الرئيسيةمختاراتمقالاتفي يوم القدس العالمي يوم فلسطين نريد أفعالا ....لإنقاذ القدس وليس خطابات

في يوم القدس العالمي يوم فلسطين نريد أفعالا ….لإنقاذ القدس وليس خطابات

بقلم: المحامي علي ابوحبله

يوم ألجمعه الاخيره من شهر رمضان هو يوم القدس عنوان فلسطين، وعنوان عروبتها، والدفاع عن القدس هو الدفاع عن کل الوطن من أجل کرامته وحريته، يوم ألجمعه الاخيره من رمضان الذي يصادف 29/4/2022 يحيي المسلمين في أنحاء المعمورة يوم القدس ، وليكن يوم الغد ألجمعه الاخيره من رمضان حيث يحتفل المسلمون بيوم القدس العالمي يوم تصويب لبوصلة الصراع مع إسرائيل وليكن يوم القدس العالمي تحشيد الطاقات والهمم وشد الرحال إلى القدس ،
نعم ليكن يوم القدس العالمي لهذا العام يوم تطوى فيه الخلافات العربية وتنتهي فيه الصراعات وتوأد الفتن المذهبية والطائفية وتستجمع كل القوى من اجل تحرير القدس وفلسطين
في هذا اليوم الذي يحتفل فيه المسلمون في يوم القدس العالمي ، يرفع اسم بيت المقدس المسجد الأقصى عنوانا لشرف الأمة المهدد بالهدر. نحتفل في اليوم العالمي للقدس في مرحلة ربما تکون الأخطر في تاريخ القضية الفلسطينية، وفي مرحلة تزداد فيها الهجمة الشرسة، والعجز عجزا، والتراجع تراجعا، والانقسام انقساما، هذا ما يهدد قضية القدس، کحلقة أساسية من حلقات الصراع مع الاحتلال. القدس تعيش محنة الهزيمة، کما يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وفي دول الشتات، فلم تعد القدس قضية تثير مشاعر الکثيرين بعد أن کانت أولى أولويات القضايا وأزمة الأزمات في النهج والفكر العربي والإسلامي ، فحلم التحرير والحرية والاستقلال في دولة عاصمتها القدس أصبح بعيدا مع الحالة المأساوية التي تمر بها القضية الفلسطينية، وبعد حالة التراجع والانقسام التي أصابت الحرکة الوطنية الفلسطينية. الخروج من المحنة يتطلب صدقا مع النفس، وثقة بالشعب، والتزاما بالمبادئ، وقدرة على العمل، فأين نحن ومعنا العرب جميعا من ذلک کله، فالعدو لم ينتصر إلا بسبب القصور والترهل والانقسام الذي برز في صفوفنا، فقد تفرقنا بدلا من أن نتحد، واعتمدنا الدعاوي بدلا من أن نرکن إلى العقل، وضخمنا الشعارات لنقزم المبادئ، واکتفينا بالخطابات الطنانة بدلا من أن نعد القوى ونستعد ليوم المواجهة العظيم الذي انقلب لمواجهة المسلمين بعضهم ببعض واقتتال وصراع عربي وهرولة للتطبيع العربي المجاني مع الاحتلال الصهيوني
الانقسام والانشقاق والتفرق في صفوف الفلسطينيين والعرب جميعا ابرز العناوين بدلا من البحث عن الوحدة. لقد ناضل الشعب الفلسطيني وقدم التضحيات والشهداء، ولکن نضاله لم يؤد إلى تحقيق الأهداف، لان الحشد العربي والفلسطيني لم ينظم ليوصلنا إلى النتائج المطلوبة، ولان خبرات النضال التي تراکمت لم تکن کافية لکسب المعارک الحاسمة.
ليكن يوم القدس العالمي لهذا العام هو يوم لمراجعة الحساب، وتقييم المرحلة، والوقوف عند متطلباتها، فالصراع حول القدس لم يکن يوما صراعا عاديا بل هو صراع عقائدي لان القدس جزء لا يتجزأ من عقيدة المسلم ، وما حصل هذا العام من محاولات للتقسيم ألزماني والمكاني واعتداءات على المصلين الا ضمن مخطط يستهدف تهويد المسجد الأقصى
يوم القدس لهذا العام يتطلب المراجعة وجلد الذات ، بل هو يتطلب الحشد وتقديم التضحيات ويتطلب تعبئة صفوف المسلمين جميعا لان القدس هي قبلة المسلمين الأولى وهي مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم واليها تشد الرحال لأنها أولى القبلتين وثالث الحرمين
القدس والأقصى وكنيسة ألقيامه مهددان من قبل الاحتلال وان حكومة الاحتلال وقواه مجتمعه تحشد القوى وتسير بخطى متسارعه نحو التهويد والاستيطان للقدس وان إجراءات الاحتلال تحظى بتأييد القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميرکية، وهذا يعني ضرورة الاصطفاف لكل المسلمين في كل أنحاء العالم للتصدي لمخطط التهويد للأقصى والقدس وحشد قوى الشعب الفلسطيني والوطن العربي وشعوب العالم الإسلامي، لأجل أن تنتصر للقدس في يوم القدس العالمي
إن الصراع من اجل القدس يقتضي قدرا عاليا من التنظيم وبناء القوى وتوحيد الجهود والمواقف ، الاحتلال الصهيوني يسعى لتهويد القدس وزرع كيان أصولي يهودي ويرفع شعار يهودية ألدوله ويعتبر القدس عاصمة للكيان الأصولي العنصري
وهنا تكمن المعضلة في أن يتخطى الاحتفال بيوم القدس العالمي الشعارات والخطب الرنانة وترجمة كل الشعارات والأقوال إلى أفعال تفضي لدعم المقدسيين وتدعيم صمودهم وبخطة إسلاميه للوقوف في وجه المخطط الصهيوني للتهويد وليكن هذا العام هو بالفعل يوم إنقاذ القدس والأقصى من براثن الاحتلال ورفع الصوت عاليا أمام كل المؤامرات التي تحاك ضد فلسطين والقضية الفلسطينية وأولى أولوياتها تصفية القضية الفلسطينية والإقرار بالمخطط الصهيوني لتهويد القدس
آن الأوان للصحوة العربية والاسلاميه وان الأوان لاستعادة وتصويب أولوية الصراع مع إسرائيل ،.. وها هم بدلا من أن ينتصروا للقدس وفلسطين يهرولون للتطبيع مع إسرائيل ويعقدوا معها الاتفاقات الامنيه والاقتصادية ودون أي ذكر في اتفاقاتهم للقدس والأقصى أليس اتفاقيات أبراهام للتطبيع التي عقدت مع حكومة الاحتلال جريمه بحق القدس وفلسطين وهي تهود على مرأى من المطبعين
العرب والمسلمون والفلسطينيون جميعا بحاجه لتوحيد الصفوف لنصرة القدس وفلسطين و کل قضايا ألامه في كافة ميادين الصراع مع إسرائيل لننتصر على انقسامنا وتفرقنا وصراعنا مع بعضنا بعضا ، إن متطلبات المواجهة مع الكيان الإسرائيلي تتطلب توحيد القوى الفلسطينية ونبذ الخلافات وتوحيد القوى العربية والانتصار على الصراعات بوحدة الموقف وحشد القوى للتصدي للمخطط الأمريكي الصهيوني في تهويد القدس وفلسطين. ستظل القدس عنوانا لکل فلسطين، وعنوانا لکرامة الأمة، وعنوانا للسيادة العربية على أرض العرب.. وعنوانا لمجد البشرية في زمن طغى عليه الظلم والعدوان. لذلک فالصراع حول القدس هو صراع الأمة مع عدوها، وهو صراع الشعب من أجل المحافظة على کرامته المهدورة على أرض فلسطين مادام الاحتلال يعيث فسادا وعدوانا في القدس والأقصى وكافة الجغرافيا الفلسطينية وليكن يوم غد الاحتفال بيوم القدس العالمي يوم تجسد فيه الاراده المتبوعة بالأفعال وليس بالأقوال متبوعة ببرنامج وطني للتحرير وليس بمهرجان ومسيرات وخطب أليست هي القدس التي كانت وما زالت محور الصراع العالمي .

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا