الرئيسيةمختاراتمقالاتفلسطين.. قضيةٌ لا تقبل الحِياد

فلسطين.. قضيةٌ لا تقبل الحِياد

كتب: نهى عودة

فلسطينُ ملتقى الرُّسُل والأنبياء، كانت ومازالت وستبقى أرض جميع الرّسالات السماوية المُقدّسة.

وقد دفَع الفلسطينيّون أثمانًا باهضةً مقابل الأُلفة والمحبّة التي يحملونها في ثنايا قلوبهم إلى كافّة شعوب الأرض.

وفلسطين، عبر عصورها، كانت مُراد الحجيج والتجار والمُصلِّين والعابرين، ولم يحدث أن صوَّب الفلسطينيون سِهامَ عنصريّةٍ أو تمييزٍ نحو إيَّ إنسان مهما كان ما يعتنقه من ديانة أو عقائد.

إن سيادة الرئيس محمود عباس هو المُمثِّل الشرعي للشعب الفلسطيني وهو الذي يتكلم بلسان حالنا، يتحدث عن ازدواجية المعايير التي يجاهر بها العالمُ دون خجل، هذا العالم الذي لا يكفُّ عن الحديث عن الإنسانية وحقوق الإنسان وغيرها من الشّعارات الأنيقة في عباراتها ومعانيها، غير أنَّ العالم يُصاب بالصّمم والبكم عندما يتعلّق ذلك الحديث بالإنسان الفلسطيني، وتتحوّل الشّعارات عن الإنسانية وحقوق الإنسان إلى طلاسم إنقرضَ من يفكُّ رموزها.

إن إعطاء المثال حول المحرقة اليهودية في ألمانيا لم يعْنِ التَّقليلَ من شأن ضحاياها الذين قضوا ظلمًا، وإن إسرائيل تعلم تمامًا ما القصد من وراء ذلك، فالمثال هو للمقارنة بين ردّات الفعل على المجازر المتتالية التي تحدث بحق شعبنا الفلسطيني على مدى عقود دون أن يرِفَّ للعالم جفن بينما ينتفض بأكمله إن كانت المأساة يهودية، وهذا شكل اعتدنا عليه.

المعيب المخجل هو سيْل حبر الأقلام المأجورة عند الحديث عن المحرقة بأيّ شكل من الأشكال، وجفاف حِبْرها عندما يتعلق الأمر بالمجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.

شعبنا نحن، لأنَّ الكاتب أو الإعلامي الذي لا يسلِّط ضوء قلمه على قضيته العادلة، يضعُ نفسه بين قوسين وعليه أن يعيد حسابات هويّته من جديد.

قضية فلسطين، قضيةٌ لا تتجزأ ولا تقبل الحياد، وانحراف البوصلة في الدفاع عنها، ولا سيما من شرذمة يمكن أن يكون هناك من يقرأ لها، هو أمر معيب.

أيتها الأقلام التي عجزت أن تكتب بكل صدق وجرأة عن مجازر الاحتلال، عليها أن تلزم الصّمت على الأقلّ، ولا تنكرَ على فخامة الأخ الرئيس أن يدافع عن شعبه وعن قضيته، فكلمته تمثلنا ومطالبه مطالبنا نحن أبناء الأرض البسطاء الذين نقتات من أوجاع ومآسي حاضرنا وماضينا.

والمكيال العالمي الذي يحيد عن الحق الفلسطيني ويستبيح دماء أبناء فلسطين هو حقيقة أكيدةٌ وإن أخْفتها الدول الداعمة للصهيونية.

إن التعامل مع ما قاله الأخ الرئيس محمود عباس على أنه مُعادٍ للسامية، ما هو إلاَّ موقفٌ يخدمُ الراوية الصهيونية ولا يصب إلا بمصلحتها، ويحجب الحقيقة والحق اللذين يتوجّبُ على كل فلسطيني وعربي حُرِّ أن يجهر بهما.

نحن أصحاب الحق والأرض وما يُرتكب بحقنا من مجازر نتيجة استيطان لا يفقه إلا لغة اغتصاب الأرض ولا يروي حقده إلا الدم، يحق لنا أن نرفع صوتنا عاليًا ونطالب بدم الشهداء وحقوق اللاجئين والعودة والوطن المسلوب الذي يحاولون تزوير هويته بكافة الوسائل والأساليب.

وما هؤلاء “الكُتّاب” إلاَّ أوراقٌ لا يحترمها حتى المحتل ذاته، ويمكن أن يأتي اليوم الذي يحرقها بيديه، فمن لا يحمل همَّ شعبه، ويستبيح نضاله بالتّزوير، ويحيك المكائد ضد وطنه حسب هواه ومصالحه الشخصية، لا يحق له أن ينتمي إلى هذه الأرض الطاهرة.

سيادة الرئيس محمود عباس نحن معك ومع شرعية ما قلته ولا أسف على من يُدنِّسون تاريخَ النضال الفلسطيني من أجل مصالحهم الخاصة، بروايات تخدم عدوّنًا..

على من يريد أن يعترض على كل شاردة وواردة، وعلى كل تصريح هنا وعملية هناك، وقول هنا وفعل هناك، أن يتفضَّل ويقول لنا: ماذا قدم إلى فلسطين؟ والساحة مفتوحة أمام الجميع للنضال والتضحية، أما البطولات المُسطَّرة خلف الشاشات فاحتفظوا بها لأنفسكم فقد مللنا قراءة العنجهيات المقيتة.. لا لون لكم ولا هوية، والحياد عن مسار القضية هو خيانة وإن شُبِّه لكم غير ذلك.. رُفِع القلم.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا