الرئيسيةأخباراسرائيليةهآرتس.. منذ 7 أكتوبر: إسرائيل تحول حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى...

هآرتس.. منذ 7 أكتوبر: إسرائيل تحول حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى جحيم

أغلق مدخل قرية دوما بأمر من الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب. لا يسمح للسيارات باجتياز أكوام التراب والصخور التي تستخدم كحاجز، ويضطر الأهالي إلى دخول قريتهم والخروج منها عبر طرق ترابية تجاوزية. السيارات تعلق بين حين وآخر، كما يقول السكان، والربط بين الطريق الترابية والشارع الرئيسي يعرضهم للخطر. حالة دوما ليست استثنائية؛ فبعد أكثر من خمسة أشهر منذ 7 أكتوبر والجيش ما زال يغلق المداخل الرئيسية في معظم قرى الضفة الغربية. لذا، يؤدي إلى تأخير كبير للمسافرين وتأخير في علاج المرضى وخسارة اقتصادية.

رئيس مجلس دوما، سليمان دوابشة، أخبرنا كيف تؤثر الحواجز على سكان القرية. “إذا أردت نقل مريض إلى نابلس، فيستغرق الأمر ساعات”، قال. “هناك معلمون يأتون من خارج القرية للتعليم فيها، وبسبب إغلاق الطرق لا يستطيع 50 في المئة منهم الحضور”. وأشار دوابشة إلى الفرق بين الفلسطينيين والمستوطنين، والشارع الجديد الذي شق من بؤرة استيطانية في المنطقة حتى شارع 90 في المنطقة، “لو جئت إلى هنا مع حفار لجاءك الجيش بعد خمس دقائق”، أضاف. في زيارة للصحيفة إلى الطريق الترابية التي أصبحت المدخل الرئيسي لدوما، وصلت قوات الجيش بسرعة لفحص سبب توقفت السيارات هناك.

“هذا الوضع مرهق نفسياً”، قال رمضان، الذي يعمل في دوما، ولكنه يعيش في قرية قصرة، التي قطع الدخول إليها ببوابة حديدية. سافر رمضان عبر طريق ترابية أخرى يستعملها سكان دوما للخروج إلى الشارع الرئيسي، وهي طريق متعثرة وخطيرة أكثر من الشارع الذي تحول إلى مدخل رئيسي مؤقت للقرية. “كل ما كان يستغرق وقتاً قليلاً يحتاج الآن إلى الكثير من الوقت”، قال. “هذا خطير بسبب الطرق والمستوطنين، فضلاً عن زيادة تكلفة الوقود. أحد سكان قصرة، وهو سائق سيارة عمومية اسمه فريد علي حسين، قال إن الإغلاقات أضرت كثيراً بعمله. قبل الحرب، كان يحتاج لـ 25 دقيقة من دوما إلى نابلس، أما الآن فيحتاج إلى ساعتين أو حتى أربع ساعات بسبب الحواجز على الطريق والازدحامات والحاجز على المدخل.

أبرز حسين بأن السكان بدأوا يتجنبون السفر عقب عدم اليقين ومدة الرحلة الطويلة. “أسافر بدون ركاب من نابلس، وأيضاً من دوما”، وأضاف: “في السابق، كنا نأخذ 10 شواكل من كل مسافر، والآن 15 شيكلاً، بسبب كلفة الوقود جراء الحواجز والطرق الطويلة”. حسب قوله، كان يكسب في اليوم 300 – 400 شيكل قبل الحرب، أما الآن فـ 150 شيكلاً.

نابلس هي المدينة الأكبر في المنطقة، وتوفر الخدمات للقرى التي حولها مثل المستشفى والتجارة، لكن السكان يجدون صعوبة في الوصول إليها لأن حاجز حوارة على الشارع الرئيسي الذي يصل إلى المدينة مغلق منذ بداية الحرب، فيضطرون للسفر في طرق جانبية. “من حوارة نتجه يميناً إلى قرية أُودَلَة، ثم عَورْتا ورُوجيب ومنها إلى نابلس”، وصف رئيس مجلس دوما الطريق. يسلك السكان أحياناً طريق الغور للوصول إلى نابلس.

إن طول السفر يؤدي أيضاً إلى تأخير وصول سيارات الإسعاف. “يمنعوننا من عبور حاجز حوارة حتى في الحالات المستعجلة”، قال بشار قريوتي، أحد سكان قرية قريوت في منطقة نابلس، وهو متطوع طبي. وحسب قوله، فإن الجنود يمنعون سيارات الإسعاف من تقصير الطريق، ويجعلونها تسافر في طرق أطول بكثير. وقال أيضاً إن السكان لا يعرفون أي الحواجز مغلقة وأيها مفتوحة في كل رحلة.

قبل أسبوع ونصف، أعلن الجيش عن تسهيلات قليلة جداً على دخول نابلس والخروج منها. وقال إنه سيسمح للشاحنات الفلسطينية والسيارات الإسرائيلية بعبور حاجز “جِت” على أحد مداخل المدينة. وهكذا سيخف العبء. الوزير سموتريتش وعضو الكنيست تسفي سوخوت من “الصهيونية الدينية” انتقدا هذا القرار، بل وانضم سوخوت إلى المظاهرة التي نظمها المستوطنون في المكان بنية إغلاق الحاجز. في زيارة للمكان الثلاثاء الماضي، سمح بخروج السيارات بعد إجراء الفحص على الحاجز. ولكن الدخول عبره إلى المدينة ما زال مغلقاً ببوابة حديدية.

لقد توجهت جمعية “حقوق الفرد” وجمعية “بمكوم” إلى الجيش الإسرائيلي بشأن هذا الأمر، وأشارت إلى سبع قرى أخرى تم إغلاق الطرق الموصلة إليها، والإغلاق الكامل يمنع نقل المياه أو السلع الرئيسية إليها. عدد من حواجز الإغلاق المشار إليها في الرسالة أزيل، لكن الوصول إلى عدة قرى ما زال محظوراً تماماً.

خربة سارة مثلاً، هي قرية صغيرة يعيش فيها تقريبا 30 شخصاً، وتوجد قرب مستوطنة “شفوت راحيل”. منذ بداية الحرب، منع سكان القرية من الدخول إليها بالسيارات، فيضطرون لإيقافها في قرية قريوت التي تبعد مسافة 2 كم، والسير مشياً على الأقدام إلى القرية ذهاباً وإياباً. “قبل 7 أكتوبر كنا نسافر بحرية، بعد ذلك، أبلغَنا رجال أمن المستوطنات والجيش بمنع الوصول بالسيارات إلى هنا”، قال محمود عمار، أحد السكان. ولكن عندما يريد السكان الخروج من القرية سيراً على الأقدام، يضطرون لإبلاغ لمسؤول أمن المستوطنات المجاورة عن ذلك. “كل من يذهب عليه الإبلاغ، وإذا لم نبلغ يتسببون لنا بالمشاكل”، قال عمار. حسب أقوال مصدر عسكري، يستدعي قائد اللواء القطري “بنيامين”، مسؤول الأمن في مستوطنة “شفوت راحيل” لمحادثة استيضاح بهذا الشأن.

رداً على ذلك، جاء من الجيش الإسرائيلي: “قوات الأمن تعمل في نطاق فرقة “يهودا والسامرة” طبقاً لتقدير الوضع بغية منح الأمن لكل السكان. على خلفية ذلك، هناك إغلاقات ومراقبة للحركة في أماكن مختلفة في المنطقة. فيما يتعلق بحاجز “جت” وعلى خلفية تقدير الوضع الحالي وتوزيع العبء بين الحواجز المختلفة في المنطقة، فقد تقرر السماح بمرور الشاحنات الفلسطينية والسيارات التي تحمل لوحات صفراء بعد الفحص. في هذه المرحلة، لن يسمح بخروج السيارات الفلسطينية الخاصة. أما الحالات الأخرى فيتم فحصها والتحقيق فيها”.

هاجر شيزاف

هآرتس 20/3/2024

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا