرى للقيام بها نيابة عنها.
وقال: “تشاورنا مع كل الأطراف المعنية بما فيها الأونروا والدول المانحة وأعضاء اللجنة الاستشارية في البحث عن إيجاد نماذج مبتكرة لحشد الموارد المالية للأونروا، من خلال إيجاد ممولين جدد، وحث المانحين التقليديين بزيادة تمويلها من خلال تقديم تمويل إضافي، والتواصل مع المنظمات الدولية (البنك الدولي) ومنظمة التعاون الإسلامي وليس من خلال نقل صلاحيات الأونروا وتقاسمها مع منظمات دولية أخرى.
وأضاف: “إن المفوض العام أخطأ في مضمون رسالته وفي طرحه للحلول التي لا يمكن تبريرها، وهو على علم انها ستلقى ردود فعل سلبية وقوية من اللاجئين الفلسطينيين والموظفين العاملين في الأونروا ومن الدول المضيفة التي أكدت خلال مشاركتها في اجتماعات اللجنة الاستشارية وفي المحافل الدولية وفي اجتماعاتها مع الدول المانحة برفض نقل أو تغيير في صلاحيات الأونروا أو المساس بتفويضها الممنوح لها بالقرار 302.
وأكد أبو هولي أن “الأونروا” مهمتها الأساسية هي إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وتحمل عنواناً سياسياً في تجسيد المسؤولية الأممية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، وشاهداً حيًا على نكبتهم وليس مهمة إشرافية تقوم بالإشراف على منظمات دولية تنوب عنها في مهامها الممنوح لها حسب قرار تفويضها”، مؤكداً أن ما طرحه المفوض ليس حلاً بل هو انصياعاً لرغبات بعض الدول التي لا تريد “للأونروا” أن تستمر في عملها، ومحاولة سلخها عن بعدها السياسي الذي تحمله.
ودعا الأمم المتحدة وهي التي اتخذت قرارًا بإنشاء “الأونروا” أن تتخذ قرارًا آخر بتخصيص موازنة مستقلة للأونروا، على غرار مؤسسات الأمم المتحدة الأخرى بما يضمن استمرار خدماتها الإغاثية والتشغيلية للاجئين الفلسطينيين إلى حين إيجاد حل عادل لقضيتهم طبقاً لقرارات الشرعية الدولية وعلى الأخص القرار 194 القاضي بعودتهم إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948، باعتبار ذلك أنجع الحلول في ظل انشغال العالم في الحرب الأوكرانية الروسية، وتوجيه الدعم المالي والإغاثي للاجئي أوكرانيا.
وحذر من محاولات العبث بوكالة الغوث، وعدم تمكينها من تنفيذ ولايتها، وتركها تترنح في أزمتها المالية وانهاكها تدريجياً وصولاً إلى تفكيكها، مؤكدًا أن تداعيات ذلك ستكون لها انعكاسات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة وسيطال جميع الأطراف وستكون عواقبها خطيرة.
وأضاف أبو هولي أن الحفاظ على “الأونروا” يعني الحفاظ على حق اللاجئين في العودة والتعويض وفق قرارات الشرعية الدولية، والحفاظ على الأونروا يشكل عامل استقرار هام وعامل ضمان لمسيرة تنموية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي لا بد أن تشمل اللاجئين الفلسطينيين، فهي حق من حقوق الإنسان والتعليم، وحق للاجئين الفلسطينيين كما هي حق لكافة شعوب الأرض.
يشار إلى أن المفوض العام “للأونروا” وجّه رسالة إلى اللاجئين الفلسطينيين تضمنت فيها “بأن أحد الخيارات التي يجري استكشافها حالياً في زيادة الشراكات داخل منظومة الأمم المتحدة الأوسع إلى أقصى حد، ويشغل مكانة مركزية في هذا الخيار أن يكون من الممكن تقديم الخدمات نيابة عن “الأونروا”، وتحت توجيهها، وبالتالي بما يتماشى تماماً مع الولاية التي تلقتها “الأونروا” من الجمعية العامة للأمم المتحدة. مثل هذه الشراكات تملك إمكانية حماية الخدمات الأساسية وحقوقكم من نقص التمويل المزمن”.

_*عربي دولي*_
*بدء الاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى*

بدأ، قبل قليل، الاجتماع الاستثنائي مفتوح العضوية للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى المندوبين الدائمين في جدة، لبحث الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة على المسجد الأقصى المبارك، بناءً على طلب من جمهورية إندونيسيا.
ويأتي الاجتماع في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على المسجد الأقصى المبارك من خلال إغلاق بواباته، واقتحامه من قبل مجموعات المستوطنين المتطرفين وقوات الاحتلال الإسرائيلي والاعتداء على المصلين في داخله.

_*إسرائيليات*_
*الاحتلال يعتقل عددًا من العمال بينهم سيدات جنوب طولكرم*

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، عددًا من العمال بينهم سيدات، أثناء توجههم إلى أماكن عملهم في أراضي 1948، من خلال بوابة فرعون جنوب طولكرم.
ويُذكر أن قوات الاحتلال المنتشرة على طول جدار الفصل العنصري جنوب طولكرم طاردت العمال وسط إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاههم.

_*أخبار فلسطين في لبنان*_
*حركة “فتح” في الشمال تشارك في وقفة تضامنية مع الأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي*

نُصرةً للشعب الفلسطيني ورفضًا لما يتعرض له المسجد الأقصى، وتضامنًا مع الأسرى الأبطال في معتقلات الاحتلال الصهيوني، وبدعوة من لجنة أصدقاء عميد الأسرى في السجون الاسرائيلية يحيى سكاف وهيئة التنسيق اللبنانية الفلسطينية للأسرى والمحررين، شاركت حركة “فتح” في الوقفة التضامنية أمام نصب الأسير سكاف في بلدة المنية يوم الأحد الموافق ٢٤-٤-٢٠٢٢.
وشارك في الوقفة أمين سرّ حركة “فتح” وفصائل “م.ت.ف” في الشمال مصطفى أبو حرب، ومسؤول الشمال في حزب الله الشيخ رضا أحمد، ومسؤول المنتدى القومي العربي في الشمال فيصل درنيقة، ورئيس الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين أحمد طالب، ورئيس الهيئة الوطنية للمعتقلين عباس قبلان، ووفد من هيئة التنسيق اللبنانية-الفلسطينية، وأعضاء قيادة المنطقة وأمين سرّ وأعضاء شعبة المنية، وممثلو الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية ورجال دين وفعاليات من المنية ومخيمات الشمال.
استهلت الوقفة بقراءة سورة الفاتحة لأرواح شهداء فلسطين ولبنان، وأرواح شهداء مدينة طرابلس الذين غرقوا في مركب الموت.
كلمة منظمة التحرير وحركة “فتح” ألقاها الأخ مصطفى أبو حرب استهلها بالدعاء لشهداء لقمة العيش شهداء مدينة طرابلس، وقال: “يتجدد اللقاء مع النماذج البطولية، مع الأسود في الزنازين الصهيونية..أولئك الرجال الرجال الذين يرفعون شمس فلسطين من داخل زنازينهم، ويعلنون بأن فلسطين حرة في عز تبعية العرب للمشروع الصهيو أمريكي، ويعلنون بأن فلسطين لرجالها ونسائها وأطفالها المرابطين في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.. وإن الأرض للسواعد التي تحميها وتحررها”.
وتابع: “نقف اليوم أمام النصب التذكاري لأحد أبطال حركة “فتح” وأبطال عملية الشهيد كمال عدوان الذي عبر البحر حاملا سلاحه من أجل كرامة الأمة وفلسطين، واختار أن تكون الملحمة على أرض فلسطين الطاهرة ليعلن بأن فلسطين ليست للفلسطينيين وإنما هي لكل العرب والمسلمين ولكل أحرار العالم”.
ثم توجه بالتحية لسائر شهدائنا الأبرار وأسرانا البواسل الذين يتحدون سطوة الإحتلال بحدقات العيون ويواجهونه بأضلاع الصدور.. حفروا الأرض بملعقة ليعلنوا للعالم بأنه ولو أقفلت عليهم الزنازين سيحفرون الأرض ويخرجون إلى الحرية.
وأضاف: “إن معتقلاتهم جامعات لأطفالنا ونسائنا ورجالنا يدخلون إليها لا يكتبون ولا يقرأون، ولكنهم يحملون حب فلسطين، فيخرجون من السجون وهم يحملون الشهادات الجامعية.. أولئك هم أبطال فلسطين، يخرجون من السجون وكلهم عقيدة بأنهم سيعودون للمواجهة”.
وأردف: “رعد حازم إذا نظرنا في تاريخيه نرى بأنه واحد من الأسرى، خرج إلى الحرية واختار أن يكون شهيدًا”.
وتابع: “العرب كلهم أسرى وفلسطين حرة.. العرب كلهم تبعيون وفلسطين صاحبة القرار الفلسطيني المستقل تجسده في باحات المسجد الأقصى في جنين ونابلس والخليل وغزة وبنادقنا تعرف وجهتها ورايتنا مرفوعة فوق الرؤوس”.
وفي يوم التضامن مع الأسير الفلسطيني والعربي والأممي المناصر للقضية الفلسطينية أكد أبو حرب بأن النصر صبر ساعة، وبأننا إلى فلسطين عائدون، فغربتنا قد شاخت وقد أزفت ساعة العودة.
وختم بالتحية لأهلنا الصامدين المرابطين في ساحات المسجد الأقصى المدافعين عن عروبة فلسطين وحريتنا، ولأهلنا المنتفضين في الضفة الغربية والصامدين في غزة ولأهلنا المتمسكين بهويتهم الفلسطينية في أراضي الـ٤٨.
وألقى جمال سكاف كلمة لجنة أصدقاء الأسير يحيى سكاف وهيئة التنسيق اللبنانية -الفلسطينية، مما جاء فيها: “نقف متضامنين مع الأسرى ومع الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض يوميًا للاستباحة من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال دون أن يحرك المجتمع الدولي والأنظمة العربية ساكنًا لحماية المقدسات من همجية الاحتلال”.
وحيا سكاف الشعوب العربية المساندة للمقاومة الفلسطينية في نضالها، حتى يعلم العدو ومن خلفه المطبعين بأن الشعوب العربية لن تتخلى عن فلسطين، وستواجه مشروع التطبيع مع الكيان الغاصب حتى إسقاطه إلى غير رجعة.
كلمة قوى التحالف ألقاها عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية – القيادة العامة أبو عدنان عودة حيث وجه تحية للشعب الفلسطيني في المخيمات وإلى أهالي المنية الذين يقفون إلى جانب القضية الفلسطينية وعلى رأسهم عائلة وأصدقاء المناضل يحيى سكاف الذين يبذلون الجهود الجبارة ويقدمون التضحيات في سبيل تحرير فلسطين.
وأكد أن المواجهات التي نراها على أرض فلسطين والعمليات الفدائية ضد الاحتلال لن تتوقف وهي مقدمة للمعركة الكبرى التي ستتحرر خلالها كامل الأراضي الفلسطينية.
وتحدث مسؤول التنظيم القومي الناصري درويش مراد باسم الأحزاب الوطنية اللبنانية، إذ وجه تحية أبناء الشمال إلى المقاومة الفلسطينية، وإلى الشعب الفلسطيني المناضل في الداخل الذي يقف في الصفوف الأولى بمواجهة العدو، دون أن يهاب من الموت لأنه على حق ويدافع عن أقدس قضية محقة على مر التاريخ، وأكد مراد أن المقاومة الخيار الوحيد لتحرير الأسرى والمقدسات.
كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي ألقاها وكيل عميد الإذاعة في الحزب شادي بركات الذي استهل كلمته بمطالبة الدولة اللبنانية بضرورة الاهتمام بهذه القضية وخصوصًا في ظل تعتيم العدو عن قضية المناضل يحيى سكاف، واعتبر بركات أن الحزب القومي يعتبر صمود هؤلاء الأسرى هو وجه من أوجه المقاومة وأن الحركة الأسيرة اليوم تضم الآلاف من الشبان والنساء والأطفال الذين يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل، وأكد أن وحدها عمليات المقاومة تحرر الأسرى وفلسطين من البحر الى النهر.
واختتمت الوقفة بالدعاء للشعب الفلسطيني تلاه فضيلة الشيخ محمد السيد.

_*آراء*_
*العادي في تجلياته البطولية/ بقلم: محمود أبو الهيجاء*

لم يكن الحاج عارف التوتنجي ليعرف أن صورته في باحة الأقصى، وهو جالس بحاله البيضاء، ثوباً، ولحية، وابتسامة، على كرسي بسيط، واضعاً ساقًا على ساق، غير آبه بجنود الاحتلال الإسرائيلي المدججين بالأسلحة، الذين كانوا يلاحقون المرابطين في باحة المسجد المقدس، لم يكن ليعرف هذا الشيخ الجليل أن صورته هذه، التي انتشرت كالنار في الهشيم في وسائط التواصل الاجتماعي، ستشكل تعريفاً جديدًا للبطولة، إذ هي مع جلسته البسيطة هذه، رباطة الجأش، بأم عينيها، وبلحمها، ودمها، شاخصة في مواجهة الخطر الجسيم، إنه اتزان الروح الوطنية، وصلابتها، وقد عبرت عن حالها بابتسامة الواثق، بحتمية انتصارها، بحكم أنها ابتسامة الإرادة الفلسطينية الحرة، بقرارها الحاسم على الصمود، والتحدي، والمواجهة، ولعلها المرة الأولى التي تكون الابتسامة فيها، بهذا المشهد، سمة من سمات البطولة، وعلامة من علاماتها، ودلالة من دلالات حقيقتها.
للابتسامة إذن، بالغة الهدوء والثقة، التي ارتسمت على وجه الحاج عارف التوتنجي، مقام جديد في عالم المعرفة الإنسانية، وثقافة المقاومة، هذه الثقافة التي أثراها اليوم الحاج التوتنجي في جلسته العادية البسيطة، وسط الاحتشاد المسلح للمحتل، في باحة المسجد الأقصى، والحق إنه لأمر في غاية الدهشة أن يحقق العادي بطولة من هذا النوع الاستثنائي، غير أن هذا هو شأن الطبيعة الفلسطينية، وقد عزز حقيقتها، شيخ آخر كان مستلقيًا على أرض باحة المسجد، وهو يصور ما يفعله جنود الاحتلال ضد المرابطين في الأقصى، بعد أن تعرض للضرب المبرح على أيدي الجنود الآثمة ..!!
صور البطولة الفلسطينية في القدس، وباحاتها المقدسة، يصعب حصرها في الواقع، وأينما تمر في شوارع القدس، ودروب حاراتها، سترى آيات هذه البطولة، في وجوه أهل المدينة، وفي شارات النصر التي ما أن يرى طفل من أطفالها عدسة تلفزيونية، حتى يرفعها بوجه هذه العدسة، وستراها أيضًا في حجارة المدينة المقدسة، وفي أسوارها، وفي عطر مساجدها، وكنائسها، وأصواتها التي تدعو للصلاة، والتصدي.
صور لا تلتقطها فضائيات الجماعات الاسلاموية، والاخونجية، التي تهرب منها إلى غوغائيات الاستعراضات اللغوية، وخطابات الادعاءات الانتهازية، وحوارات المخاتلات النظرية، التي تتجاهل بالقصدية الحزبية والسياسية المأفونة ذاتها، الفعل الوطني الفلسطيني، بشعبيته الفائقة، في باحات الأقصى، وتضحياته الجسيمة، وشهدائه البررة في مختلف مواقع المواجهة والتحدي على امتداد الضفة الفلسطينية المحتلة ..!!!
غير أن أصحاب هذا التجاهل المريض أدركوا عبث هذا التجاهل، وفشله في تحقيق ما يريدون، فعادوا مرة أخرى إلى صواريخهم المجهولة (…!!!) و إلى إطلاق النار الجبان، على مقرات قوات الأمن الوطني كما حدث في جنين قبل أيام، لصرف الأنظار عن المعركة الحقيقية التي يخوض شعبنا في القدس، وفي مختلف مواقع المقاومة الشعبية وهذا ما جعل رئيس حكومة الاستيطان والتطرف والعنصرية الإسرائيلية “نفتالي بينيت” يقول في محادثته مع الأمين العام للأمم المتحدة “انطونيو غوتيريش” وهو يعرب عن خيبة أمله إزاء عدم إدانة الأمم المتحدة لاطلاق الصواريخ على إسرائيل (…!!!) “إن إسرائيل هي القوة التي تفرض الاستقرار، وإذا لم نقم بفرض النظام، فلن يتمكن عشرات الآلاف من المسلمين من الصلاة (..!!)”.
الصواريخ العبثية التي باتت عديمة الحسب والنسب، والفلتان الأمني الذي يسعى إليه إطلاق النار الجبان على مقرات قوات الأمن الوطني، هو كل ما يريد “بينيت” لفرض النظام الذي يريد على القدس والأقصى، لا لجعل الصلاة ممكنة طبعًا لآلاف المسلمين في مسجدهم، وإنما ليمهد الطريق بذلك أمام جماعاته اليمينية العنصرية المتطرفة، لهدم المسجد المقدس، وإقامة الهيكل الثالث المزعوم مكانه، حتى وهذا العمل يخالف رأي العديد من حاخامات التيارات اليهودية المركزية..!!!
ويبقى أن نقول وليس من باب المجاز والكناية، ولا من باب التجليات الشاعرية، إن صواريخ العبث الهجينة حاولت من بين ما تريد، من حرف للأنظار، قصف مشهد الحاج عارف التوتنجي لعلها تحظى بمشهد مغاير، غير أن العادي بتجلياته البطولية يظل عصيًا على التغييب والاقصاء، وقد بات في التاريخ سمة أخرى من سمات الطبيعة الفلسطينية.

*المصدر: الحياة الجديدة*

تنشر بالتعاون مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” – إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا