الرئيسيةأخباراسرائيليةاستطلاعات رأي: غالبية الإسرائيليين فقدوا الثقة بنتنياهو.. ويرونه عائقاً أمام أهدافهم

استطلاعات رأي: غالبية الإسرائيليين فقدوا الثقة بنتنياهو.. ويرونه عائقاً أمام أهدافهم

نتنياهو محق في رفض النقد ضده من جانب القيادة السياسية الأمريكية والأوروبية: فاستطلاعات الرأي العام تثبت بأن أغلبية سكان إسرائيل تؤيد شكل إدارة الحكومة لحرب غزة. كما أن الأغلبية الساحقة تؤيد عملية عسكرية واسعة في رفح، ولا تأبه بالنقد على كثرة الضحايا المدنيين الفلسطينيين (ولا تصدق الأعداد التي تنشرها وزارة الصحة التابعة لحماس)، وملتزمة بالقضاء التام على حكم حماس مهما يكن، وتعارض الآن إقامة دولة فلسطينية من “جانب واحد”، على حد قول نتنياهو. إضافة إلى ذلك، تؤمن أغلبية الجمهور بأن الضغط العسكري المتعاظم على قيادة حماس هو السبيل الأفضل للدفع قدماً بإعادة المخطوفين وليس المرونة في المفاوضات.

لكن نتنياهو غير محق في رده: فالاستطلاعات ذاتها تثبت بأن الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين فقدوا الثقة بنتنياهو كرئيس الوزراء، ويفضلون شخصية سياسية أخرى تمسك بدفة الدولة. شعبية نتنياهو على الأرض أيضاً في نظر ليكوديين متزمتين. فرفضه العنيد لتحمل المسؤولية عن سياسة المصالحة تجاه حماس (بصفته أبا الفكرة التي تقول “حماس جيدة لإسرائيل لأنها سيئة للسلطة الفلسطينية”)، وأداؤه العليل في كل المواضيع الداخلية التي على جدول الأعمال، بما في ذلك تأييده السياسي لميزانية سائبة ومصلحية طرحها وزير المالية سموتريتش وفي صلاته المعيبة مع المتفرغين السياسيين الحريديم… كل هذا سحق سحره ومس بصورته الزعامية. منظومة اعتباراته تعد أقل رسمية وأكثر ذاتية. وحتى للمعجبين به، يبدو أن نتنياهو كبير السن طور العقدة الخطيرة المتمثلة بـ “أنا وبعدي الطوفان”.

يقول الجمهور في إسرائيل إذن في معظمه “نعم” واضحة لسياسة حكومة نتنياهو حيال قطاع غزة و”لا” واضحة لنتنياهو في رئاسة الوزراء. بهذه الـ “لا” يتمسك السياسيون الأجانب الذين يجتهدون لتحقيق هدنة طويلة في القتال في غزة وإعادة المخطوفين، بل وإقامة حكم مدني جديد في القطاع على أساس رجال السلطة الفلسطينية وحركة فتح. يحاولون إطلاق سهام سامة باتجاه نتنياهو، للتلميح – بل وأكثر من التلميح – سواء للحكومة أم للجمهور في البلاد بأن نتنياهو كان في الماضي ذخراً لإسرائيل، لكنه الآن عبء عليهم. وكلما كان أكثر تماثلاً مع أهداف الحرب ضد حماس، فإن تمسكه برئاسة الوزراء يجعله عائقاً في الطريق إلى تحقيق هذه الأهداف.

مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي ما كان ليتجرأ على التفوّه بالاتهام الذي يقترب من فرية الدم في أن إسرائيل تجوّع سكان قطاع غزة بنية مبيتة. السيناتور اليهودي تشاك شومير، ما كان ليدعو علناً إلى إسقاط حكومة إسرائيل لو لم تكن حكومة نتنياهو، وهكذا دواليك. وحتى المفاوضات على صفقة المخطوفين، تعاني من رفض محسوب من حماس لمنح ما يمكن أن يفسر كجائزة نصر لنتنياهو.

وهنا الصعوبة: حكومة نتنياهو الحالية تعتمد على أغلبية أكثر من 75 نائباً، وباستثناء الإعلان عن انتخابات مبكرة، لا سبيل لاستبدالها. الدعوات الغريبة لإسقاط نتنياهو ومحادثات الضغط المباشرة والأقل مباشرة بين الرئيس الأمريكي بايدن ونتنياهو، هي تنفيس للغضب؛ فهي لن تدفع مئات آلاف الإسرائيليين للخروج إلى مظاهرات احتجاج، ولن تتسبب بتمرد نواب من الائتلاف يتجرأون على التشكيك بعبقرية نتنياهو في رئاسة الوزراء. الكل يسكت بانتظار المعجزة، وكأن نتنياهو سينهض في جلسة الحكومة التالية ليكرر كلمات مناحيم بيغن في آب 1983 بعد سنة من نشوب حرب لبنان الأولى، “لم أعد أستطيع”. نتنياهو بعيد عن فهم شخصي مشابه.

سيفر بلوتسكر

يديعوت أحرونوت 20/3/2024

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا