الرئيسيةأخباراسرائيليةسلاح الجو الإسرائيلي: بداية انشقاق في منظومة الاحتياط على خلفية الشرخ السياسي

سلاح الجو الإسرائيلي: بداية انشقاق في منظومة الاحتياط على خلفية الشرخ السياسي

تخوفات من أن يمتد إلى جهاز الاستخبارات

بقلم: عاموس هرئيل وينيف كوفوفيتش

وقفت على رأس قائمة التخوفات في هيئة الأركان العامة، الأسبوع الماضي، قضية لا تنبع مباشرة من الساحة الفلسطينية الآخذة في الاشتعال، أو من تطورات التهديد النووي الإيراني. تتركز التخوفات الأساسية في نقطة أخرى: مؤشرات أولية لأزمة في منظومة الاحتياط، بالأساس في سلاح الجو، على خلفية الاحتجاج ضد الانقلاب النظامي الذي يقوم به ائتلاف نتنياهو. في أوساط رجال طاقم سلاح الجو في الاحتياط هناك انشغال متزايد بإمكانية رفض الخدمة، أو “رفض رمادي”، أي تملص من أداء المهمات أو عدم تنفيذ جزء منها، احتجاجاً على التطورات السياسية الأخيرة.
ليس سراً أنه في سلاح الجو، إلى جانب قدرات جهاز الاستخبارات، سيتم تركيز معظم القوة العسكرية لدولة إسرائيل. يستند سلاح الجو، اكثر من أذرع أخرى، في الوضع العادي وفي وقت الحرب إلى نسبة كبيرة من رجال الاحتياط، لا سيما طواقم الجو. لفترة طويلة، المس باستعداد طيارين وملاحين في الاحتياط للامتثال للخدمة سيضر بمستوى المؤهلات المهنية للسلاح، ويمكن أن يؤثر بشكل سيئ على قوة الجيش الإسرائيلي. يبدو أن هذا ما وجه قرار رئيس الأركان، هرتسي هليفي، أول من أمس، للتطرق للمرة الأولى علناً لهذه القضية. في هيئة الأركان العامة يخشون أيضا من أن ظاهرة مشابهة ستنزلق الى المنظومات الرئيسية لجهاز الاستخبارات.
رغم جهود التصغير المعتادة من اليمين فإن الدعوات لرفض الخدمة في جهاز الاحتياط لا تتوقف. في منتصف الأسبوع نشر هنا عن كتائب احتياط قلّ فيها عدد من يلبون نداء الخدمة. بعضهم على خلفية شكاوى بشأن عبء الخدمة وآخرون بسبب الاحتجاج السياسي. نشر في “أخبار 13″، قبل ايام، بأن عميد احتياط في سلاح الجو طلب التسرح من وظيفته كأحد قادة غرفة القيادة في السلاح في مقر القيادة في الكرياه، بذريعة أنه لا يمكنه مواصلة عمله، في ظل التغييرات في النظام. الضابط هو طيار مقاتل قام بخدمة دائمة طويلة، قاد في اطارها قاعدتين كبيرتين لسلاح الجو. وهو معروف كشخص مستقل وله رأيه، لكن هذا الامر ينطبق على معظم رجال طواقم سلاح الجو. هذا كما يبدو السبب في وجود شخصيات رفيعة اخرى في الاحتياط أعلنت بشكل سري لقادتهم بأنهم سيتخذون خطوة مشابهة.
الى جانب ذلك يقول طيارون وملاحون في الاحتياط بأن “الرفض الرمادي” وصل أيضا الى الأزرق. هناك حسب قولهم ظاهرة لم يعد بالامكان تجاهلها، تتعلق برجال الاحتياط الذين يريدون تأجيل حضورهم لايام التدريب في الأسراب. في كل سرب في سلاح الجو تعمل مجموعة واتس آب تربط بين رجال الاحتياط الذين يشكلون قسما بارزاً من طواقم الجو. المناخ في هذه المجموعات يفور والدعوة للرفض تنتشر مثل النار في الهشيم. في هذه الأثناء فان الاستجابة لاتخاذ خطوات علنية منخفضة، لكن الترددات كثيرة والخطاب في المجموعات يشمل أقوالاً صعبة وغاضبة.
ثمة ادعاء يتكرر في الحوارات بين طياري الاحتياط يقول بأنه يمكن أن يكونوا اكثر انكشافاً على الدعاوى بشأن جرائم الحرب، في محاكم مختلفة في الخارج. يفهم الطيارون والملاحون جيداً الادعاء الذي أسمعه، هذا الأسبوع، كبار المستشارين القانونيين لجهاز الأمن في لجنة الدستور في الكنيست: إذا تم إضعاف جهاز القضاء في إسرائيل فسيضعف ايضا الادعاء بأن هناك منظومة تحقيق وقضاء فعال خاص بإسرائيل، لذلك ليس هناك حاجة لتدخل خارجي. في هذه الحالة يمكن أن يكون الطيارون أول المستهدفين من قبل المحكمة في لاهاي. بادر عضو الكنيست، يوآف سغلوفيتش (يوجد مستقبل)، الى النقاش الذي جرى وراء ابواب مغلقة. لا يبدو أنهم في الحكومة فكروا مطلقاً في المعنى المحتمل عندما سارعوا نحو الانقلاب. وربما أن هذا غير مفاجئ تماماً: ايضا لم يتم اجراء أي نقاش للتداعيات الاقتصادية الكارثية، التي اخذت تتكشف أمام انظارنا كل يوم.
أمس، على ساحة العرض في قاعدة التدريب 1 تطرق رئيس الاركان للمرة الاولى للخلافات التي تمزق المجتمع الإسرائيلي وتمتد لتصل الى جيش الاحتياط. هليفي قال لخريجي دورة الضباط في سلاح المشاة: “اثنان من رجال الاحتياط يمكنهما الوقوف الى جانب الخلاف، وأن لا يشركا في الخلاف الزي العسكري. هما سيأتيان للاحتياط وسيبقيان الخلافات في الخارج ويخرجان لأداء المهمة، كتفاً الى كتف، عندما لا يكونون في خدمة فعالة تكون لديهم كل الحقوق التي يتمتع بها مواطنو الدولة الديمقراطية. هذا الفصل هو الطريقة الوحيدة لوجود جيش الاحتياط الذي أهميته كبيرة جداً”.
ثمة أقوال واضحة ولكن من شأنها أن تعتبر ساذجة جدا بعد بضعة أشهر. قبل الاحتفال انتشرت شائعة عن نية نتنياهو المشاركة فيه وانتظمت مجموعة آباء خططت للتشويش على خطابه. تبين أن رئيس الحكومة بقي في نهاية المطاف في المركز، كجزء من النقاشات حول ميزانية الدولة، ولم يحدث الاحتجاج.

عن “هآرتس”

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا