الرئيسيةتقاريرشموع المسيرةذكرى الشهيد الشاعر علي يوسف احمد فودة

ذكرى الشهيد الشاعر علي يوسف احمد فودة

بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب 20/08/2016م

ولد الشاعر/ علي يوسف احمد فودة في قرية (قنير) قضاء حيفا في الأول من نيسان عام 1946، لجأ مع أسرته أثر نكبة عام 1948م التي حلت بالشعب الفلسطيني إلى الضفة الغربية حيث أقام في مخيم نور شمس قرب طولكرم، أنهي تعليمه الابتدائي والاعدادي في مدارسها وأكمل تعليمه الثانوي في مدرسة الفاضلية بمدينة طولكرم، والتي حصل فيها على شهادة الثانوية العامة عام 1964م، حيث غادر إلى عمان في نفس العام ليكمل تعليمه في معهد المعلمين الذي تخرج منه عام 1966م.
عمل على فودة مدرساً في مدرسة ناعور شمال عمان بين عامي 1966-1970م وفي مدارس عمان بالأردن حتى عام 1976م.
بدأ علي فوردة يكتب الشعر وتعلقه بالمقاومة في مراحل مبكرة، وقاتل على أكثر من جبهة، وكان شعره يتمحور حول قضايا وطنة وشعبه.
في عام 1969 صدرت مجموعته الشعرية الأولى بعنوان: فلسطيني كحد السيف، وفي عام 1973م أنضم إلى رابطة الكتاب الأردنيين، فكان من أوائل المنضمين لها حيث عمل بحماس في الرابطة.
عام 1976م غادر الشاعر/ علي فودة عمان متوجها إلى بغداد، حيث وضع هناك أساسيات مجموعته الثانية: منشورات سرية للعشب، ثم غادر إلى الكويت لفترة وجيزة وعابرة، ومنها توجه إلى بيروت لينضم إلى صفوف الثورة الفلسطينية إلى جانب عدد كبير من المثقفين والمبدعين ممن رؤا خلاصهم مرتبطاً بالمقاومة ومؤسساتها، ليستقر به المقام في بيروت شاعراً ومقاوماً وذلك عام 1976م، حيث عمل في الصحافة الفلسطينية ( مجلة فلسطين الثورة).
صدر للشاعر/ علي فودة مجموعة شعرية بعنوان(قصائد من عيون أمرأه) عن دار عويدات عام 1976م، وتلتها مجموعة (عواء الذئب) منشورات فلسطين الثورة (م.ت.ف. الاعلام الموحد) عام 1977م، كذلك صدرت (مجموعة الغجري) عن دار عويدات – بيروت عام 1981م، وصدر له رواية (الفلسطيني الطيب) عام 1979م.
أصدر الشاعر/ علي فودة مع مجموعة من أصدقائه مجلة (رصيف 1981م) لتمثل ثقافة الهامش والاختلاف بعيداً عن المؤسسة.
رغم اختلاف الشاعر/ علي فودة مع أصدقائه إلا أنه أستمر في اصدار المجلة على شكل جريدة بصورة فردية مستقلة، حيث اعتبر الشاعر/ علي فودة الرصيف هي الساحة الأرحب للنضال والحرية، دون أي عائق من الأخرين، عاش طائراً طليقاً حراً، يكتب ما يشاء، ويناضل كيفما يشاء، ويرفض كما يشاء، لقد كانت صحيفة الرصيف تلك المجلة الثقافية الناقدة للواقع بقسوة والرافضة للسلبيات كافة والداعية للمقاومة والمقاومة فقط، حتى غدت صحيفة المناضلين الثوريين كافة وكانت توزع أثناء حصار بيروت عام 1982م.
لقد كان الشعر بالنسبة لعلي فودة يعني (التمرد والرفض).
أصيب الشاعر/ علي يوسف فودة في منطقة عين المرسية ببيروت من قبل طائرات العدو التي القت قنابلها على المدينة، وذلك خلال توزيعه لمجلة الرصيف، نقل على أثرها إلى المستشفى إلاَّ أنه فارق الحياة بتاريخ 20/08/1982م.
لقد ارتبط شعر على فودة ارتباطاً وثيقاً بقضيته حيث اغتصبت أرضه، وشرد أهله من البلاد، وأنعكس ذلك على تجربته الشعرية في الموضوعات والمفردات التي كان يستعملها.
الشهيد الشاعر/ علي فودة هو صاحب قصيدة (أني اخترتك يا وطني) التي غناها الفنان/ مارسيل خليفة.
صدرت للشهيد الشاعر/ علي فودة رواية أخر هي (أعواد المشانق 1983م) وذلك بعد استشهاده.
لقد عشق الشاعر علي فودة مدينة بيروت لأنها الساحة الأرحب، والساحة الأكثر مواجهة من الساحات كافة، والاكثر إحساساً بالنكبة والمأساة، والاكثر شراسة كساحة للنضال والمجابهة والمنفتحة على العالم أجمع.
لقد انتهت حياة الشاعر/ علي فودة باستشهاده في بيروت يوم 20/08/1982م الحافلة بالنضال والمقاومة والشعر، وهو على مسرح الأحداث شاعراً ومقاوماً، وحالماً بالعودة إلى قريته في فلسطين، التي ظلت مغناه الخالد علي امتداد الزمان من خلال قدر حتمي العودة القادمة بقوة اليقين والايمان، والرصاصة والقصيدة.
استشهد الشاعر/ علي فودة عن عمر ناهز السادسة والثلاثين عاماً وهو في أوج عطاءه النضالي والثوري والشعري.
لقد كان الشاعر/ علي فودة مثقفاً يسارياً وأديباً وشاعراً ملتزماً حيث عبرت أعماله عن شخصيته المتمردة على الواقع العربي، رافضاً الظلم.
عاش المعاناة منذ نعومة أظفاره، عاش مشرداً كبقية أبناء شعبه، كما عاش يتيماً بعد وفاة والدته وهو في سن الطفولة.
لقد عشق الشاعر/ علي فودة فلسطين فسكنها روحاً ووجداناً وثقافة وابداعاً.
لقد تحول على فودة إلى قصيدة كتبت كلماتها بنزيف الشرابين، ومرارة التشرد على امتداد الخندق الممتد من الماء إلى الماء، حيث صدح هذا البلبل بألحان في المنافي والفيافي.
منح اسمه وسام القدس للثقافة والفنون عام 1990م.
رحم الله الشاعر الشهيد/ علي يوسف احمد فودة واسكنه فسيح جناته

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا