الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمكلمة الحياة الجديدة: نحن آية هذا العصر..

كلمة الحياة الجديدة: نحن آية هذا العصر..

أراحنا المتطرف الصهيوني العنصري “بن غفير” من مشقة الخوض في التحليل الانثروبولوجي (علم الانسان) ومشقة البحث في مختلف فروعه، كي نعرف من أية طينة هو “بن غفير” هذا. أراحنا وهو يكشف لنا، بتصريحاته القبيحة عن (حقه…!!) في حياة آمنة دون الفلسطينيين، أنه من صلب طينة العنصرية، بجميع أصولها، وفروعها العقدية، فكرًا، وسلوكًا، وطقوسًا، وهلوسات..!! والأهم سنعرف بعد أن صفق، رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” على ما أخرج “بن غفير” من أحشائه أكثر المفاهيم العنصرية قرفًا، وفاشية، سنعرف أن “بن غفير” هذا ليس نبتًا شيطانيًّا في إسرائيل.

في الانثروبولوجيا، الإنسان ابن بيئته، ولهذا قلنا ونقول هذا العنصري ليس نبتًا شيطانيًّا في إسرائيل، فهي الدولة التي تشكّل البيئة العنصرية أساس مكوّنها العقائدي. ولهذا لن نكون من الباحثين عن تقييمات وتوصيفات لها، فنحن نعرفها جيدًا، إنّها الشائنة في مختلف مكوّنات مشروعها العنصري، القائم على الخرافة والتّلفيق، وسياساتها القائمة، على العنف، والإرهاب، وغايتها القائمة على الاستحواذ، والنّهب المطلق، للأرض وروايتها…! وغير ذلك نرى إسرائيل، بحكم ما تملك من ترسانة حربية، مثل معسكر ليس إلّا ، وما من معسكر، مهما بلغت تحصيناته، وتجهيزاته العسكرية، يمكن أن يعيش حياة طبيعية، قد يزرع المعسكر، لكن ليس الورود، قد يبني، لكن ليس بيوت السّكينة والأمان، ويعرف العالم أن تاريخ إسرائيل -حتّى الأن- ليس غير حرب بين الحروب.

“بن غفير” هو الابن المثال، والمثالي لهذه البيئة، التي تصوّر له أنّه الإنسان الفريد من نوعه (…!!) وإنّ عِرْقه هو الأرقى بين أعراق البشر الآخرين، لهذا يريد أن يمشي في شوارع الفلسطينيين، دون أن يكونوا فيها ساعة يمشي فيها (..!) وأنّ حياته أفضل من حياة الفلسطينيين، باعتبار أنّهم أدنى درجة منه ..! ” بن غفير” الذي تنصّل من أصله العراقي الكردي، فبات حقيقة بلا أصل، لأنَّ الصهيونيّة ليست عِرْقًا، واليهودية دين، وليست قوميّة، والمستوطنات لا تصنع هوية. لو يعود “بن غفير” لأصله العراقي الكردي، لعاد بكرم العراقي ونخوته، وفروسيّة الكردي وطيبته، ولعاد بلا أية عنصرية، لأنّ ثقافة العراقي الكردي هي الثقافة العربية بإسلاميّتها السّمحة، التي لا تفرّق بين عربي، وأعجمي إلا بالتقوى، ولا ترى قيمة للمرء، أينما كان، وكيفما كان، إلا في ما يحسنه، وهذا ما قاله سيّد البلاغة، عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه وأرضاه، والحسن هنا هو حسن الخُلُق، وحسن التواضع، وحسن العمل، وحسن الكلام وتقواه في عباد الله. وهؤلاء نحن، وهذه هي ثقافتنا، منذ الجدّ كنعان، وحتى شاعرنا الذي قال “سنعلّم الأعداء تربية الحَمام”.

لن نقول نحن الأعلى، وغيرنا الأدنى، ولن نعترف –أساسًا- بجدول من هذا النوع، يفرّق بين البشرعلى هذا النحو، لكننا، ونحن السُّعاة في دروب الحرية، نحن من أبهى أيقونات التحضّر الإنساني في هذا العصر، بل نحن آية هذا العصر الكبرى بما نرفع رغم جراحنا، وحصارات الاحتلال لحياتنا، وتوغّله في سفك دمنا، نرفع راية الحق، ولا ندعو لغير العدل والسّلام، شأننا شأن الفرسان المدافعين عن الحياة أن تظلّ هي حياة التقدم والازدهار، حياة التعايش المشترك، دون غلوّ، ولا تطرّف، ولا عنصريّة. هؤلاء نحن، ونحن الذين لنا الحق في الحياة، والمشي في دروبها بمنتهى الحرية، لنا الحقّ لا في تقرير المصير فحسب، وإنما في تقرير الحال، حالنا كيف تكون، وحال العنصري كيف تكون، وكيف ينبغي أن يغادر لا من شوارعنا فقط، وإنما من حياتنا وإلى الأبد.

رئيس التحرير

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا